سيف الإسلام القذافي يقدم أوراق ترشحه رسميا لرئاسة ليبيا

طرابلس - قدّم سيف الإسلام القذافي رسميا الأحد أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا والتي من المقرر أن تجرى على جولتين، الأولى في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، والثانية بعد 52 يوما من الجولة الأولى.
وجاء في بيان المفوضية العليا للانتخابات أن "المرشح سيف الإسلام القذافي تقدم للترشح لرئاسة الدولة وتقدم بمستندات ترشحه إلى مكتب الإدارة الانتخابية في سبها، مستكملا المصوغات القانونية". كما استلم بطاقته الانتخابية من المركز الانتخابي المسجل به بمدينة سبها، وفق البيان.
وسيف الإسلام من أبرز الشخصيات التي كان متوقعا أن تخوض انتخابات الرئاسة ضمن قائمة مرشحين، تضم أيضا قائد قوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس الحكومة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وفي وقت سابق الأحد، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مصورة لسيف الإسلام، وهو داخل فرع مفوضية الانتخابات في سبها، ويرتدي عباءة وعمامة بنيتين، ويبدو الشيب ظاهرا في ذقنه الطويلة.
وهذا أول ظهور رسمي داخل البلاد لسيف الإسلام، منذ مقابلة متلفزة أجرتها معه "قناة العاصمة" الليبية (خاصة) عام 2013.
ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا من جديد، بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد ثوار غاضبين إبان ثورة السابع عشر من فبراير 2011.
ويعتبر سيف الإسلام ثاني مرشح يقدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات السبت أن مرشحا آخر تقدم بأوراق ترشحه إلى مكتبها بالعاصمة طرابلس، دون كشف اسمه.
وكان عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أكد في تصريحات سابقة أنه لا يوجد ما يمنع قانونا من ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية إن استوفى بقية الشروط، مشيرا إلى أن كونه مطلوبا للجنائية الدولية فذلك يعد أمرا لا يتعارض مع القانون الذي ينص على ألا يكون المرشح محكوما نهائيا من القضاء الليبي.
وظل ابن القذافي مختفيا عن الأنظار لأربع سنوات ثم ظهر في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وألمح إلى العودة إلى الحياة السياسية، وإلى وجود تقاربات وتحالفات مع أطراف ليبية أخرى خلال الفترة المقبلة.
واختفى سيف الإسلام عام 2017، بعد أن أطلقت سراحه المجموعات المسلحة في مدينة الزنتان التي ألقت القبض عليه نوفمبر 2011.
ورغم صدور حكم بالإعدام على سيف الإسلام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، إلا أن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، كما قضت المحكمة العليا في ليبيا بإسقاط حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام ابن الزعيم الراحل معمر القذافي مارس 2021.
ولا يزال بعض الليبيين خاصة في الجنوب يدعمون النظام السابق ولديهم رغبة في دعم سيف الإسلام في حال أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن عرفوه بمشروعه "ليبيا الغد" والذي سبق وأعلن عنه، قبل سقوط نظام والده، ومشروعا للمصالحة.
ومؤخرا تم الإفراج عن شقيقه الساعدي القذافي، إلا أنه ظل قيد الإقامة الإجبارية في تركيا إلى حد الآن.
ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا الأحد الماضي، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم على الترشح.
ومن بين هذه الشخصيات فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، ومندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، والدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبدالسلام نصية، ورجل تركيا والدبلوماسي الليبي حافظ قدور وغيرهم.
كما انطلقت عدة حملات شعبية لتجميع تزكيات لترشيح القائد العام للجيش الليبي لرئاسة الدولة، وبحسب وسائل إعلام ليبية فإن إجمالي التزكيات التي تم جمعها حتى الآن فاقت 800 ألف توقيع.