سياسات السعودية الإصلاحية تكرس طفرة صناعة الترفيه

الإعلان عن تفاصيل مشروع مجمع ترفيهي ضخم في العاصمة، وتخصيص 64 مليار دولار لتنفيذ مشاريع جديدة بحلول 2028.
الخميس 2019/01/03
مورد يدعم خزينة الدولة

عززت السعودية خطواتها نحو اقتحام صناعة الترفيه بالإعلان عن خطط لبناء مجمع ترفيهي ضخم في العاصمة، يتوقع المسؤولون أن يحقق مداخيل كبيرة لخزينة الدولة، في إطار خطط الإصلاح لتنويع الاقتصاد وتجسيد “رؤية 2030” على أرض الواقع.

الرياض - كشفت السعودية الأربعاء عن خطط لبناء مجمع ترفيهي بالعاصمة الرياض، في أحدث خطوة ضمن جهود تدعمها الدولة لتشجيع الأنشطة الترفيهية العامة بعد فرض قيود اجتماعية شديدة استمرت لعقود.

ووفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن المجمع الذي سيقام على مساحة 100 ألف متر مربع ستطوره شركة مشاريع الترفيه السعودية المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.

وقالت الشركة إن “المشروع سيضم مناطق مفتوحة ومجهزة للأنشطة الرياضية والعروض الترفيهية والفنية الحية، بالإضافة إلى خيارات واسعة من المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية”. ولم تحدد قيمة استثمارات المشروع.

ويرى محللون أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات أخرى في القطاع الذي تعول عليه الرياض كواحدة من الركائز الاستراتيجية في “رؤية السعودية 2030”، التي تجسد أكبر إصلاح اقتصادي في تاريخ البلاد.

عبدالله الداود: مشاريع المجمعات الترفيهية في البلاد ستتميز بتصميم عصري مميز
عبدالله الداود: مشاريع المجمعات الترفيهية في البلاد ستتميز بتصميم عصري مميز

وأسس صندوق الاستثمارات العامة شركة مشاريع الترفيه السعودية العام الماضي بتمويل مبدئي قدره 10 مليارات ريال (2.67 مليار دولار) وعين بيل إرنست التنفيذي السابق في ديزني لإدارتها.

وتسعى الشركة لإنشاء 20 مركزا ترفيهيا بالبلاد خلال السنوات القادمة، في الوقت الذي تحاول فيه السعودية الاستفادة من قطاع الترفيه لتوفير فرص عمل جديدة وتنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات النفط.

وفتحت شركة مشاريع الترفيه السعودية بالفعل أول سينما في البلاد في نحو أربعة عقود بالشراكة مع مجموعة أي.أم.سي التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، وتأمل في جذب شركات خاصة للاستثمار في جميع مشروعاتها.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع الترفيه عبدالله الداود إن “مشاريع المجمعات الترفيهية ستتميز بتصميم عصري مميز ومجهزة للأنشطة الرياضية والعروض الفنية الحية، وستتضمن خيارات واسعة من المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية”.

وأضاف “كما ستضم صالات السينما المصممة بما يتوافق مع المعايير العالمية، من حيث الصوت والصورة والتجربة السينمائية رفيعة المستوى، لجعل هذه المجمعات وجهة ترفيهية مثالية للرياضة والنزهة والفنون، ومحطة رئيسية لإقامة الفعاليات الحية”.

وأوضح أن المجمع الترفيهي سيوفر لكافة أفراد العائلة من سعوديين ومقيمين وسياح كافة الخيارات التي ستجعل الزائر يتمتع بمرفقات المجمع لساعات من الصباح حتى المساء، وذلك لتوفر جميع الخدمات والخيارات وعناصر الترفيه.

وأكد أن شركة مشاريع الترفيه السعودية، بصفتها الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمارات العامة في قطاع الترفيه، ستعمل على دعم وتنمية وتحفيز هذا القطاع، وبناء القدرات وتعزيز المواهب المحلية، من خلال تأسيس عدد من المشاريع الترفيهية المتنوعة بمواصفات عالية، تغطي كافة مناطق المملكة وتخدم كل شرائح المجتمع.

وأوضح، أن هناك 4 قطاعات استراتيجية لهذه المشاريع، أولها قطاع السينما، وذلك عبر افتتاحها أول دار سينما تحت إدارتها وتشغيلها في أبريل الماضي وقطاع المجمعات الترفيهية، التي أعلن عن البدء بالعمل عليها، وقطاعا مدن الملاهي الترفيهية والمراكز العائلية الترفيهية المتخصصة.

صندوق الاستثمارات أسس شركة مشاريع الترفيه السعودية بتمويل مبدئي قدره 2.67 مليار دولار
صندوق الاستثمارات أسس شركة مشاريع الترفيه السعودية بتمويل مبدئي قدره 2.67 مليار دولار

وتوقع صندوق الاستثمارات العامة، عند الإعلان عن إنشاء الشركة، أن تساهم هذه المشاريع في خدمة أكثر من 50 مليون زائر سنويا، وتوفير أكثر من 22 ألف وظيفة مباشرة، وأن تساهم أيضا مشاريع الترفيه في إجمالي الناتج المحلي، بما يقدر بحوالي 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار) بحلول عام 2030.

وتسارع إيقاع خطط السعودية في بلورة ملامح خطة التحول الاقتصادي حين تم دشين أكبر مشروع ترفيهي على مستوى العالم، ضمن باكورة مشاريع ترفيهية أخرى.

ودشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في أبريل الماضي، مدينة “القدية” الترفيهية قرب الرياض، في إطار سلسلة من المشاريع الاستثمارية الكبيرة، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد لوقف الاعتماد على النفط.

وكان صندوق الاستثمارات العامة قد وقع اتفاقية مع شركة سيكس فلاجز الرائدة عالميا في المتنزهات الترفيهية لتطوير وتصميم متنزه في مدينة القدية يحمل علامتها التجارية.

ويقول المسؤولون إن مشروع القدية الذي سيتم تشييده في جنوب غرب الرياض سيضم مراكز للألعاب وأنشطة للمغامرات في الهواء الطلق وتجارب السفاري ومرافق رياضية.

وستصبح القدية أكبر مدينة ترفيهية بمساحة 334 كيلومترا مربعا وحجم إنشاءات ضخم، متفوقة على أكبر المدن الترفيهية وبمساحة أكبر ثلاث مرات من نظرائها عالميا.

ويتوقع أن يسهم المشروع بتوفير 30 مليار دولار، التي ينفقها السعوديون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد. وسيتم توظيف هذه الأموال في الإنفاق لتنمية الاقتصاد المحلي.

وأعلنت الهيئة العامة للترفيه الحكومية العام الماضي أنه سيتم استثمار 240 مليار ريال (نحو 64 مليار دولار) في قطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة.

وينفق السعوديون ملايين الدولارات سنويا لمشاهدة عروض سينما وزيارة أماكن للترفيه في أماكن سياحية مجاورة مثل دبي والبحرين.

11