سوناطراك تتوسع في إنتاج الغاز بالشراكة مع توتال

إبرام اتفاقية تتضمن تطوير حقلين للغاز بأقصى جنوب شرق الجزائر.
الاثنين 2023/07/10
مساع حثيثة لزيادة صادرات الغاز

الجزائر - وسعت شركة الطاقة الجزائرية الحكومية سوناطراك من طموحاتها في زيادة إنتاج الغاز بالدخول في شراكة جديدة مع مجموعة توتال أنيرجيز الفرنسية التي ستضخ الملايين من الدولارات.

وتتضمن الاتفاقية التي تم إبرامها الأحد في العاصمة الجزائرية بحضور الرئيس التنفيذي لسوناطراك توفيق حكار ونظيره في توتال باتريك بوياني تطوير حقلين للغاز بأقصى جنوب شرق البلد العضو في منظمة أوبك.

وقال حكار للصحافيين عقب توقيع الاتفاقية إن “العقد يتعلق بتطوير حقل تين فوي تابنقورب 2، وتين فوي تابتقورت جنوب، بولاية إليزي بقيمة إجمالية تبلغ 739 مليون دولار”.

وأوضح أن الحقلين المستهدفين سيسمحان باستخراج نحو 54 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فضلا عن 13 مليون طن من غاز البترول المسال والمكثفات كما سينتجان أكثر من مئة ألف برميل نفط مكافئ بحلول العام 2026.

توفيق حكار: العقد يشمل تطوير حقلين في الجنوب بنحو 739 مليون دولار
توفيق حكار: العقد يشمل تطوير حقلين في الجنوب بنحو 739 مليون دولار

من جهة أخرى، وقعت سوناطراك وتوتال اتفاقا لتمديد عقد بيع الغاز الطبيعي المسال الجزائري، لصالح الشركة الفرنسية بكميات تقدر بمليوني طن سنويا.

وكانت توتال قد انسحبت الشهر الماضي من مشروع بناء مصنع البتروكيماويات بمنطقة أرزيو الصناعية، والذي جرى التعاقد عليه بين شركتي ستيب بوليمرز الجزائرية وبتروفاك البريطانية، لأنه لا ينسجم مع تطلعاتها المالية.

وتنتج الجزائر سنويا نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تصدر منها أكثر من 55 مليار متر مكعب وتستهلك 50 مليارا في السوق الداخلية. وتعتزم بلوغ صادرات سنوية تصل إلى 100 مليار متر مكعب.

وساعدت قواعد تشجيع المشاركة الأجنبية في قطاع الطاقة الجزائري ضمن قانون الاستثمار الجديد على زيادة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية المباشرة وتطوير مشاريع جديدة.

ويعتبر البلد العضو في أوبك المُصدّر الأفريقي الأول للغاز والسابع على مستوى العالم، إلا أنه بسبب البنية التحتية التي يتعين تحديثها وزيادة الاستهلاك المحلي أصبح هامش المناورة محدودا من أجل زيادة كبيرة في صادراتها.

وتبلغ الاحتياطيات الجزائرية المؤكدة من الغاز نحو 2.4 تريليون متر مكعب، وتسهم البلاد بتوفير ما يقارب 11 في المئة من الغاز المستخدم في أوروبا، في مقابل 47 في المئة للغاز الروسي.

ففي يونيو العام الماضي أعلنت سوناطراك عن اكتشاف جديد في حاسي الرمل وهو أكبر حقل للغاز في البلاد.

ويضيف الاكتشاف الجديد ما بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف إلى الاحتياطيات، بإنتاج إضافي من المتوقع أن يبلغ عشرة ملايين متر مكعب من الغاز يوميا اعتبارا من نوفمبر المقبل.

الزيادة الكبيرة في الأسعار العالمية للنفط والغاز في أعقاب اندلاع الحرب في شرق أوروبا ساعدت على استقرار أوضاع الاقتصاد الجزائري

وتوقعت ميزانية 2023 أن تقل عوائد بيع النفط والغاز إلى 24 مليار دولار على أن ترتفع في 2024 لتصل إلى 24.79 مليار دولار وحوالي 25.5 مليار دولار في العام التالي.

ووقعت سوناطراك سابقا عقودا لتوريد كميات إضافية من الغاز إلى إيطاليا، تصل إلى 9 مليارات متر مكعب سنويا، إضافة إلى تزويد سلوفينيا بالغاز لأول مرة منذ 2012 بكميات سنوية تفوق 300 مليون متر مكعب.

والعام الماضي راجعت شركة الطاقة الحكومية أسعار عقود توريد الغاز مع معظم شركائها في أوروبا، وجرت زيادتها لتتماشى مع واقع السوق الدولية، حسب ما أكده سابقا رئيسها التنفيذي حكار.

وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خطي أنابيب الأول ترانسماد – إنريكو ماتاي ويصل إيطاليا عبر المتوسط مرورا بتونس، والثاني ميدغاز ويمر من الساحل الشمالي الغربي للبلاد مباشرة إلى ألميرية جنوب إسبانيا.

وساعدت الزيادة الكبيرة في الأسعار العالمية للنفط والغاز في أعقاب اندلاع الحرب في شرق أوروبا قبل عام على استقرار أوضاع الاقتصاد الجزائري، وملء خزائن الدولة وتعزيز الشعور بالثقة.

ومع ذلك يقول محللون إن الجزائر ليس لديها خيار سوى المضي قدما في الإصلاحات، التي يُحتمل أن تكون صعبة لحماية اقتصادها من موجات الركود المستقبلية في سوق الطاقة.

11