سيرة سياسي وبلاد على رف الكتب

كتاب "الطريق إلى الوطن: ربع قرن برفقة كمال جنبلاط" للكاتبين محسن دلول ويوسف مرتضى يتجاوز “المذكرات الشخصية، وما ينحسر عن توثيق كامل وشامل لتاريخ مرحلة مفعمة بالأحداث والتحولات التي خاضت غمارها قامة زاخرة.”

يسلّط هذا الكتاب، الصادر حديثا عن دار نوفل/هاشيت أنطوان في طبعة جديدة، الضوء على عُصارة فكر كمال جنبلاط (1917 – 1977)، وعلى تجربته ومواقفه من القضايا العربيّة وفي مقدّمتها القضية اللبنانية، وكذلك دوره في مختلف المحطات من تاريخ لبنان والمنطقة العربية في الفترة ما بين عام 1953 وحتى تاريخ استشهاده في 16 مارس 1977، وهي الحقبة التي عايشه فيها الصحافي والمناضل السياسي ورجل الدولة محسن دلول.

استنادًا إلى علاقته اللصيقة به طوال تلك السنوات، يتناول دلول في كتابه فصول الحرب الأهلية اللبنانية، من أسباب اندلاعها إلى مسار تطورها، من زاوية مواقف جنبلاط منها.

أخطار الحياة المريحة

نحن أجسام قديمة في عالم حديث، والأمور ليست على ما يرام. صحيح أن الحياة أصبحت أكثر راحة وأقل صعوبة، لكننا أصبحنا أكثر سمنة واكتئابا وإدمانا على الأدوية. أطعمة مصنعة تجعلنا مرضى. بيئات محايدة حراريا تجعلنا هشين. عالم رقمي يجعلنا منفصلين جسديا. من الواضح أن هناك خللا في الحياة المعاصرة.

هذا ما يطرحه كتاب “الموت على كنبة مريحة (كيف ننجو من الحياة المريحة)” للخبير بول تايلر، الصادر مؤخرا عن دار الساقي بترجمة سلمى الحافي.

يستغل تايلر خبرته بصفته اختصاصيا فيزيولوجيا وخبير تغذية وعالم أعصاب ليقدّم هذا الكتاب تدريبات ونصائح علمية في الطعام والنوم والرياضة والاستحمام للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية وتحقيق الازدهار في العالم الحديث، الذي تشهد حياة الفرد فيه تقلبات كبرى قد تكون نتائجها مؤلمة رغم ما تبدو عليه في ظاهرها من هدوء وراحة.

البلاغة في السياسة

الكتابة في البلاغة السياسية دون أن يمتلك الكاتب الخيال السياسي المطلوب صعبة للغاية، والعكس من ذلك صحيح؛ فحتى نقبض على المجاز السياسي الدقيق أو الاستعارة السياسية المحددة، لا بد من تنفيذ الكثير من التمرينات على صعيد الخيال السياسي، الذي يتطلب بحثا مخلصا عن نسق تاريخي متكامل أو مختبر نموذجي واقعي؛ لأن البلاغة لیست ضربا من ضروب الانتقاء والعرض والتلخيص لنصوص ومختارات.

هذا ما كان حاضرا في ذهن الدكتور غسان عبدالخالق عندما عقد العزم على إعادة  إصدار ثلاثة من كتبه هي “الدولة والمذهب” و”بلاغة الشارع” و”بلاغة السلطة” في مجلّد واحد بعنوان “البلاغة السياسية من منظور حضاري”، والذي صدر مؤخراً عن “الآن ناشرون وموزّعون”.

وشّح المؤلف كتابه الذي يأتي في زمن يعج بالعلامات والمجازات والاستعارات السياسية بهذه الإشارة «قد يعيد التاريخ نفسه مرّات عديدة؛ ولكن ثمنه يتضاعف في كل مرة.”