سويفت تبدأ تجربة التعامل بالعملات الرقمية في 2025

المؤسسات المصرفية والمستثمرون يأملون أنه من خلال استخدام الوحدات الرقمية يمكن أن تكون التجارة أسرع وأرخص وأكثر كفاءة.
الجمعة 2024/10/04
نحو نظام مالي أوسع

لهولبي (بلجيكا) - أعلنت شبكة سويفت العالمية للمراسلة المصرفية الخميس أنها ستجرب المعاملات الحية للأصول الرمزية والعملات الرقمية العام المقبل، وهي أحدث خطوة في التكامل البطيء حاليا لمثل هذه الأصول في النظام المالي الأوسع.

وتستكشف البنوك ومديرو الأصول ترميز الأصول التقليدية مثل السندات منذ عدة سنوات. وستكون الخطوة من أهم الخطوات حتى الآن بالنسبة للنظام البيئي الناشئ للعملات الرقمية للبنوك المركزية نظرا لدور سويفت الرئيسي في الخدمات المصرفية العالمية.

وتأمل المؤسسات المصرفية والمستثمرون أنه من خلال استخدام الوحدات الرقمية، وهي عادة رموز تعتمد على تقنية بلوكتشين تمثل حصة من الأصول الأساسية، يمكن أن تكون التجارة أسرع وأرخص وأكثر كفاءة، بما في ذلك من خلال قطع الوسطاء المشاركين في العديد من المعاملات. ولكن حتى الآن، فشلت هذه في اكتساب قوة جذب كبيرة في السوق الأوسع، في الوقت الذي تختبر فيه حوالي 90 في المئة من البنوك المركزية في العالم هذه العملات.

والعملات الرقمية للبنوك المركزية هي نسخ رقمية من النقود الورقية، والتي تسهل تداول الأصول الرمزية. وتحاول السلطات النقدية أن تتصدر التقدم التكنولوجي الذي مكن العملات المشفرة مثل البيتكوين.

ونسبت وكالة رويترز إلى نك كيريجان، رئيس قسم الابتكار في سويفت قوله "الآن نرى أن الصناعة تطالب بالخروج من مرحلة (التجربة) هذه ورؤية الأصول الرقمية تتحرك حقا، وجعل الطرف المقابل يدفع لهم بأموال حقيقية مقابل ذلك". وأضاف "هذه هي المرحلة التي ننتقل إليها العام المقبل، وإن كان بطريقة خاضعة للرقابة".

وفي حين أن الإمكانات كبيرة، فإن طبيعة السوق المجزأة تعيقها ولم تتقدم سوى مبادرات قليلة جدا خارج الأنظمة الداخلية للبنوك. وعلى نحو مماثل، تختبر البنوك المركزية العملات الرقمية للبنوك المركزية بالجملة للمدفوعات عبر الحدود، ولكن ضمن مجموعات صغيرة. وتتضمن أحدث مبادرة سويفت أنواعا مختلفة من الأصول الرقمية مجتمعة عبر منصات مختلفة.

وقال كيريجان “لتجارة وتسوية معاملة سندات رمزية بنجاح، فأنت بحاجة إلى النقد، وهنا يأتي دور الإيداع الرمزي أو عملة البنك المركزي الرقمية بالجملة”. وأضاف “ليس من الجيد أن تكون لديك فقط خدمة التوصيل أو الدفع، بل تحتاج إلى كليهما”.

وانخرطت سويفت، التي تلعب دورا حاسما في الخدمات المصرفية العالمية، في تجارب كل من العملات الرقمية للبنوك المركزية والأصول الرمزية.

وفي مارس الماضي، ذكرت الشبكة أنها ستطلق منصة جديدة لربط العملات الرقمية للبنوك المركزية، التي هي قيد التطوير حاليا بالنظام المالي الحالي.

نك كيريجان: نرى القطاع يطالب برؤية الأصول الرقمية تتحرك حقا
نك كيريجان: نرى القطاع يطالب برؤية الأصول الرقمية تتحرك حقا

وقال كيريجان حينها إن “النتائج، التي أثبتت قدرة البنوك على استخدام بنيتها التحتية الحالية، اعتبرت على نطاق واسع نجاحا من قبل أولئك الذين شاركوا ومنحوا سويفت جدولا زمنيا للعمل عليه”. وأضاف “نتطلع إلى خارطة طريق للإنتاج خلال الـ12 إلى 24 شهرا القادمة”. وتابع أنها “تخرج من المرحلة التجريبية نحو شيء أصبح حقيقة”.

ورغم أن الإطار الزمني لا يزال من الممكن أن يتغير إذا تأخر إطلاق العملات الرقمية للبنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، فإن الخروج من الكتل عندما يتم ذلك سيكون بمثابة دفعة كبيرة للحفاظ على هيمنة سويفت الحالية في شبكة السباكة من بنك إلى بنك.

ولدى دول مثل جزر البهاما ونيجيريا وجامايكا بالفعل عملات رقمية للبنوك المركزية قيد التشغيل. ولقد قطعت الصين شوطا طويلا في التجارب الواقعية لليوان الإلكتروني.

وبالنسبة للبنك المركزي الأوروبي فلديه عملة اليورو الرقمية قيد التنفيذ أيضا، في حين يجري بنك التسويات الدولية، وهي المجموعة الشاملة للبنك المركزي العالمي، تجارب متعددة عبر الحدود.

وتبدو الميزة الرئيسية لسويفت أن شبكتها الحالية قابلة للاستخدام بالفعل في أكثر من 200 دولة وتربط أكثر من 11.5 ألف بنك وصندوق يستخدمونها لإرسال تريليونات الدولارات يوميا. وبحسب البيانات المتوفرة تسيطر على الشبكة المؤسسات المالية التي تحمل أسهمها، وتمثل هذه المؤسسات قرابة 3500 شركة مالية في العالم. 

وتحولت الشركة من كونها غير معروفة فعليا خارج الدوائر المصرفية إلى اسم مألوف منذ عام 2022 عندما قطعت معظم البنوك الروسية عن شبكتها كجزء من العقوبات التي فرضها الغرب على غزو أوكرانيا.

ويعتقد كيريجان أن هذا النوع من التحرك لا يزال من الممكن أن يحدث في نظام جديد للبنك المركزي الرقمي، لكنه شكك فيما إذا كان ذلك سيمنع الدول من الانضمام إليه.

وشاركت في التجارب مجموعة كبيرة من البنوك التجارية ذات الوزن الثقيل، بما في ذلك أتش.أس.بي.سي وسيتي بنك ودوتشه بنك وسوسيتتيه جينرال وستاندارد شارترد، ومنصة التسوية سي.أل.أس – أف.إكس، كما شارك بنكان على الأقل من الصين.

والفكرة هي أنه بمجرد توسيع نطاق حل الارتباط البيني، ستكون لدى البنوك نقطة اتصال عالمية رئيسية واحدة قادرة على التعامل مع مدفوعات الأصول الرقمية، بدلا من الآلاف إذا قامت بإنشاء نقطة اتصال فردية مع كل طرف مقابل.

واختبرت التجربة مذلك تقنيات سي.بي.دي.سي الأساسية المختلفة المعروفة باسم “تقنيات الموازنة الموزعة”، كما أثير استخدام التقنيات المختلفة كعقبة محتملة لاعتماد عالمي سريع.

وبالإضافة إلى التقدم نحو العملات الرقمية للبنوك المركزية، أشار كيريجان إلى توقعات مجموعة بوسطن الاستشارية (بي.سي.جي) بأنه بحلول عام 2030 يمكن “تحويل” ما قيمته 16 تريليون دولار من الأصول إلى “رمز”. وهذه الطريقة هي عملية يتم فيها تحويل الأصول مثل الأسهم والسندات إلى شرائح رقمية ثم يتم إصدارها وتداولها في الوقت الحقيقي.

11