"سيمياء الخطوط وجماليات العربية" يقدم تجارب مع الخط العربي

حلب (سوريا) - يعرض ملتقى “العربية لغة الحياة” الذي تقيمه مديرية الثقافة في حلب، ومركز فتحي محمد للفنون التشكيلية في صالة تشرين، أعمالا في الفن الحروفي ضمن معرض جماعي بعنوان “سيمياء الخطوط وجماليات العربية” يستمر طوال الأسبوع الجاري، بمشاركة سبعة خطاطين وفنانين تشكيليين.
يضم المعرض الافتتاحي للملتقى أربعين لوحة قدم فيها الفنانون المشاركون تجاربهم في التخطيط بأنواع خطوط متعددة حملت في تفاصيلها آيات كريمة وحكما.
وقال مدير ثقافة حلب جابر الساجور في تصريح إن الملتقى يقام سنويا بهدف تشجيع الخطاطين وتقديم نتاجهم للجمهور بغية الحفاظ على هذا التراث الذي يشكّل هوية فنية تعبّر عن الجذر الحضاري العميق للمنطقة.
وبيّن الخطاط محمد زكي مولوي أنّه يقدم نتاجه في خمس لوحات احتوت الخط الديواني والفارسي والنسخي إلى جانب الحروفيات والكوفيات، لافتا إلى أهمية المعارض المماثلة في تنشيط الحس الفني لدى الجمهور وتنشيط الروابط بين الخطاطين من أذواق ومدارس مختلفة، بهدف تبادل التجارب وتوحيد الجهود في الحفاظ على هذا التراث.
بدوره لفت الخطاط محمد سعيد إلى تأثره بالخط الديواني لما يحمله من لحن خاص عند تنسيق النصوص، وعبر عن ذلك في تراكيب متعددة كالدائرية والقاربية، مؤكدا ضرورة الاهتمام بفن الخط لكونه عاصر أجيالا عديدة مقدما اللغة العربية بأبهى أشكالها. ورأى أن الخط العربي يختلف من منطقة إلى أخرى ويعبر عن البيئة التي كتب فيها، وهذا ما يبدو جليا في لوحات فنانين من المغرب مقارنة مع لوحات لفنانين سوريين أو عراقيين، فالخط واحد ولكن جماليته وروحه تختلف من بلد إلى آخر ومن خطاط إلى آخر.
فيما تحدث الفنان التشكيلي خلدون الأحمد عن محاولته تقديم تخطيط اللغة العربية بصورة جديدة تناسب الجيل الجديد وتستقطبه للاهتمام بتفاصيله ومضامينه من خلال الاستعانة بالألوان وتنسيق الحرف التشكيلي.
وأشار الكاتب والناقد اللغوي الدكتور فايز الداية إلى تفرد الخط العربي اليدوي مقارنة بذلك الذي ينتج عبر الأجهزة الحديثة لكون العمل اليدوي يعبّر عن إحساس الفنان وهدفه في تقديم لوحة ذات معان إنسانية وروحية وخلق مزيج فريد بين فني التخطيط والتشكيل يشد الجمهور نحو معانيه وجواهره لكونه يمثل أحاديث وحكما تلامس الوجدان.
يذكر أن ملتقى “العربية لغة حياة” ضم إلى جانب المعرض التشكيلي ندوة في دار الكتب الوطنية يشارك فيها أساتذة الأدب العربي في جامعة حلب، تحمل ثلاثة عناوين “موسيقى اللغة العربية للدكتور عيسى العاكوب”، و”اللغة العربية وسيميائية الأغنية” للدكتور فايز الداية، و”الأناشيد المدرسية وتداول العربية” للدكتورة هيفين محمد.