"سيدتي" يعيد المطربة التونسية نجاة عطية بعد عقد من الغياب

تميز نجاة عطية تجلى في قدرتها المذهلة على التلاعب بتقنيات الأداء فجعلت كل أغنية تروي قصة مختلفة.
الخميس 2024/08/15
واحدة من أشهر المطربات التونسيات

تونس - أحيت المطربة التونسية نجاة عطية سهرة مهرجان قرطاج الدولي التي أقيمت احتفاء بالعيد الوطني للمرأة التونسية الذي يحتفى به سنويا في الثالث عشر من أغسطس، بعرض حمل عنوان “سيدتي” من كلمات الشاعر الراحل محمد الغزي.

وقدمت الفنانة العائدة إلى الساحة الفنية بعد غياب نحو عشر سنوات أغنيتها الجديدة “غزالي وينو” من كلمات محمد عباس وتوزيع سامي معتوقي وكذلك مجموعة من أغانيها المعروفة مثل “ميلالك” و”كتبتلي على جبيني” و”شمس النهار” وأغان طربية قديمة إلى جانب أغان من الفلكلور التونسي.

كما شاركها الفنان محمد الجبالي أداء أغنية “خليني بجنبك” التي قدماها معا عام 2001 على مسرح قرطاج وأصبحت واحدة من أشهر الأغاني في تونس.

وتجلى تميّز نجاة عطية في قدرتها المذهلة على التلاعب بتقنيات الأداء والغناء بمهارة فائقة، فجعلت كل أغنية تروي قصة مختلفة وتلمس شغاف القلوب. فكان عرض “سيدتي” تجربة عاطفية وثقافية تجسد تنوع وتألق الفن التونسي.

وجاء معظم الحضور بمدارج المسرح الأثري في قرطاج من النساء وكانت من بينهن آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التي كرمت نجاة عطية (56 عاما) تقديرا لمسيرتها الفنية.

نجاة عطية هي واحدة من جيل فني استثنائي نجد فيه الفنانات لطيفة وصوفية صادق ونوال غشام وعلياء بلعيد

وسجّل هذا الحفل حضور جمهور نسائي متنوع يعكس النسيج الاجتماعي والثقافي للتونسيات. فكانت النساء الحاضرات من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية مما أضفى على العرض طابعا جماهيريا متنوعا. وبدت مشاعر الفخر والاعتزاز واضحة على ملامح الحاضرات، خاصة مع إدراكهن أن هذا الحدث يتزامن مع عيد المرأة التونسية، وهو ما جعل لحظات العرض تتجاوز حدود الترفيه إلى تجسيد للكرامة والاحتفال بالدور الذي تلعبه النساء في المجتمع التونسي.

كما حضر الحفل عدد من الفنانين التونسيين من بينهم صابر الرباعي وألفة بن رمضان ومعز التومي.

ويحل العيد الوطني للمرأة التونسية في كل عام في الثالث عشر من أغسطس بالتزامن مع ذكرى إصدار قوانين المساواة بين الرجل والمرأة ومنع تعدد الزوجات عام 1956.

وعبرت نجاة في مؤتمر صحفي عن سعادتها بالغناء للمرأة التونسية وأكدت أن شهيتها مفتوحة للعودة إلى الساحة الفنية من خلال أعمال جديدة تشمل كافة ألوان الموسيقى والطرب العربي التونسي والشرقي.

ونجاة عطية هي واحدة من أشهر المطربات في تونس، تم اكتشافها سنة 1980 لما غنت بساحة المختار عطية بحومة السوق في برنامج مباشر للإذاعة والتلفزيون التونسي.

هي واحدة من جيل فني استثنائي نجد فيه الفنانات لطيفة وصوفية صادق ونوال غشام وعلياء بلعيد. برزت نجاة خاصة في عقد الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي متربعة على عرش الغناء آنذاك وتعاملت مع أكفأ الملحنين التونسيين وهو الأستاذ عبدالكريم صحابو.

ابتعدت المطربة عن الساحة الفنية مرات، أولاها في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وذلك لأسباب خاصة ثم عادت إلى الفن أواخر العقد الأول من الألفية الثانية بخطى بطيئة نسبيا لا تعكس إمكانياتها الفنية الحقيقية، ثم غابت مجددا، لتقرر الآن العودة، وهي تبلغ من العمر 56 عاما.

يذكر أن الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي انطلقت في الثامن عشر من يوليو الماضي وتستمر حتى السابع عشر من أغسطس الجاري بمشاركة مجموعة من الفنانين بينهم العراقي كاظم الساهر والتونسي لطفي بوشناق والمصرية آمال ماهر.

14