سوناطراك تعقد شراكة مع إكسون موبيل لتطوير الوقود الأحفوري

الجزائر - أبرمت شركة سوناطراك الجزائرية الخميس اتفاقية مبادئ مع عملاق الطاقة الأميركي إكسون موبيل، بغية تطوير الموارد المتاحة في حقلين للنفط والغاز جنوب البلاد.
وجرت مراسم التوقيع بمقر الشركة المملوكة للدولة في الجزائر العاصمة، بحضور الرئيس التنفيذي للشركة رشيد حشيشي، ونائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة لإكسون موبايل جون أرديل.
وتسمح الاتفاقية بدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد الوقود الأحفوري في حوض أحنات في جنوب شرق البلاد، وحوض قورارة في جنوب غرب الجزائر مع التركيز على “التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة وأفضل ممارسات الاستدامة”.
وتسعى الحكومة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لصناعة النفط والغاز والمجالات المرتبطة بها، وتقول إن قانون المحروقات الذي اعتمد سنة 2019 يتضمن تحفيزات وتسهيلات معتبرة للشركات الأجنبية.
ومتحدثا للصحافيين، شدد الرئيس التنفيذي لسوناطراك على أن الشركة “سعيدة بتحقيق هذه الخطوة في مجال التعاون مع إكسون موبيل، التي تعتبر رائدة في قطاع الطاقة”.
وأضاف أن “توقيع الاتفاقية من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة لتطوير القطاع المنجمي، فضلا عن أنها تشهد على الإرادة المشتركة للشركتين، بغية الوصول إلى إقامة استغلال مسؤول ومستدام للموارد الطبيعية لبلادنا”.
وتعمل سوناطراك، على توسيع محفظتها الاستثمارية في الجزائر والعالم، عبر استثمار أكثر من 39 مليار دولار ضمن خطتها الممتدة بين 2022 و2026 للحفاظ على تنامي مستوى إنتاجها من الوقود الأحفوري.
وتعتزم الشركة إنجاز استثمارات في السوق المحلية بقيمة 59 مليار دولار على المدى المتوسط، في إطار إستراتيجية 2030، منها 45.8 مليار دولار في الإنتاج والتصدير، و8.6 مليار دولار في التكرير والبتروكيماويات، و2.3 مليار دولار في النقل بالأنابيب.
وتنتج الجزائر، العضو في منظمة أوبك، مليون برميل يوميا من الخام ضمن مبادرة طوعية إلى جانب أخرى إلزامية ينفذها أعضاء في تحالف أوبك+، في وقت يعاني فيه اقتصادها تبعية مفرطة لعائدات النفط والغاز، إذ تمثل قرابة 90 في المئة من إيراداتها.
وتتوقع الجزائر انخفاض الإيرادات النفطية خلال العام الجاري بقيمة 2.55 مليار دولار، على أساس سنوي، لتبلغ 26 مليار دولار، وذلك رغم ثبات تقديرات سعر البرميل الذي بنت البلاد على أساسه موازنة 2024.
واعتبر أرديل في تصريحات صحفية عقب إبرام الاتفاقية أن “التوقيع على الاتفاق يرسي الأساس والإطار الصحيح لشراكة من أجل إطلاق إمكانات الموارد في الجزائر”.
وقال إن “إكسون حريصة على نقل خبرتها إلى الجزائر، إضافة إلى التقنيات المتطورة التي عززت نجاحها في مجال الطاقة”.
وأضاف “نرى إمكانات كبيرة في الموارد في الجزائر، وتوقيع مذكرة التفاهم اليوم هو خطوة أولى مهمة نحو استغلال هذه الموارد وتحقيق نمو اقتصادي أكبر للشعب الجزائري”.
سوناطراك تعتزم إنجاز استثمارات في السوق المحلية بقيمة 59 مليار دولار على المدى المتوسط، في إطار إستراتيجية 2030، منها 45.8 مليار دولار في الإنتاج والتصدير
وتصنف وكالة الطاقة الدولية الجزائر على أنها صاحبة ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز الصخري (الشيست) بمخزونات مؤكدة تفوق 20 ألف مليار متر مكعب.
وتعتزم الجزائر زيادة قدرات إنتاج الغاز الطبيعي مع اقترب دخول مجموعة من الحقول الاستكشافية الجديدة حيز التشغيل، وفق مخطط اعتمدته وزارة الطاقة لمواكبة التحولات في أسواق الطاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 2022.
ومن المتوقع أن يسهم الإنتاج الإضافي في زيادة الإنتاج السنوي للغاز بنحو 4 مليارات متر مكعب بمقارنة سنوية ومنها زيادة قدرات التصدير نحو الأسواق الأوروبية.
وسيسمح تشغيل الحقول بتعزيز القدرات الإنتاجية لتصدير المزيد من الغاز إلى أوروبا من جهة، ومن جهة أخرى العمل أكثر فأكثر على ترشيد استعمال الطاقة خاصة الغاز الطبيعي.
وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خطي أنابيب، الأول ترانسماد – إنريكو ماتاي، والذي يصل إيطاليا عبر البحر المتوسط مرورا بتونس، والثاني ميدغاز، يمر من الساحل الشمالي الغربي للبلاد مباشرة إلى ألميرية جنوب إسبانيا.
وراجعت الشركة في 2022 أسعار عقود توريد الغاز مع معظم شركائها في أوروبا، وجرى رفعها لتتماشى مع واقع السوق الدولية، حسب ما أكده رئيسها التنفيذي السابق توفيق حكار.