"سي.أن.أن" تنهي برنامج المصادر الموثوقة بعد 30 عاما من بثه بحثا عن الحياد

واشنطن - استغل براين ستيلتر، مقدم برنامج “مصادر موثوقة” المختص في الشؤون الإعلامية في شبكة “سي.أن.أن”، والذي تم إلغاؤه الأسبوع الماضي بعد 30 عامًا من بثه على الهواء مباشرة، الحلقة الأخيرة يوم الأحد لتوجيه توبيخ واضح إلى رؤساء الشبكة الجدد لعزمهم على اتباع “صوت أكثر حيادية” في تغطيتها الإخبارية.
ويستعد موظفو “سي.أن.أن” للمزيد من التغييرات حيث تم إلغاء البرنامج الأطول تشغيلًا للشبكة، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها مجرد قمة جبل الجليد تحت القيادة الجديدة، المهتمة بجعل الشبكة أكثر وسطية.
وشدد ستيلتر في حديث “المونولوغ الأخير” “لست متحزبا حين أدافع عن الديمقراطية والحوار، لست متحزبا حين أقف في وجه الديماغوجيين، إنه مطلب وطني”. وأضاف “يجب أن نتأكد من أننا لا نعطي منصة لمن يكذب في وجوهنا”.
وأوقفت “سي.أن.أن” برنامج ستيلتر بعد أربعة أشهر فقط من تولي الشبكة قيادة جديدة عيّنها مالكوها “وارنر براذرز ديسكفري”. وأشار رئيس “سي.أن.أن” كريس ليخت الذي تولى المنصب بعد رحيل جيف زوكر في فبراير، إلى أنه يريد تخفيف حدة الرأي في برامجها والعودة إلى أسلوب كتابة التقارير الأقدم والأكثر استقامة.
وكان من المتوقع أن يصبح ستيلتر أول الضحايا بين نجوم “سي.أن.أن” في ظل القيادة الجديدة إذ أن “ستيلتر بمثابة شوكة في خاصرة الرئيس السابق دونالد ترامب. ونتيجة لذلك “كان هدفا لانتقادات متكررة من المحافظين بسبب تغطيته المنحازة لوسائل الإعلام خلال سنوات ترامب”.
ستيلتر ناشد مالكي الشبكة الذين طردوه بالبقاء حازمين، قائلا إنه يعتقد أن أميركا بحاجة إلى "سي.أن.أن" قوية
وأشار البعض في رحيل ستيلتر عن “سي.أن.أن” بإصبع الاتهام إلى جون مالون، المستثمر القوي في ديسكفري الذي قاد الاتهام بأن الشبكة متحيزة للغاية. وانتقد مالون الشبكة بسبب بثها الكثير من التعليقات وعدم كفاية التقارير الميدانية. وفي نوفمبر الماضي، قال مالون لشبكة “سي.أن.بي.سي” إنه يود أن يرى “سي.أن.أن” “تتطور مرة أخرى إلى نوع الصحافة التي بدأت بها، ولديها بالفعل صحافيون قادرون على ذلك”.
وركزت تكهنات أخرى على راتب ستيلتر الذي يتقاضاه من “سي.أن.أن” الذي يقارب مليون دولار في السنة، وسط ضغوط شديدة لخفض ميزانية الشبكة نظرًا إلى الديون الثقيلة داخل تكتل وسائل الإعلام الجديدة.
يذكر أنه قبل أسبوع من إقصاء ستيلتر، أعلن كبير المحللين القانونيين في “سي.أن.أن” لمدة 20 عامًا، جيفري توبين، أنه سيغادر. وكان توبين قد تم تعليق عمله سابقًا من الشبكة لمدة ثمانية أشهر بعد أن كشف عن أعضائه الحساسة أثناء مكالمة زووم مع زملائه في المنفذ الإعلامي الآخر في ذلك الوقت “نيويوركر”.
ومع رحيل ستيلتر، من المرجح الآن أن يتحول التركيز في “سي.أن.أن” إلى ما إذا كان هناك المزيد من الضحايا لسياسة الإبلاغ “المحايدة” الجديدة في المستقبل.
وانتشرت التكهنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن دون ليمون وجيم أكوستا، وهما اثنان من المقدمين الأكثر صراحة في الشبكة، قد يكونان عرضة للخطر.
من جانبه قال ستيلتر بصفته مقدما لبرنامج “المصادر الموثوقة”، إن “مسؤولية وسائل الإعلام هي محاسبة السلطة. كانت هذه الوظيفة حاسمة بشكل خاص في عصر ترامب”.
ومع تلميح ترامب إلى خوض انتخابات رئاسية أخرى في عام 2024، ناشد ستيلتر يوم الأحد الرؤساء الذين طردوه للتو بالبقاء حازمين، قائلا “شعارنا هنا هو المساءلة.. سي.أن.أن يجب أن تكون قوية. أعتقد أن أميركا بحاجة إلى سي.أن.أن قوية”.
وفي خطابه الأخير العاطفي في بعض الأحيان، استعاد ستيلتر “ذو الرأس الأصلع” دهشته عندما أصبح نجمًا تلفزيونيًا. وقال “لقد أحببت الكتابة عن التلفزيون.. أعلم أن هذا سيبدو غريبا، لكنني اعتقدت أنه ليس لدي ما يكفي من الشعر لأظهر على التلفزيون”.