سينوبك الصينية مهتمة بمشروع الجافورة السعودي للغاز الصخري

أرامكو تبحث عن مستثمري الأسهم الذين قد يساعدون على تمويل مشاريع التكرير والنقل في مشروع تطوير غاز الجافورة.
الثلاثاء 2023/08/29
اهتمام صيني متزايد

هونغ كونغ - كشفت شركة سينوبك الصينية للطاقة الاثنين للمرة الأولى أنها تسعى إلى ضخ استثمارات في مشروع الجافورة السعودي للغاز الصخري.

ويعتبر الجافورة الواقع في مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية السعودية أكبر حقل غاز غير مصاحب للنفط خارج الولايات المتحدة، وتقدر الاحتياطات الخاصة به بنحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام.

وأطلق عملاق النفط أرامكو في نوفمبر الماضي أعمال تطوير الحقل، إذ يُتوقع أن يضع هذا المشروع البلد على خارطة هذه الصناعة، والمنافسة على الحصص العالمية مع بدء عمليات الإنتاج باعتباره أحد أكبر مكامن الغاز الصخري في العالم.

وقال يو باوكاي الرئيس التنفيذي لسينوبك الاثنين، في إفادة صحفية عن نتائج الأعمال في هونغ كونغ بعد إعلان الشركة عن انخفاض الأرباح المؤقتة بنسبة 20 في المئة، إن شركته “مهتمة بالمشاركة في مشروع الغاز الصخري السعودي الجافورة”.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت في مايو الماضي عن مصادر مطلعة، لم تكشف عن هويتها، أن سينوبك وتوتال إنيرجيز تجريان مناقشات منفصلة مع شركة أرامكو السعودية للنفط من أجل الاستثمار في مشروع الجافورة.

200

تريليون قدم مكعبة احتياط الحقل من الغاز الخام، وهو الأكبر عالميا خارج الولايات المتحدة

وبحسب المصادر تضمنت المناقشات بناء منشآت، إلى جانب تصدير الوقود كغاز طبيعي مسال.

ورغم أن احتياطات الغاز في السعودية تعد من بين الأكبر في العالم، فإنها قلّما استُغلت في الماضي. والآن، يُعتبر الجافورة جزءا رئيسيا من إستراتيجية الرياض لتنويع صادراتها بعيدا عن النفط.

وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو في مؤتمر حول تسويق الموارد غير التقليدية أواخر العام الماضي إن أرامكو “تتوقع أن يوفر حقل الجافورة قرابة ملياري قدم مكعبة يوميا من الغاز بحلول عام 2030”.

وأوضح حينها أن الكلفة التقديرية لتطوير الحقل تبلغ 24 مليار دولار، وأن أرامكو وقعت بالفعل اتفاقيات بقيمة عشرة مليارات دولار كمرحلة أولى.

وتبحث شركة النفط السعودية، التي حققت أعلى أرباح في تاريخ صناعة الطاقة العام الماضي، عن مستثمري الأسهم الذين قد يساعدون على تمويل مشاريع التكرير والنقل في مشروع تطوير غاز الجافورة، الذي تبلغ قيمته 110 مليارات دولار.

وتتوقع أرامكو أن يبدأ الحقل الإنتاج الفعلي في عام 2025 ليصل إلى نحو ملياري قدم مكعبة قياسية يوميا من المبيعات بحلول 2030.

ولا تملك السعودية احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي الحر، ويأتي معظم إنتاجها من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، في وقت تزداد فيه حاجتها إلى الغاز لإمداد المشاريع الصناعية الجديدة وتزويد محطات توليد الكهرباء.

رغم أن احتياطات الغاز في السعودية تعد من بين الأكبر في العالم، فإنها قلّما استُغلت في الماضي

وتشير التقديرات إلى أن السعودية تملك نحو 600 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري، وهو ما يعادل ضعف احتياطاتها من الغاز التقليدي، لكن الأرقام يمكن أن ترتفع بشكل كبير مع تقدم عمليات الاستكشاف خاصة في الجافورة.

ويأتي اهتمام الصينيين بمشروع الجافورة بعد دخولهم في شراكات استثمارية مع قطر للطاقة في مشروع توسعة حقل الشمال للغاز من أجل تأمين احتياجاتهم الاستهلاكية المحلية.

وقالت الشركة القطرية في أبريل الماضي إن شركة الغاز الصينية العملاقة المملوكة للدولة “ستستحوذ على حصة خمسة في المئة مما يعادل خط إنتاج واحدا من المشروع بسعة ثمانية ملايين طن سنويا”.

وتضاعف استهلاك الغاز الطبيعي في الصين ثلاث مرات خلال الأعوام الاثني عشر الماضية، بقيادة القطاع الصناعي.

وأسهم النمو الاقتصادي القوي والتحضر والسياسات البيئية، التي تدعم التحول من الفحم إلى الغاز، في النمو السريع للطلب بأكبر مستهلك للطاقة في العالم، باستثناء العام الماضي، مع تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية – الأوكرانية.

ووفق تقرير أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يونيو الماضي ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي في الصين بنسبة 237.5 في المئة من 10.4 مليار قدم مكعبة يوميا في عام 2010 إلى 35.1 مليار قدم مكعبة يوميًا العام الماضي.

10