سوناك يحدد نهجا براغماتيا في التعامل مع الصين وروسيا

رئيس الوزراء البريطاني يؤكد خلال أول خطاب رئيسي له حول السياسة الخارجية ضرورة أن تدافع المملكة المتحدة عن رؤية بعيدة المدى في مواجهة طموحات الدولتين المنافستين.
الاثنين 2022/11/28
سوناك سيدافع عن قيم الحرية والانفتاح لضمان ازهار بريطانيا

لندن – يعتزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على التشديد في أول خطاب رئيسي له حول السياسة الخارجية الاثنين، على وجوب أن تدافع المملكة المتحدة بقوة أكبر عن الحرية والانفتاح، ولاسيما في مواجهة الصين وروسيا.

ويقول سوناك، وفقا لمقتطفات من كلمته نشرها داونينغ ستريت قبل الخطاب الذي يلقيه أمام عدد كبير من الدبلوماسيين وممثلي قطاع الأعمال، إن "خصومنا ومنافسينا لديهم إستراتيجية على المدى الطويل. في مواجهة هذه التحديات، لن تكون الإستراتيجية قصيرة الأمد والتمنيات كافية".

ويضيف "هذا يعني أن نكون أقوى للدفاع عن قيمنا والانفتاح الذي يقوم عليه ازدهارنا"، وهذا يعني أيضا "الوقوف في وجه منافسينا، ليس بخطاب عظيم، بل ببراغماتية قوية".

ويُنظر إلى سوناك، الذي التقى بشركاء دوليين بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال شهره الأول في منصبه، بالإضافة إلى سفره إلى أوكرانيا، بشكل عام على أنه يفتقر إلى رؤية للسياسة الخارجية.

وشغل كل من أسلافه المباشرين بوريس جونسون وليز تراس، منصب وزير الخارجية قبل أن يتولى منصبه في داونينغ ستريت، وبالتالي كان لديه بعض الخبرة في الشؤون العالمية. في غضون ذلك، كان سوناك مستشارا خلال جائحة كوفيد - 19 والأشهر الأولى من أزمة تكلفة المعيشة.

وفقا لداونينغ ستريت، سيشدد سوناك في أول خطاب رئيسي له حول السياسة الخارجية منذ أن أصبح رئيسا للحكومة في نهاية أكتوبر، على ضرورة أن تدافع المملكة المتحدة عن رؤية بعيدة المدى في مواجهة طموحات الصين وروسيا.

ويقول سوناك "لذلك سنقوم بقفزة تطورية في نهجنا. وهذا يعني أن نكون أقوى في الدفاع عن قيمنا والانفتاح الذي يعتمد عليه ازدهارنا". ويضيف أن هذا يعني توفير اقتصاد أقوى "لأنه أساس قوتنا في الخارج".

وفي خطابات له خلال الصيف، وصف سوناك الصين باعتبارها التهديد الأول للأمن العالمي والمحلي، وتعهد بقمع نفوذها إذا أصبح رئيسا للوزراء.

رغم ذلك، دعا سوناك في قمة مجموعة العشرين في منتصف نوفمبر، إلى "علاقة صريحة وبناءة بين لندن وبكين" اللتين توترت العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة.

وتعمل لندن حاليا على مراجعة عقيدتها لناحية الأمن والدفاع والسياسة الخارجية للتكيف مع السياق الجيوسياسي الجديد، الذي يتميز خصوصا بالحرب في أوكرانيا وبزيادة التوترات مع إيران والصين.

وأشار سوناك إلى عدم وجود تغيير في السياسة التي طبقها جونسون وتراس بشأن أوكرانيا.

وقال "سوف نقف مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر. سنحافظ على مساعدتنا العسكرية أو نزيدها العام المقبل. وسنقدم دعما جديدا للدفاع الجوي".

وفي وقت سابق هذا الشهر، زار سوناك كييف لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية.

وما زال دعم الحكومة البريطانية لأوكرانيا كما هو دون تغيير، على الرغم من الاضطرابات في الأشهر الأخيرة، بعد أن خلفت ليز تراس ثم سوناك بوريس جونسون في رئاسة الحكومة.

وقالت بريطانيا في سبتمبر إنها ثاني أكبر مانح عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقدمت 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار) من المساعدات هذا العام.