"سيكا جاز" يجمع محبي الموسيقى الإلكترونية في الكاف التونسية

فعاليات مهرجان "سيكا جاز" تستقطب جمهورا من مختلف أنحاء تونس ومن الخارج.
الأربعاء 2021/09/08
فرصة لتشجيع السياحة الثقافية

عاد إيقاع الحرية إلى العزف من جديد في الكاف التونسية بعد استراحة قصيرة بسبب قيود كورونا، حيث انطلقت الدورة السادسة لمهرجان “سيكا جاز” مستقطبة محبي الموسيقى الإلكترونية من كافة أنحاء العالم إلى تونس.

الكاف (تونس) – وسط أجواء إيقاعية راقصة تفاعل جمهور “الجاز” مع أولى حفلات الدورة السادسة لمهرجان “سيكا جاز” الموسيقي بمحافظة الكاف شمال غربي تونس.

وانطلقت الاثنين الدورة السادسة التي ستتواصل على مدى ثمانية أيام، بعد أن تعطلت الموسم الماضي بسبب قيود جائحة فايروس كورونا.

وقال مدير المهرجان رمزي الجبابلي إن “التصور لدورة هذا العام يقوم على تثمين عدد من المعالم التراثية والمواقع الطبيعية والأثرية والتعريف بها والترويج لها لتكون قبلة للزائرين”.

ووفق منظمي المهرجان فإن الدورة الحالية التي انطلقت الاثنين، ستكون مختلفة عن الدورات السابقة وستكون جامعة لمحبي الموسيقى الإلكترونية من أنحاء العالم، وهو ما يشكل فرصة لتشجيع السياحة الثقافية بالمنطقة.

وأكد الجبابلي “المهرجان يمثل فرصة لتشجيع السياحة الثقافية والتعرف على أهم المواقع الأثرية في الكاف، الجهة التي يعتبرها التونسيون أيقونة الشمال التونسي نظرا لما تتميز به من إرث حضاري وتراث مادي ولا مادي يميزها عن باقي جهات الجمهورية التونسية”.

وأشار إلى أن الكاف “تضم عدة مواقع أثرية أبرزها الحصن الدفاعي أو ما يعرف أيضا بالقصبة وهو عبارة عن معلم تاريخي تم بناؤه سنة 1600 ميلادي خلال فترة الحكم العثماني”.

Thumbnail

وتقع الكاف فوق آثار مدينة “سيكا فينيريا” الرومانية ومنها استنبط المنظمون اسم مهرجان “سيكا جاز”.

وشدد الجبابلي في تصريحات سابقة على أن “من أهم أهداف جمعية ثقافة وتنمية، التي تنظم المهرجان، إحياء الفضاءات التاريخية من خلال التظاهرات الثقافية والمهرجانات والعروض لمختلف الفنون”.

ويتضمن برنامج الدورة، ثمانية عروض ستحتضنها مواقع أثرية، منها ستة في الكاف، وهي “معلم سيدي بومخلوف”، وموقع “مائدة يوغرطة”، و”منجم الحديد بالجريصة”، و”منجم الرصاص” بمنزل سالم، وموقع “ألتيبيروس” الأثري، و”سد وادي سراط”.

وتشمل العروض أيضا موقع “مكثر” الأثري بمحافظة سليانة (وسط)، وموقع “حيدرة” الأثري من محافظة القصرين (غرب) لتمتد بذلك إلى 3 محافظات تونسية.

وانطلقت أولى عروض مهرجان “سيكا جاز” الذي تنظمه سنويا جمعية “الثقافة والتنمية” بالكاف (مستقلة) بالمعلم الأثري “سيدي بومخلوف” بعرض لفرقة “العيساوية” التونسية.

وشهد العرض حضورا جماهيريا كبيرا وتفاعلا ورقصا على أنغام هذه الموسيقى التي تنبع من تراث المحافظة.

Thumbnail

أما الجزء الثاني من السهرة فكان بعرض “وشم الريح ” للفنانة التونسية نورهان هداوي، والعازف مروان دجام بالفضاء التاريخي “البازيليك”.

وقالت الفنانة هداوي في تصريحات إعلامية، إن عرض “وشم الريح هو عبارة عن باقة من الأغاني القديمة من تراث الكاف التي تكاد تندثر”.

وأضافت أنها “خلال فترة الحجر الصحي الشامل قامت بحفظ كلمات الأغاني وإعادة وإخراجها في حلة جديدة”.

 “وسيكا جاز” الذي تعطل لدورة واحدة (العام 2020) بسبب الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار فايروس كورونا يعتبر موعدا سنويا يترقبه أحباء الجاز في تونس وخارجها، للاستمتاع بهذا اللون الموسيقي الذي تميزه إيقاعات تتغنى بالحرية والانعتاق من كل القيود تترجمها أصوات آلة “الباتري” (إيقاعية) وأوتار القيثارة وتقاسيم الساكسوفون.

وتستقطب فعاليات مهرجان “سيكا جاز” هذا النمط الموسيقي العالمي جمهورا من مختلف أنحاء تونس ومن الخارج.

ويطمح منظمو المهرجان إلى التعريف بثراء المناطق الداخلية في تونس وتميز تراثها الموسيقي بعيدا عن المركزية الثقافية، التي تساهم في تثبيتها المهرجانات الكبرى.

وفي الثامن عشر من أغسطس الماضي، قلصت تونس في توقيت حظر التجوال ليُصبح من الساعة 12 منتصف الليل إلى الساعة الخامسة صباحا بعد أن كان من الساعة 10 مساء إلى الساعة 5 صباحا.‎

Thumbnail
24