شابة مغربية تحفز المغاربة على السفر إلى القرى النائية

أسماء تهامي ترى أن السياحة القروية واحدة من أهم نقاط قوة السياحة الداخلية.
الخميس 2021/02/11
مناطق جذابة

الرباط - اختارت شابة مغربية اصطحاب متابعيها على صفحاتها بالمواقع الاجتماعية افتراضيا إلى عدد من المناطق النائية في المغرب، في محاولة لتشجيعهم على السفر للتخلص من الروتين اليومي وتبعات قيود جائحة كورونا الخانقة.

وترى أسماء تهامي أن تحفيز الناس على جعل السفر جزءا لا يتجزأ من روتين حياتهم، يمر أولا عبر اطلاعهم على كل المعلومات التي يحتاجونها، ولاسيما النساء اللواتي يعتبرن الفئة الأكثر توجسا من السفر، خاصة نحو وجهات يعتبرنها غير آمنة.

ووفقا لوكالة الأنباء المغربية، قالت تهامي إن هدفها منذ البداية لم يكن تقاسم تفاصيل أسفارها، لكن ما استشعرته من تغيير في شخصيتها وتحسن في مزاجها ونمط عيشها، دفعها لتتشارك هذه التجارب مع متابعيها حتى يعيشوا نفس المغامرة بكل ما تحمله من استكشاف واستمتاع وهدوء نفسي.

وأمام التجاوب الكبير الذي لمسته في صفوف متابعيها، رسمت تهامي لنفسها هدفا آخر يتمثل في الترويج للسياحة الداخلية، خاصة في ظل جائحة كورونا وما خلفته من ركود للقطاع السياحي.

وأعطت الشابة المغربية عبر إنستغرام وبعض المواقع من بينها موقع “لي فواياجوز” الأولوية للتعريف بالمؤهلات السياحية لمناطق قروية نائية تبدو عصية على الولوج ولا تستهوي الكثيرين بسبب المخاوف المرتبطة برقعتها الجغرافية وصعوبة الوصول إليها.

وواجهت تهامي في البداية صعوبة في إقناع والديها برغبتها الجامحة في السفر واكتشاف وجهات بعيدة، تبدو غير آمنة، وذلك وفق قولها “نظرا لثقافتنا والحماية الزائدة تجاه البنات”. غير أنها استطاعت طمأنتهما حول قدرتها على تأمين سفرها.

----

ويأتي اختيار توهامي لزيارة المناطق القروية والنائية، من منطلق رغبتها “في الرجوع إلى الأصل والاستمتاع بالطبيعة والتواصل مع أناس مختلفين عن أولئك الذين يعيشون في المدن.. لملامسة بساطتهم ومعركتهم اليومية من أجل العيش الكريم”.

وقالت “أحرص مرة في الشهر على زيارة قرية مغربية حتى أستمتع بالطبيعة وأقوم بوقفة تشكل قطيعة مع حياة الحواضر وما تحمله من ضغط ووتيرة سريعة”.

وأكدت أن السياحة القروية واحدة من أهم نقاط قوة السياحة الداخلية، خاصة وأنها تتيح نمط سفر نادر جدا في العالم، وهو المبيت عند سكان القرى، داعية إلى إيلائها الاهتمام اللازم وعدم الاقتصار على الوجهات الكلاسيكية “لأنها تمكننا من الاستمتاع بالطبيعة الخلابة بتكلفة غير باهظة. كما أن التعريف بهذه المناطق النائية يجر التنمية إليها ويساعد سكانها على تحسين ظروف عيشهم، من خلال مبادرات تضامنية كإيصال المساعدات الغذائية والملابس والكتب”.

وساهمت الرحلات التي قامت بها تهامي لعدة مناطق مثل إمليل وتاغيا وامسفران في التعريف بها على نطاق واسع، لتصبح قبلة للعديد من عشاق هذا النوع من الأسفار من المغرب وخارجه.

وتترأس تهامي جمعية “تريب إي برتاج” التي تقوم بتنظيم أسفار لأهداف اجتماعية ومساعدة المناطق المعزولة، مشيرة إلى أن”السفر يعلمنا الانفتاح ويساهم في نضجنا، ويشحننا بالطاقات الإيجابية”.

--------

 

24