شابة سعودية ترسم البهجة على جدران الرياض

تزداد رغبة السعوديات في القيام بدورهن في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ فالشابة نورة السعيدان أخذت على عاتقها تزيين جدران المدن، وقامت مؤخرا برسم لوحات لشخصيات واقعية على جدران باحة البوليفارد في الرياض.
الرياض - على كف رافعة على ارتفاع 30 مترا تقف الفنانة السعودية نورة السعيدان وهي تُزيّن جدران باحة البوليفارد في مدينة الرياض برسومات بلغ عددها 16، بعضها يضم أشهر المطربين والكتاب في الشرق الأوسط وبعضها الآخر من محض الخيال.
وأمضت خريجة الفنون الجميلة البالغة من العمر 30 عاما أحد وعشرين يوما في استكمال مجموعتها لموسم الرياض، وهو مهرجان للفنون والثقافة يقام سنويا على مدى خمسة أشهر في أنحاء العاصمة السعودية، ويتضمن عروضا فنية وحفلات موسيقية وفعاليات رياضية.
وعن أفكار لوحاتها تقول نورة إنها “تحرص على معرفة نوعية رواد الأماكن التي سترسم الجدارية فيها، وطريقة تفكيرهم، وأعمارهم، حتى تكون اللوحة مناسبة وتكون إضافة إلى المكان أيضا، فالجدارية تأخذ مني يومين فأكثر، بحسب الحجم والتفاصيل، والوقت يختلف حسب ما إذا كان العمل داخليّا أو خارجيّا”.
ومن بين أفضل جدارياتها لوحة للمطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم.
وقالت الفنانة التشكيلية ورسامة الجداريات وهي تقف بجانب جدارية المطربة المصرية الراحلة “جدارية أم كلثوم من أكثر الجداريات التي استمتعت برسمها، وفيها تفاصيل تتعلق بالملابس والملامح. الملامح بالنسبة إلي كانت تحديا واستغرق إنجازها تقريبا ثلاثة أيام ويبلغ طولها 18 مترا. أنا سعيدة لأنها كانت رائعة بهذا الشكل”.
وعن جدارية الطفلة الصغيرة التي بدلت السعيدان شعرها بالورود، وأصبحت أيقونة البوليفارد في مواقع التواصل، قالت “هذه الجدارية تحولت إلى أشهر جدارية في المنطقة، ولم أتوقع ردود الأفعال من الزوار لما فيها من اختلاف في الشكل والألوان والموقع، حتى ملامحها اخترت أن تكون مخصصة للبوليفارد، وكان الانطباع والتفاعل معها قويَّيْن؛ وهذا شيء أفتخر به”.
وعن أقرب الجداريات إلى قلبها كشفت الفنانة السعيدان أنها تلك الجدارية التي تحمل ملامحها الشخصية، وفيها غموض ومتاهة، وغير واضحة، وأضافت “هذه الجدارية قريبة مني لأنها أسلوبي في اللوحات. وقد استخدمت أسلوبًا تعبيريًّا، ورسمتها بالفرشاة”.
وتنجز نورة السعيدان بمفردها أعمال فريق كامل، حيث تقود جرارا وتشغل رافعة أثناء تجولها بين جدران المدينة الواسعة وواجهات المباني الكبيرة.
وتوضح “رسم الجداريات يتطلب مهارات عالية جدا، بدْءا بقيادة الرافعة التي تعلمت سياقتها خصيصا لهذا الغرض، كما أني أريد الاعتماد على نفسي في كل عملي".
ولا تنتهي مهمة الفنانة بوضع اللمسات الأخيرة على لوحاتها، إذ تتعهد بالحفاظ على لوحاتها الجدارية لحمايتها من التلف أو فقْد تأثيراتها اللونية.
وتحصلت السعيدان على شهادة الماجستير في تجميل الطرق والأنفاق وتأمل في نشر الفن السعودي على مستوى العالم.
وتعرب عن سعادتها بما حققته في الدراسة والفن، وتقول “تخصصت في دراسة الماجستير بتجميل الطرق والأنفاق من خلال الفن والجداريات، وأنا سعيدة جدا لأن حلمي أخيرا تحقق وصارت أعمالي في أهم مكان في موسم الرياض في البوليفارد”.
وتضيف “أنا لا أسعى لأن أكون فنانة فقط، ولا أفكر في الربح المادي فحسب، بل أعتبر نفسي سفيرة للفن، وأسعى لأن أدرج نفسي كداعم للفن والفنانين والفنانات، وأن أتمكن من إيصال رسالة إلى المجتمع عن أهمية وجمال هذا الفن”.
وتقول عن مشاركتها في المعارض كفنانة تشكيلية ومصممة غرافيتي “شاركتُ في عدة معارض داخلية ودولية، ولي مشاركات عالمية في برشلونة ولندن، ومشاركاتي الجدارية عديدة كان من أهمها: شارع التحلية، البوليفارد، بانوراما مول، وتجميل حي السفارات بالرسم على الأغطية، والعديد من الرسومات في المطاعم والفعاليات”.