سيارات باريس تسير على مهل للحد من الضوضاء

المجلس البلدي الفرنسي: خطر الموت في حال اعتماد سرعة 30 كيلومترا في ساعة أقل بتسع مرات مما هو في حال كانت السرعة 50 كيلومترا في ساعة والإصابات أخف بكثير.
الأربعاء 2021/09/01
تخفيف السرعة يحد من التلوث أيضا

كثيرا ما يقولون إن السرعة تؤدي إلى خطر الموت وقررت باريس أن تخفف سرعة السيارات إلى 30 كيلومترا في الساعة حتى تضمن سلامة المارين وراكبي الدراجات وتخفف من التلوث الضوضائي في عاصمة تشهد اكتظاظا سكانيا، لكنّ سائقي سيارات الأجرة يشتكون من بطء الحركة، معتبرين أن هذا القرار لا جدوى منه.

باريس – كان السير مزدحماً كعادته في باريس الاثنين، لكنّ الجديد تمثل في تحديد السرعة القصوى بثلاثين كيلومتراً في الساعة، وهو إجراء يهدف إلى تحسين السلامة والحد من التلوث الضوضائي، لكنه يثير خشية البعض من “تعقيد” إضافي للحركة المرورية.

في ساحة سانت أوغوستان في قلب العاصمة، تمكنت مجموعات المشاة وراكبي الدراجات الهوائية من المرور أمام السيارات عند الإشارة الحمراء، ثم انطلقت المركبات مجدداً نحو الأوبرا أو ساحة ليتوال بسرعة ليست أبطأ من الأيام الأخرى، تتعرج بينها الدراجات النارية وتلك البخارية مكملة المشهد الباريسي التقليدي.

وقال بيار موريزو الذي كان يعبر الساحة بالدراجة الهوائية متوجهاً إلى مقر عمله “لا نشعر بالفارق بعد لأن تطبيق القرار بدأ للتو”.

وأضاف “الدراجات الهوائية باتت موجودة أكثر فأكثر، ومساراتها موجودة في كل مكان، وهي تسير قريباً جداً من السيارات”، وبالتالي “سيوفر إبطاء السرعة المرورية درجة أكبر من الأمان” لمستخدمي هذه الدراجات.

كانت “مناطق الـ30” تشكّل أصلاً 60 في المئة من باريس، لكنها امتدت الآن على المدينة بأكملها، باستثناء عدد قليل من المحاور الرئيسية كشارع فوش، وشارع دي مارشو وفانسان ودي ماريشو وشارع الشانزيليزيه الشهير الذي تبلغ السرعة القصوى فيه 50 كيلومترا في الساعة أو الطريق الدائرية التي تحيط بالعاصمة، حيث تبلغ السرعة القصوى المسموح بها 70 كيلومتراً في الساعة.

ومن المفترض أن يعاقب السائقون المخالفون للسرعة المحددة بغرامة مالية تقدر بـ130 يورو وسحب نقطتين من رخصة السياقة.

Thumbnail

يقول سائقو سيارات التوصيل إن قرار خفض السرعة سيخلق أوقات انتظار طويلة بالنسبة إلى الزبائن. كما أعرب سائقو سيارات الأجرة عن غضبهم وقالوا إن ذلك سيرفع الأسعار ويضر بالأعمال.

واشتكى كريم مكسين، سائق سيارة أجرة في باريس، قائلا “أعتقد أن الناس يستقلون سيارة الأجرة لأنهم في عجلة من أمرهم. وإذا تم تحديد السرعة لثلاثين كيلومترا في الساعة، سيفضلون المشي”.

ولاحظ إسماعيل شكيمي الذي يعمل سائق سيارة أجرة منذ 28 عاماً أن “القيادة بسرعة 30 كيلومتراً في الساعة في ممرات الحافلات ليست أمراً سهلاً”، هو الذي كان يستطيع في اليوم السابق السير بسرعة 50 كم في ساعة في هذه المسارات المخصصة للباصات وسيارات التاكسي.

وقال “أنا متوتر هذا الصباح، فأحد زبائني غضب قليلاً لأن الوصول يستلزم ما بين خمس وعشر دقائق أكثر من المعتاد. قد يدفع ذلك بعض سائقي سيارات الأجرة إلى ترك هذه المهنة”.

ويبدي كثيرون انزعاجهم من فرض قيد جديد. وقال صانع المرايا فابريس بوسك الذي يخشى “المزيد من الاختناقات المرورية” إن “من الصعب أصلاً التقدم بسرعة 50 كم في ساعة، وسيكون العمل أكثر تعقيداً بسرعة 30 كم في ساعة”.وأكدت ماري هيز من مقهى “لو كارفور” الذي تعمل فيه أن “ثمة الكثير من الضوصاء”. وقالت “لا يسمعون أحياناً بعضهم بعضاً عندما يتحدثون” وسط هدير المحركات في المنطقة. وتوقعت أن “تؤدي سرعة الثلاثين إلى تغيير ذلك”، وإلى “الحدّ من عدد السيارات وجعل الناس حذرين”.

ورأت أن الإجراء يجب ألا يشمل العاملين في خدمة التوصيل. وقالت “تخيل عامل توصيل يتجول في باريس بسرعة 30 كيلومترا طوال اليوم. هو أصلاً عندما كان يقود بسرعة 60 كان يتأخر عن الوقت المحدد”. وسبق لمدن كبيرة أخرى في فرنسا أن عممت تجربة الـ30 كيلومترا في ساعة، مثل غرونوبل وليل ونانت.

وشدد المجلس البلدي للعاصمة الفرنسية على أن “خطر الموت في حال اعتماد سرعة 30 كيلومترا في ساعة أقل بتسع مرات مما هو في حال كانت السرعة 50 كيلومترا في ساعة والإصابات أخف بكثير”.

Thumbnail
24