شائعات مواقع التواصل تنتقل إلى البرلمان الأردني لتثير الفوضى

تورطت نائبة في البرلمان الأردني بنشر تدوينة عن امتلاء فنادق العقبة بالإسرائيليين دون أدلة تؤكد المزاعم، ما أثار غضبا واسعا في البرلمان وأعاد الحديث عن قانون الجرائم الإلكترونية لاسيما بعد انتشار دعوات التحريض لمهاجمة الفنادق.
عمان - شهد مجلس النواب الأردني جدلاً حاداً بعد اتهام النائبة تمام الرياطي فنادق بمدينة العقبة جنوب الأردن باستقبال إسرائيليين في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، واحتقان شعبي واسع في البلاد تغذيه الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص.
وكتبت النائبة الرياطي منشوراً على صفحتها في فيسبوك قبل أن تحذفه لاحقا، قالت فيه “أغلب الفنادق العالمية الموجودة عنا بالعقبة محجوزة بالكامل بداية الأسبوع القادم ليصار نقل اليهود من إيلات إليها”. وأضافت “الفنادق رفضت بس الشركات الأم أجبرتها.. جاءتني المعلومة مؤكدة من العاملين داخل الفنادق”.
وفيما نفى رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي صحة الادعاء، حذر أعضاء المجلس من النقل أو الحديث عن معلومات مغلوطة في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والموقف الأردني حيال ذلك، وقال إن أي نائب يفعل ذلك سيحوّل إلى لجنة النظام والسلوك.
وأضاف أن القطاع الفندقي يلتزم بالنزاهة والشفافية، وأنه لا يوجد أي دليل على وجود إسرائيليين في أي من فنادق الأردن.
وتابع أن نوابا تناقلوا المعلومات عبر منصات التواصل الاجتماعي دون التأكد منها، ما يضر بالسياحة في العقبة.
وتم تداول منشورات على الشبكات الاجتماعية في الأردن نقلت أيضا تساؤل النائب أحمد القطاونة عن وجود إسرائيليين في فنادق العقبة، وقال حساب:
وكان ناشطون قد تناقلوا عبر موقع إكس صورا لـ“إسرائيليين” في أحد فنادق العقبة حسب وصفهم، لتنتشر دعوات التحريض ومهاجمة الفنادق في مسعى لإثارة الفوضى والفتنة بينما تواجه السلطات تحديات أمنية على كل المستويات بسبب الحرب على غزة، وجاء في تعليق:
وكتب أحدهم:
وكتبت ناشطة:
لكن على الضفة المقابلة رفض العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الادعاءات مؤكدين أنها عارية عن الصحة ومصدرها أشخاص حاقدون على الأردن، وقال ناشط على فيسبوك:
وأضاف الناشط أنه “لا عتب على ذلك المقيم في أميركا فهو إنسان حاقد على الأردن ورموزه، العتب على النائب الأردني الباحث عن الشعبوية في هذه الظروف العصيبة، لو كان هذا النائب صادقا لخاطب المسؤولين دون استعراض عضلاته لحصد أصوات في الانتخابات القادمة، اتقوا الله في بلدكم فالظروف المحيطة دقيقة ولا تتحمل تلك السخافات موقفنا رسميا وشعبيا واضح تجاه الأهل في غزة”.
من جانبها أوضحت جمعية الفنادق حول الشائعات المتداولة بشأن لجوء إسرائيليين إلى فنادق العقبة ووادي رم والبحر الميت وقالت في بيان إنه على الرغم من تكرار الشائعات، إلا أنه لا يوجد أي دليل يثبت لجوء إسرائيليين إلى أي من فنادق الأردن. وأكد البيان أن القطاع الفندقي يلتزم بالنزاهة والشفافية في تقديم خدماته، ويعمل بجد لضمان أمان وراحة جميع النزلاء.
وأهابت الجمعية بوسائل الإعلام والمجتمع بأكمله بالتحلي بالمسؤولية في نقل الأخبار والتحقق من مصداقيتها قبل نشرها لتجنب تداول المعلومات غير الصحيحة التي قد تخلق سوء فهم وتشوه الواقع.
وسلطت تدوينة النائبة التي جابت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الضوء على مسألة الشائعات والمعلومات غير الدقيقة التي تنتشر في الأردن وتصدت لها السلطات بإصدار مرسوم تشريعي لتجريم نشرها بعقوبات قاسية أثار جدلا واسعا في البلاد.
رئيس البرلمان الأردني حذر أعضاء المجلس من نقل معلومات مغلوطة في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة
وأقرت اللجنة القانونية في مجلس الأعيان في يوليو الماضي مشروع قانون الجرائم الإلكترونية لسنة 2023 كما ورد من مجلس النواب، بعد إجراء عدد من التعديلات عليه.
وبعد جلسة استثنائية امتدت لست ساعات، أقر مجلس النواب الأردني مشروع القانون الذي يعاقب كل من يقوم بإرسال أو إعادة إرسال أو نشر بيانات تنطوي على أخبار كاذبة أو ذم أو قدح أو تحقير لأي شخص، أو لنقل أو الترويج للأعمال الإباحية والجنسية. كما يعاقب القانون كل من يتهم دون وجه حق أحد الأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي بأفعال من شأنها “اغتيال الشخصية”.
والعقوبات طالتها العديد من الانتقادات الرقمية والشعبية، وخرج العديد من الأردنيين إلى الشارع لانتقادها لما وجدوا فيها من مبالغة في العقوبات المالية المفروضة، كما دشن ناشطون هاشتاغ #قانون_الجرائم_الإلكترونية_نعي للحريات، بينما رأى آخرون أن من يلتزم بممارسة النقد البناء الخالي من الإساءة، فلن يطاله القانون ولن يحد من حرياته.
ورأى البعض أن القانون يبدو مجديا وسط الوضع الراهن الذي تجتاح فيه مواقع التواصل الأردنية الفوضى والتحريض على النظام والسلطات تحت تأثير الأخبار المضللة والمؤسف أن نوابا في البرلمان وقعوا في الفخ.
ويتسم موقف الأردن بحساسية شديدة تجاه القضية الفلسطينية عموما وفي المرحلة الراهنة بشكل خاص مع التظاهرات المتوالية في البلاد والفوضى في الشارع لنصرة غزة.
وتصف مصادر بعض التصرفات التي تتخلل التظاهرات بأنها شعبوية وتسيء لموقف الدولة وتضعفه، كافتعال الشغب والمواجهات مع رجال الأمن.