سوناك وتراس يتنافسان على رئاسة وزراء بريطانيا

المرحلة الأخيرة من السباق تضع سوناك المصرفي السابق ضد تراس التي أيدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
الجمعة 2022/07/22
من يكون الأجدر بتحمل تركة ثقيلة

لندن - أصبح السباق على رئاسة الوزراء في بريطانيا محصورا بين وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس، لتبدأ المرحلة الأخيرة من المنافسة لاختيار من يحل محل رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون.

وتقدم سوناك في جميع جولات التصويت بين النواب المحافظين. لكن يبدو أن تراس تكتسب ميزة حتى الآن بين نحو 200 ألف عضو في الحزب الحاكم هم من سيختارون الفائز في نهاية المطاف.

وتضع المرحلة الأخيرة من السباق -والتي تستمر لأسابيع- سوناك، المصرفي السابق في بنك غولدمان ساكس والذي رفع الأعباء الضريبية إلى أعلى مستوى منذ خمسينات القرن الماضي، ضد تراس التي أيدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وتعهدت بخفض الضرائب واللوائح التنظيمية.

وسيرث من سيفوز عند إعلان النتيجة في الخامس من سبتمبر بعضا من أصعب الظروف التي عرفتها بريطانيا منذ عقود. فالتضخم في طريقه إلى بلوغ 11 في المئة سنويا، مع توقف معدلات النمو واقتراب الجنيه الإسترليني من أدنى مستوياته مقابل الدولار.

بوريس جونسون: ابق بالقرب من الأميركيين وتمسك بالأوكرانيين

واتخذت بريطانيا في عهد جونسون، وبمساعدة تراس، موقفا متشددا ضد بروكسل خلال مفاوضات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشأن قضية أيرلندا الشمالية، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات قانونية من الاتحاد الأوروبي وتهديد العلاقات التجارية بين الجانبين في المستقبل.

وتقدم في البداية 11 مرشحا لخوض السابق، لكن في الاقتراع الخامس والأخير للمشرعين من حزب المحافظين فاز سوناك بعدد 137 صوتا من أصل 357 صوتا، مقابل 113 صوتا لتراس و105 أصوات لبيني موردنت.

وتظهر استطلاعات الرأي أن تراس ستتغلب على سوناك فيما يتعلق بأصوات أعضاء الحزب، لكن كل شيء يمكن أن يتغير إثر بدء المتسابقين الاثنين حملة انتخابية تدوم أسابيع في مختلف أنحاء البلاد أمام أعضاء الحزب.

ويتمتّع سوناك (42 عاما) بشعبية كبيرة بفضل تدابير الدعم الاقتصادي المتعدّدة التي تمّ اتخاذها في ذروة الوباء، ولكنّه أُضعف لبعض الوقت بسبب ثروته والكشف عن لجوء زوجته إلى نظام ضريبي يفيدها، الأمر الذي يُنظر إليه بسلبية في خضمّ أزمة المقدرة الشرائية.

وهو أول هندوسي يشغل منصب وزير المال، وكان أول مرشّح من الصف الأول يدخل السباق. وأصبح هذا المدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيراً للمال عام 2020، لكنّه تعرّض لانتقادات بسبب عدم كفاية الإجراءات التي اعتمدها للتخفيف من ارتفاع الأسعار.

وتحظى تراس بشعبية كبيرة لدى قاعدة حزب المحافظين، بفضل صراحتها واستعدادها للتدخّل في الحروب الثقافية. وتولت تراس، التي تبلغ من العمر 46 عاما، هذا المنصب الحسّاس مكافأة على عملها كوزيرة للتجارة الدولية. وكانت بطلة التجارة الحرة، التي صوّتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي قبل تغيير موقفها، قد أبرمت سلسلة من الاتفاقيات التجارية بعد بريكست.

وموقفها المتشدّد تجاه روسيا بسبب غزوها أوكرانيا أو تهديداتها بالخروج من اتفاق الاتحاد الأوروبي بشأن أيرلندا الشمالية، يلقيان قبولا لدى بعض المحافظين.

◙ استطلاعات الرأي تظهر أن تراس ستتغلب على سوناك فيما يتعلق بأصوات أعضاء الحزب، لكن كل شيء يمكن أن يتغير إثر بدء المتسابقين حملة انتخابية تدوم أسابيع

واستقال رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون من منصبه في الثالث عشر من يوليو الجاري كزعيم لحزب المحافظين، بعد موجة استقالات من فريقه الحكومي، لكنه سيبقى في منصبه حتى يتولى المهام رئيس وزراء جديد.

وأنهى جونسون الأربعاء آخر ظهور له في المنصب في مجلس العموم البريطاني بتقديم نصيحة لمن سيخلفه وأعلن أنه "أنجز مهمته إلى حد كبير". وقال جونسون في نصيحته "ابق بالقرب من الأميركيين، تمسك بالأوكرانيين، خفض الضرائب، مع إلغاء القيود قدر الإمكان، وركز على الطريق أمامك، لكن تذكر دائما (وجوب) أن تتحقق من الماضي".

وتهدف التصريحات إلى تشكيل أفكار سوناك وتراس وهما يكافحان من أجل أن يحل أحدهما محله خلال الأسابيع المقبلة كزعيم لحزب المحافظين الحاكم وللأمة.

وكان سقوط جونسون مدويا لسياسي حقّق فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر 2019 وأخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة كوفيد - 19 إلى بريطانيا.

5