سويسرا تنتقي أسوأ توقيت لقطع التمويل عن الأونروا

توقيت القرار يشير إلى فتور تعاطف المجلس الوطني السويسري مع الفلسطينيين بغض النظر عن موقفه من مستوى أداء الأونروا.
الخميس 2023/12/14
خيبة أمل كبيرة

جنيف– ندد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالخطوة التي اتخذتها سويسرا لقطع المساعدات في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها كارثية.

وليست واضحة أسباب القرار الذي هو نتيجة زيارة وفد من الأونروا إلى سويسرا في يوليو الماضي، وزيارة أخرى قبل عام قال فيها لازاريني “نحن ممتنون للدعم الكبير الذي تقدمه سويسرا للأونروا من أجل تعزيز التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية”.

وتصنف سويسرا في المرتبة السادسة كأكبر مانح للوكالة التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية والمساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

ووافق المجلس الوطني السويسري، وهو المجلس الأدنى بالبرلمان، على وقف مساهمة البلاد السنوية للأونروا وقيمتها 20 مليون فرنك سويسري (22.83 مليون دولار) بأغلبية 116 صوتا مقابل 78 صوتا يوم الاثنين.

سويسرا في المرتبة السادسة كأكبر مانح للوكالة التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين

وقال صاحب المبادرة، الذي كان ضمن وفد برلماني زار الأونروا في وقت سابق من العام الجاري، “إن الوكالة تفتقر إلى الموضوعية”.

لكن توقيت القرار يشير إلى فتور تعاطف المجلس الوطني السويسري مع الفلسطينيين بغض النظر عن موقفه من مستوى أداء الأونروا، وأن هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل واحتجاز رهائن من المدنيين بدآ يغيّران مزاج التعاطف الغربي مع الفلسطينيين.

وفي حديثه أمام المنتدى العالمي للاجئين في جنيف الأربعاء، عبر لازاريني عن أسفه إزاء “النقص الحاد في تمويل الوكالة” بعد يوم من تعبيره عن خيبة أمله بسبب التحرك السويسري.

وقال “رغم نجاحاتنا، تعاني الأونروا من نقص حاد في التمويل مما يؤثر على جودة خدماتنا”، محذرا من أن الوكالة على وشك الانهيار. وأضاف دون ذكر الخطوة السويسرية “دعم حقوق اللاجئين ليس من مسؤولية الجهات الإنسانية والتنموية وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة مع المانحين والدول المضيفة”.

وكتب لازاريني على منصة إكس الثلاثاء “باعتبارها دولة رائدة في مجال القانون الإنساني الدولي، أشعر بخيبة أمل من هذا القرار الذي قضى بقطع المساعدات عن الوكالة الإنسانية الأكبر والأكثر نشاطا على الأرض في غزة اليوم”.

وقال “إن قدرة الوكالة على القيام بعملها في القطاع الفلسطيني على شفا الانهيار”. وعبر الشهر الماضي عن اعتقاده بأن هناك محاولة متعمدة لخنق عمليات الأونروا.

ونددت جهات أخرى تابعة للأمم المتحدة بالخطوة السويسرية. وعبر فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أمله في أن تواصل سويسرا ودول أخرى تمويل الأونروا.

وقال “إذا اختفت الأونروا ولم يتمّ تمويلها، سيتعرض الفلسطينيون الذين عاقبهم التاريخ بالفعل بشكل مأساوي لعقوبات أكبر”.

وأدى الهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية التي أعلنت الحرب على حماس.

ومنذ ذلك الحين يشنّ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف مكثّف على القطاع الصغير المكتظ بالسكان، كما بدأ في تنفيذ عمليات برية في الشمال، ثمّ في الجنوب الذي انتقل إليه مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعانون من ندرة في المواد الغذائية والطبية والمياه. ويخضع قطاع غزة أيضاً لحصار شبه كامل.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأربعاء أنّ الحرب في قطاع غزة أدت إلى مقتل 18608 أشخاص منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.

Thumbnail
1