سيرة ذاتية لفنان موهوب خلّد القطط وفسّر الحياة بالكهرباء

الواقع كما هو وحيث تصبح فيه السيرة الذاتية للإنسان جزءا من منظومة متكاملة اجتماعية ونفسية، وحيث يتم تكريس الواقع الفردي إلى امتداد مرتبط بواقع اجتماعي، هذه الحصيلة تحضر بقوة في سينما السيرة الذاتية الأقرب إلى يوميات الإنسان ومكابداته وتحوّلاته. والأمر لا يقتصر على تلك الثلة من المشاهير الذين خبرناهم في أفلام السيرة الذاتية بقدر ما يرتبط الأمر بالذات البشرية في حدّ ذاتها وهي تتكشف في أدق معاناتها وأفكارها وحاجاتها ودوافعها، ولهذا كانت أهمية هذا النوع الفيلمي مرتبطة بمقدار النجاح في إدارة الإشكاليات المرتبطة بالذات وهي تتكشف على الشاشة.
تنطبق المقدمة على فيلم “الحياة الكهربائية للويس واين” السيرة الذاتية المتميزة التي يقدمها كاتب السيناريو والمخرج ويل شارب في تجربة سينمائية تشكل تحوّلا مهما في مساره الإبداعي بعد تكريس جهده في التمثيل والمسلسلات كتابة وإخراجا باتجاهه لكتابة وإخراج فيلم ينتمي في شكله العام إلى الحقبة الفيكتورية ويتنقل بنا في فضاءات القرن السابع عشر.
ها نحن مع لويس واين (الممثل بينيدكت كومبرباتش) بطل هذا الفيلم ونجمه بلا منازع، وعلى امتداد الزمن الفيلمي سوف نعيش معه يومياته وتحولات حياته الواحدة بعد الأخرى، لاسيما وأننا ما إن نشاهد هذا الممثل حتى يتبادر إلى أذهاننا لماذا يلجأ المخرجون إليه في ما يتعلق بكثير من هوامش وتفاصيل السيرة الذاتية، وقد حصل ذلك من قبل في سيرة شرلوك هولمز وشخصية آلان تورنغ في فيلم “لعبة التماهي” وشخصية غيريفل واين في فيلم “الناقل”، وصولا إلى تجسيده شخصية الدكتور سترينجر وذلك في سياق مساره الإبداعي الفيلمي الذي زاد على 50 فيلما، وصار يتصدر اسمه شبابيك التذاكر ويتسابق المخرجون لإسناد الأدوار إليه وخاصة تلك الأدوار الإشكالية المرتبطة بالسيرة الذاتية الإشكالية والمركّبة.
سرّ الكهرباء والقطط
☚ كهرباء لويس هي سرّ حياته والسرّ الذي لا يمكن أن يكشف عنه مطلقا ولذا فهو العنوان المثالي للفيلم
يتبادر إلى الذهن من عنوان هذا الفيلم أنه يعنى بقضية اكتشاف الكهرباء لاسيما وأن أحداثه تجري في العهد الفكتوري – الإنجليزي، لكن الأمر ليس كذلك، على الرغم من أن الكهرباء وتأثير الكهرباء تحضر بقوة وبشكل متكرر من خلال ما يتحدث به لويس واين عن نفسه، فهو بدءا إنسان موهوب إلى حد كبير وشديد الذكاء، ولكن موهبته مبعثرة وذكاءه مشتت، فهو جرّب حظه في العديد من المجالات أولها الرسم والتدريس وتقديم الخبرات وتربية الحيوانات وغيرها، مما جعله يتنقل بين العديد من تلك المهن، لكن ها هو الآن رسام بارع لكنه متخصص برسم الحيوانات ببراعة وإتقان.
وزيادة على حدة الحياة المبعثرة التي يعيشها فإنه يعيش في وسط خمسة من الأخوات اللواتي يتقاسم معهن يومياتهن مع والدته المسنة، ولاسيما بعد وفاة والده، فيصبح عليه الركض بشكل متواصل لتوفير متطلبات العيش لأسرته التي لا تكاد تؤمن به ولا بقدراته في مجال الرسم.
في موازاة الرسم تحضر الكهرباء التي هي بالنسبة إليه سر من أسرار شخصيته كما تقول ليندسي كوسايك في موقع سكرين رانت وهي تتحدث عن رؤيتها لهذا الفيلم، فمن نواح كثيرة كانت الكهرباء هي التعبير عن حبه لإميلي (الممثلة كلير فوي)، كل ما لا يفهمه عن المشاعر الإنسانية يتجسد في ذلك الحس المكهرب بينه وبينها، وكذلك الأمر في اضطرابه المرتبط بالخوف من المجهول، وبالتالي فإن كهرباء لويس هي سر حياته والسر الذي لا يمكن أن يكشف عنه مطلقا، ولذا فهو العنوان المثالي للفيلم.
وهنالك في هذه الرحلة الشائقة ركنان اجتماعيان كانا بمثابة ملاذ لويس ومرآته الصافية، وهما أسرته بالطبع ووفاؤه لها في مقابل عدم وفائها له، والركن الثاني هو علاقته مع السير ويليام انغرام (الممثل توبي جونز) فهو الناشر والصديق الذي وقف مع لويس في أشد الأوقات حرجا وقتامة.
يستطيع السير ويليام أن يستوعب جنون لويس وشطحاته الغريبة ومن ثم التحول من هذين الركنين إلى تلك العلاقة الإشكالية التي ربطته بإيميلي وهي في الواقع ليست إلا مدبّرة المنزل التي أحبها، فلما يدعوها هو وأخواته إلى حفلة مسرحية هنا يهيج المجتمع العنصري والطبقي، إذ لا يتقبل أن تتم استضافة شغّالة منزل لتقف كتفا إلى كتف مع العائلات الراقية وسليلة الثراء، وهو الأمر الذي يجد له صدى لدى أسرته أيضا، ولهذا يقرر أن يثور على كل شيء، وأن يتزوج إيميلي ويذهبا للعيش معا.
على أن التحول القاتل في حياة لويس يكمن في إصابة إيميلي بسرطان الثدي، ثم وفاتها، وخلال حياتهما معا وما قبل المرض يحتضن الاثنان قطّا يربيّانه وكأنه البديل عن الذريّة التي لم يحصلا عليها، ومن ثم يتحول المسار الإبداعي للويس بشكل متصاعد من إيميلي إلى الحيوانات، وانتهاء بالقطط، إذ سيبرع في رسمها ويصبح الرسام الأول في بيوت الأثرياء لحيواناتهم وخاصة الكلاب والقطط.
في ذلك الزمن سوف تبدو هذه المهنة طريفة لكنها غير ذات جدوى ولن يستطيع من خلالها سدّ احتياجاته، لكن ذلك هو قدره وذلك وهو الهوس الذي يسيطر عليه، فالقطط كانت آلهة عند القدماء وهي كائن أليف وهي معبّرة في حدّ ذاتها وهي علامة فأل حسن وغيرها من الخزعبلات التي زادت من ولعه الشديد بها، حتى يخصص لها صديقه السير وليم صفحة كاملة في الصحيفة.
الفيلم يقدم ما يزعجنا من خلال مواقف وجزئيات صغيرة وهو يغوص من خلال بطله في أشد أزمات الذات وأكثرها قسوة
وخلال ذلك كانت الحياة تضيق وخاصة مع موت الزوجة والقط، ولهذا يشعر لويس بالعزلة، ولهذا أيضا يندفع في مسألة الوجود الإنساني وكيف يمكن للإنسان أن يتمرد ويخرج عن إطار الزمان والمكان، وبذلك يصبح مفهوم الكهرباء التي يواصل لويس الحديث عنها دون انقطاع نوعا من السفر عبر الزمن، وأنه كمن يتكلم ويتصرف بمنطق خارج عصره، وبسبب زخم ذلك لن تتورع الشقيقات عن اتهام لويس بأنه مريض نفسيا وعقليا ويحتاج إلى تشخيص الطبيب وهي صدمة مفاجئة بالنسبة إليه من طرف شقيقاته، بعد كل ما قدمه لهن وكل تضحياته وهو ما يزيده اندفاعا في رسم مسارات حياته بالطريقة التي تعجبه.
لا يوجد في عرف لويس ذلك الحاجز بين الغنى والفقر كما ظهر في بناء شخصياته، فهو بإمكانه أن يعيش الوسطين الاجتماعيين اللذين يشعر أنه ينتمي إليهما بشكل ما، وتلك نقطة محورية في بناء شخصية لويس في السيناريو المكتوب بعناية إذ تلاحظ أن التحولات الأساسية في شخصيته لا تتعلق بانتمائه إلى طبقة اجتماعية وتنكره لطبقة أخرى بقدر ما هي صورة الحياة كما يجب أن تكون وكما يجب أن تعاش.
هنالك مساحة متسعة للحياة التي يتنقل في فضاءاتها لويس، بل يمكن القول إنه ابن المكان وهو المنتمي إليه والمتفاعل معه ببراعة وحتى وهو يصل إلى أعلى المراحل شهرة، إلا أنه بقي منتميا إلى ذاته البسيطة وهو يشاهد الجموع تلاحقه وتريد التعرف عليه وخاصة من الطبقة الأرستقراطية في مجتمع طبقات صارم.
ربما يمكن أن نشعر بتمرد لويس غير المعلن على ذلك النظام البائس القائم على التمايز، ولهذا يجد في تلك القطط التي يتخصص برسمها قاسما مشتركا لكونها تعيش في كلا المجتمعين وتتشارك مع الناس في كلا المجتمعين حياتها وهما مجتمع الأغنياء والفقراء.
في موازاة ذلك يطرح المخرج من خلال شخصية لويس سؤال العقل بكل قوة وخاصة بعدما يتأكد من إصابة إحدى شقيقاته بمرض عقلي، وهو الذي يحاول إنقاذها بشتى الوسائل وبما في ذلك الاستعانة بصديقه السير وليم الذي يمنحه فيلا ضخمة لكي يمضي عطلة مع كامل عائلته، ومن ثم ربما تتحسن صحة شقيقته، لكن من دون جدوى إذ يتم إيداع الشقيقة مصحة للأمراض العقلية، وهو ما يزيد من حزن لويس.
هو في الواقع غوص في أشد أزمات الذات وأكثرها قسوة تلك التي تباغت لويس في كل مرة ولهذا يجد في الرسم ملاذا وخلال ذلك يشكل المكان قوة دافعة بارعة عمد إليه المخرج لكي يعمق من البناء الدرامي وينفتح باتجاه المزيد من الشخصيات المحيطة بلويس.
وجهات نظر مختلفة
يلفت النظر في الفيلم كما من وجهة نظر بيتر برادشو الناقد السينمائي في صحيفة الغارديان البريطانية أنه امتلك القدرة على أن يقدم ما يزعجنا من خلال مواقف صغيرة وجزئيات وهنالك مشاعر حزينة وأحيانا مضحكة وأحيانا فوضوية وأحيانا كوميدية، هي كل هذه الكثافة الأسلوبية التي اتسعت لها أحداث الفيلم ونجح المخرج في تقديم بيئة إنجليزية خالصة بكل ما تتطلبه من يوميات واقعية مرورا بكثافة الشخصيات والأزياء والإكسسوارات.
ومن جهة أخرى لنلاحظ تلك الموازنة الجمالية ما بين الريف والمدينة وهي مقاربة أخرى إضافية لشخصية لويس واين، يمكن أن يكون المكان المناسب له للعيش وهو أمر من الصعب التحقق منه في ما يتعلق بدوافع لويس وتركيبته الشخصية وكيف يظهر في مشاهد القرية والريف وكيف يظهر في المقابل في مشاهد الطبقات الثرية والأرستقراطية، وهو ما شاهدناه من خلال اللقطات العامة وحيث برع مدير التصوير إيرك ويلسون وهو الذي عرف في إدارة تصوير العشرات من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وهو امتداد لتعاونه مع المخرج في أعمال أخرى.
وعمد المخرج أيضا إلى التقاط جزئيات محددة فالولع الذي يظهره لويس في رسم القطط كانت بدايته هو مجرد عمل كان القصد منه تسلية حبيبته وزوجته إيميلي وقد أصابها السرطان، ولهذا يتساءل الناقد برادشو في معرض حديثه عن الفيلم هل أن هذه القطط من الأعراض المأسوية لعجزه عن التعبير عن مشاعره الحقيقية؟ أم أنها نوع حي وحيوي من مهاراته في فن الرسم؟
المخرج ويل شارب

◄ مخرج بريطاني من أصول يابانية، واسمه الحقيقي وليم توموريفوكودا شارب من مواليد 1986.
◄ درس الأدب الكلاسيكي والمسرح في بريطانيا وعُرف في البداية ممثلا ومؤلّفا.
◄ بدأ بالظهور في العام 2008 من خلال أول عمل له وهو عبارة عن لعبة كوميدية بريطانية ممزوجة بموسيقى البوب.
◄ كتب سيناريو وأخرج ومثّل في عدد من المسلسلات، منها الكوكب المظلم والزهور، وعالم كوكروتش.
◄ هو كاتب سيناريو ومخرج هذا الفيلم وقبله فيلم منسّقو الأماكن الطبيعية.
◄ نال هذا الفيلم أربعة ترشيحات لجوائز الأفلام المستقلة البريطانية ومن المنتظر أن يتم ترشيحه لجوائز أخرى.
وما بين زخم الأماكن التي يتنقل إليها لويس أو يتنقل في ما بينها إلا أنه لا يغفل الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، كمثل الحوارات التي كانت تجري بينه وبين السير وليم، كما أنه ليس في وارد إطراء زوجته وهي تحتضر، وبمعنى آخر كان هنالك استخدام مختلف وملفت للنظر للصوت ومنه تلك الحوارات المقتضبة بين لويس ومن يحيطون به لكن هنالك المراقب الدائم والعين الراصدة من خلال استخدام تعليق الشخص الثالث voice over.
هذا الاستخدام كأنه أريد به سد الفجوات والثغرات المرتبطة بشخصية لويس نفسه إذ لا يكفي أن يكون هو في منتصف المشهد إلا أنه بسبب شخصيته المنغلقة وغرقه المستمر في التفكير، ما يجعل من الصعب فهم ما يدور في رأسه، ولهذا بدا الحوار الخارجي بديلا إضافيا لتسليط الضوء على الشخصية.
وإذا مضينا في تحليل الشكل الصوري لهذه الدراما الفيلمية فلنلاحظ أن دعامتها الأساسية كانت هي صدقية الصورة والتصاقها بالواقع المعيش ومن ثم انتماؤها لتراتبية السيرة الذاتية وإتاحة المجال للشخصية أن تعبر عن الزمان والمكان والشخصيات التي تنتمي إليها. وابتداء من سلسلة المشاهد في داخل الأسرة فما بين الشخصيات السبع، لويس والأم والأخوات الخمسة نلاحظ أن حركة الكاميرا كانت مرتبطة بشل موضوعي بالشخصيات وبكل شخصية على حدة فضلا عن أن لكل واحدة من الأخوات طبيعتها الخاصة، ولهذا بدت اللقطات المصورة من وجهات النظر المتعددة غزيرة في جماليتها وفي سلاسة الانتقال وخاصة مع شخصيات تشعر بأن المشاهد التي تظهر فيها مؤسسة على قدر من الطرافة والكوميديا السوداء.
في المقابل كانت المشاهد الخارجية وهي في الغالب في أجواء ضبابية أو في غياب لأشعة الشمس النهارية، إضافة أخرى لقتامة الإحساس لدى لويس، وتأكيد للنسيج التعبيري – الشعوري والوجداني الذي كان يعتمل في داخله وخاصة مع فقدان الزوجة والعيش في عزلة وحيرة وخاصة وهو يتلقى تلك الطعنة بوفاتها ثم وفاة القط المرتبط بها مما زاد الموقف تأزيما.
وأما على صعيد الإيقاع السينمائي فالملاحظ أنه قد سار على وتيرة الحياة في تلك الحقبة الفيكتورية وكان امتدادا لها، ولهذا كان متناغما ومنطقيا حتى أنك تشعر أن الزمن الفيلمي سوف يستمر إلى ساعتين أو نحو ذلك، لكن ذلك الشعور بالرضا والاسترخاء سرعان ما ينقلب بعد مرور حوالي ساعة من الزمن الفيلمي، وكأن المخرج وفريقه قد شعرا أن الإيقاع الفيلمي والأحداث قد امتدت بما يكفي، ولهذا تسارعت الأحداث بعد ذلك بشكل ملفت للنظر، وليس على نفس الوتيرة التي سار بموجبها القسم الأول والأهم من الفيلم.
والملاحظ هنا أن مقومات السيرة الذاتية القائمة على وجهة النظر الواحدة تتم المناورة بها إلى درجة أننا شهدنا تنوعا ملفتا لم يقتصر على وجهة النظر الواحدة تلك ما دام الهدف هو تسليط الضوء على الشخصية، ولهذا كان ذلك الضوء قادما من مصادر متعددة لكي تظهر الشخصية وهي محاطة بنسق تعبيري متكامل من وجهات النظر المختلفة وهي مسألة إشكالية أخرى ميزت المعالجة السينمائية للسيرة.
بهذا يمكننا فهم دوافع شخصية لويس من السيناريو إلى الشاشة على أنه سلسلة متتابعة من وجهات نظر الشخصيات المحيطة به، وهو ليس مفصولا عنها، فوجهة نظر إيميلي تكافئها وجهة نظر السير وليم، ثم تأتي وجهات نظر الشقيقات اللائي سوف نجد في كل واحدة منهن ما تراه من زاويتها مع إحساس ذاتي بنوع من العزلة الاجتماعية وخصة مع تفجر حدث مهم وهو زواج لويس في مقابل العنوسة التي طالت الشقيقات، وهي مفارقة اجتماعية ملفتة للنظر عن مقاربة هذه الدراما الفيلمية.
واقعيا إن النظر إلى السيرة الذاتية هنا بوصفها المعالجة الصعبة كونها تستند إلى وجود شخصيات حقيقية وما يترتب على ذلك من أسئلة أبسطها خلاصته، يا ترى هل كان السيناريو وفيا للشخصية ومطابقا لها في حياتها الحقيقية أم أنه قام بقدر ما من التغييرات والتعديلات ووجهات النظر المتنوعة بما يخدم جماليات الفيلم ومتطلباته الإنتاجية، وهو ما ينطبق على الانطباع العام عن هذا الفيلم الذي استطاع مخرجه وكاتب السيناريو الوصول إلى مقدار من الموازنة التي جعلت هذا الفيلم يستند إلى عدد من عناصر النجاح التي ميزته ومنحته قدرا من الإقناع والموضوعية، بما أهله لعدد من الترشيحات بين الأفلام المنتجة في بريطانيا ولربما ستليها ترشيحات أخرى.