سيارات المستقبل على أعتاب طفرة في شحن البطارية

تظهر في أفق السيارات الكهربائية بوادر تحوّل كبير في مسار التغلب على مشكلة نفاد البطارية، إذ يتحرك المصنعون المدعومون بشركات تكنولوجيا السيارات لتوفير حلول أكثر كفاءة مع تعزيز البنية التحتية اللازمة على الطرق والمنازل، في ظل التوقعات بتوسع انتشارها خلال سنوات قليلة.
لندن - يُنظر إلى شحن المركبات الكهربائية على أنه بنية تحتية ضرورية لتمكين انتشار هذه النوعية من السيارات بشكل أكبر وجعل الناس يقبلون عليها دون التفكير بما قد يحدث أثناء السفر لمسافات طويلة.
واستنادا على المساعي خلال السنوات الماضية والإعلانات عن الانتقال السريع إلى كهربة السيارات بسبب اهتمام المستهلكين والقرارات الحكومية في العديد من البلدان فقد كان من الواضح أن ابتكارات شحن هذه المركبات ستظهر بقوة مع انطلاق العام الجديد.
ومع ظهور العديد من الطرز النظيفة، التي تعتمد على التكنولوجيا في تشغيلها بمختلف فئاتها وأحجامها، سيكون الشحن بنفس أهمية المركبات التي يتم تطويرها بواسطة مصنعي المعدات الأصلية للسيارات.
ولحسن الحظ، ظهرت الكثير من حلول الشحن المستقبلية خلال معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، والذي يعتبر أكبر حدث تجاري في العالم يستقطب المهتمين بصناعة السيارات.
وكان أحد أكبر التحولات التي تم الإعلان عنها في المعرض هو قيام أمازون بعقد صفقة مع شركة إي.في غو، الشركة المصنعة لأنظمة شحن المركبات الكهربائية. وستكون الصفقة لخدمة جديدة من شأنها أن تبسط عملية تحديد موقع ودفع وبدء جلسات إعادة الشحن في محطات إي.في غو للشحن.
وسيتم إطلاق الخدمة في وقت لاحق في عام 2023 مع خدمة الشحن بمساعدة نظام أليكسا التابع لأمازون والتي تربط السائقين بأكثر من 150 ألف محطة شحن عامة في الولايات المتحدة من خلال خريطة بلوغ شير الخاصة بشركة إي.في غو.
◙ مرسيدس وأمازون وبلينك وسبارك شارج وباور إلكترونيكس أزالت خلال معرض لاس فيغاس القلق بشأن فجوة الإمداد
وستساعد أمازون السائقين في العثور على محطات الشحن التي تديرها إي.في غو والمشغلين الآخرين ثم جدولة جلسة شحن وبدئها وإتمام الدفع من خلال تطبيق أليكسا للجوّال.
وفي خضم ذلك، أعلنت مرسيدس – بنز أنها تخطط لبناء شبكة عالمية تضم 10 آلاف شاحن فائق السرعة للمركبات النظيفة في إطار الجهود التي تبذلها شركات صناعة السيارات التقليدية لمنافسة شركة تسلا الرائدة في مجال السيارات الكهربائية.
ويُرتقب أن تباشر الشركة الألمانية العملاقة المتخصصة في تصنيع السيارات الفارهة بناء المحطات الأولى خلال هذا العام في أميركا الشمالية، لتتوسع لاحقاً إلى أوروبا والصين.
وتصل قدرة المحطات على توفير الطاقة كهربائية للسيارات إلى نحو 350 كيلوواط، ما يكفي لقطع السيارة 32 كيلومترا إضافياً في الدقيقة.
وتمتلك تسلا أكثر من 40 ألف شاحن فائق السرعة، وعادة ما توفر محطات “في 3” الخاصة بها على ما يصل إلى 250 كيلوواط.
وكانت هذه الخطوة واحدة من المفاجآت التي تم الكشف عنها، فقد أطلقت شركة بلينك شارجينغ المتخصصة خمسة منتجات جديدة لمجموعة متنوعة من قطاعات السيارات بما في ذلك البيع بالتجزئة والمنزل ومرآب السيارات والشحن في الشوارع.
ويأتي نظام الشحن فيجن الذي كشفت عنه الشركة كحل ثنائي في واحد مع شاشة أل.سي.دي مقاس 55 بوصة قادرة على عرض الإعلانات. وتم تزويده بمنفذين بقدرة 80 أمبير و19.2 كيلوواط يمكنهما الشحن في وقت واحد.
ويمكن أن يتناسب نظام إي.كيو 200، المصمم للأسواق الأوروبية وأميركا الجنوبية، مع أيّ موقع مصمم خصيصا لأنظمة ثنائية الاتجاه من مركبة إلى شبكة.
ويستهدف كابل الشحن الذكي بي.كيو 150 سوق الشحن السكني الأوروبي. ويوفر الكابل 22 كيلوواط من الطاقة دون الحاجة إلى التركيب. كما أنه متوافق مع تقنية بلوتوث وخدمة الإنترنت الواي فاي وأيضا شريحة أرقام الهواتف.
وتم تصميم ثلاثة سلاسل لأسواق أميركا اللاتينية وآسيا للمركبات الكهربائية ذات العجلتين والثلاث عجلات. ويوفر مخرج سعة 15 أمبير للتركيب في المتاجر الصغيرة والمواقف السكنية والتجارية.
وقدمت بلينك شارجينغ نظام سيريز 9 وهو عبارة عن شاحن سريع بقدرة 30 كيلوواط في مساحة صغيرة مع شاشة لمس أل.سي.دي لقطاعات الشحن التجارية، وهو يعمل مع اتصال واي فاي أو إيثرنت أو الجيل الرابع للاتصالات (جي 4) مع المراقبة عن بعد.
وبالإضافة إلى ذلك، قدم بائع شحن وإدارة المركبات الكهربائية إيفر شارج كوف حلا لشحن السيارات الكهربائية في المنازل بسرعة عالية.
وتقول الشركة إنه نظرا لأن 80 في المئة من شحن المركبات الكهربائية يحدث في المنزل، فإن الطلبات ستكون أكبر من أجهزة الشحن التجارية.
وتم تصميم جهاز كوف حتى يتمكن المالك من دمجه في أي مصدر كهربائي ومتوافق مع جميع المركبات الكهربائية الموجودة في السوق.
ويسمح النظام بحالة الشحن والاستخدام العام وتحديثات النظام من خلال اتصال واي فاي في الوقت الفعلي، ويمكنه الوصول إلى هذه الميزات من خلال تطبيق إيفر شارج.
وتبدو شركة سبارك شارج الأميركية المتخصصة في حلول الأجهزة المحمولة ندا قويا في هذا المضمار فقد قدمت ما اعتبرته أفضل نظام لشحن أسطول المركبات النظيفة التي تعمل بالبطارية.
◙ الشركة تقدم حلول شحن سريع للسيارات الكهربائية تسمح لها بالانتقال من المركبات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية
وتقدم الشركة حلول شحن سريع للسيارات الكهربائية عبر تطبيقها الخاص تسمح للشركات بالانتقال من المركبات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية.
ويمكن للحل تحديد المركبات التي يجب شحنها وتحديد تاريخ ووقت لشحن هذه السيارات. وتزعم سبارك شارج أنها توفر فقط 100 في المئة من الحلول الكهربائية المحمولة والشحن السريع الخالية من الشبكات الكهربائية والمتوفرة اليوم.
ولم تتخلف شركة أوتل إنيرجي المطورة لأجهزة الشحن للأنظمة المنزلية والتجارية عن السباق، فقد كشفت أنها تعمل مع شركة زيرو لابس أوتوموتيف لتزويد سيارة فورد برونكو 1969 بالكهرباء.
وتم تخصيص السيارة ليتم تحويلها إلى كهرباء بقوة 600 حصان، ونظام دفع ثنائي المحرك مع بطارية 100 كيلوواط في الساعة ونطاق يصل إلى 380 كيلومترا قبل إعادة شحن البطارية.
وقالت أوتل في بيان خلال معرض لاس فيغاس إنها ترى "تحويل السيارات القديمة إلى نماذج مكهربة كسوق ضخم محتمل للشركات حيث ينتقل العالم إلى هذه السيارات الصديقة للبيئة وبعيدا عن المركبات التي تعمل بالبنزين".
ووسط هذا التنافس، تعرض شركة باور إلكترونيكس قدرتها على التنقل الكهربائي، بما في ذلك محطات شحن البنية التحتية لمستودعات الحافلات وتجار السيارات والطرق السريعة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقدم الشركة أيضا تطوراتها الجديدة في النطاق المحلي مثل السيارات الفاخرة وسيارات السباق.
وفي الوقت نفسه، قدمت شركة سكاي وورك شيليوشن مجموعة من المكونات الإلكترونية الجديدة خصيصا لشحن المركبات الكهربائية بما في ذلك مكبرات الصوت التناظرية المعزولة وأجهزة استشعار الجهد وأجهزة دلتا سيغما المغير.
وتساعد هذه التجهيزات على تقليل أوقات إعادة الشحن للمركبات الكهربائية الحالية والمستقبلية من خلال تقليل فقد الطاقة في النظام، ما يسمح بنقل أسرع للطاقة وقراءات دقيقة للقياس للتيار والجهد في أنظمة التحكم في الطاقة.