شابة فرنسية تدخل عالم الموضة بمقاس 54

المؤثرة الفرنسية تعمل وراء الكواليس على تقديم صورتها كما تريد أن تظهرها إلى العالم، وتوجّه مصورها ليلتقط لها صورا على ذوقها على أرصفة ليون.
الجمعة 2020/08/21
كل شخص يتعامل مع وزنه بطريقة مختلفة

تسعى شابة فرنسية تعتبر نفسها أجمل من كيم كارداشيان ونيكي ميناج إلى تحدي ما تتعرض له من تنمر بسبب وزنها الزائد من خلال إقناع متابعيها على المواقع الاجتماعية بأن يحبوا أجسامهم كيفما كانت.

ليون (فرنسا) – “أنا سمينة، ولا عيب في ذلك”، هذا ما قالته المؤثّرة الفرنسية فيرجيني غروسات لعشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت الذين يتابعون أخبارها ويتصفّحون صورها التي التقطتها بثقة كبيرة.

وتحب غروسات التي تبلغ من العمر 32 عاما وهي من مدينة ليون الفرنسية، ارتداء الملابس الملونة والضيقة. وقالت صاحبة المقاس 54، أثناء تحضير نفسها في غرفتها المليئة بالزخارف الوردية إنها تريد تعزيز أنوثتها. فهي تعتبر نفسها أجمل من كيم كارداشيان ونيكي ميناج وتدرك أنها عفوية في تصرّفاتها.

وأكّدت أن كل شخص يتعامل مع وزنه بطريقة مختلفة، فهناك من يصيبه الإحباط عندما يكون في نفس طولها ووزنها، لكنّها قدّمت نفسها إلى العالم وجمعت 24 ألف مشترك على موقع إنستغرام و280 ألف مشترك على تطبيق تيك توك.

وتعمل المؤثرة وراء الكواليس على تقديم صورتها كما تريد أن تظهرها إلى العالم. وتوجّه مصورها ليلتقط لها صورا على ذوقها على أرصفة ليون.

وتبدو بوهيمية وهي ترتدي ملابس علوية قصيرة وتنورة طويلة صفراء منقوشة بالزهور، أو فستانا ورديا قصيرا وحذاء رياضيا، أو بدلة سوداء بسيطة وأنيقة.

وحثّت متابعيها على التشجّع والاحتفال بأنفسهم عبر ارتداء ملابس تشعرهم بالراحة والأناقة في نفس الوقت.

وتعتبر غروسات بشوشة إلا أن ابتسامتها نادرة في صورها الاحترافية، وترجع ذلك إلى أن العارضات في عالم الموضة لا يبتسمن مهما كن مرحات في حياتهن الخاصة، وهي تريد أن تكون جزءا من هذه الثقافة.

واستوحت الشابة الثلاثينية مغامرتها من مدونات، مثل ستيفاني زويكي أو غايل برودينسيو، اللتين كانتا ناشطتين على مدار الخمسة عشر عاما الماضية.

وتشير ستيفاني زويكي إلى أن الأناقة لا ترتبط بالحجم بل بالشخصية. وجمعت 83 ألف متابع على إنستغرام.

وقالت زويكي “لا يعدّ قبول نفسك سهلا. لم أرتكب خطأ ولكني توقفت عن محاربة نفسي”. واعترفت بوقوعها في دائرة الحميات المفرغة قبل أن تتعلّم تقبّل نفسها.

كما أكدت غايل برودينسيو أن الأمر لم يكن سهلا بنفس الدرجة كل يوم، لكنها لا تنتظر خسارة وزنها حتى تصبح سعيدة. وجمعت 53 ألف مشترك على موقع إنستغرام.

وتابعت برودينسيو “عندما تعرفت على شبكة الإنترنت، أنقذ ذلك حياتي. بعد أن عانيت كثيرا من التنمر في المدرسة، شعرت بنوع من الحاجة إلى المجاملات، ربما من النساء البدينات الأخريات اللاتي يخبرنني بأنني جميلة”.

لكن عالم الإنترنت قد يكون مظلما أيضا، إذ ستقدم غروسات شكوى بشأن التنمر الإلكتروني، قائلة “فقط لأن جسدي مختلف، سمحوا لأنفسهم بإرسال رسائل بغيضة” وصلت حد التهديد بالقتل.

ويتهمها كثيرون بالترويج للسمنة. وردّت أنهم يعتبرون مجرّد وجودها في الشبكة الافتراضية أداة دعاية. وأضافت بأسف شديد “بالنسبة لهم، من غير المعقول أن ترى شخصا سمينا هكذا”.

وترفض غروسات “الظهور كضحية”، مؤكدة “حيثما قيل لي إنني لا أستطيع الذهاب، أفرض نفسي”، على الشبكة العنكبوتية والحياة الحقيقية.

وعلى الرغم من المعايير الحادّة التي تحكم عالم الموضة، فإنها درست هذا القطاع وأصبحت مديرة تسويق عبر الإنترنت لعلامة تجارية للملابس الجاهزة. وعلى الرغم من “المقاعد الصغيرة” في الطائرات، ذهبت إلى اليابان عشر مرات.

كما أنها بسبب اضطرارها إلى الطلب عبر الإنترنت لعدم وجود “ملابس جميلة” بحجمها على الرفوف، أصبحت تنظم أماكن للذين يواجهون نفس المشكلة منذ 2017، وأفادت “عليك أن تعيش، أن تكون حاضرا، لتثقف الآخرين”.

وتوجهت إلى منتقديها على الشبكات الاجتماعية بالقول “مهما كان جسمي، سمينا، أو نحيفا، أو مشوها، لدي الحق في أن أكون موجودة بقدر ما أنتم أغبياء”.

24