سوناطراك الجزائرية تدعم الشراكة مع إيني الإيطالية

عززت الشركة الوطنية الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" شراكتها مع المجمع الإيطالي للطاقة إيني في خطوة لتنظيم الاستكشاف في حوض بركين وتنمية البحث والتطوير ودعم المشاريع الهادفة إلى حماية البيئة.
الجزائر - وقعت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك مع المجمع الإيطالي إيني الخميس بالجزائر العاصمة اتفاقية تدعيم الشراكة بينهما في حوض بركين، وذلك ضمن الإطار القانوني والتنظيمي الجديد الذي يحكم أنشطة المحروقات.
وقال بيان صادر عن الشركة إنه “تم الخميس التوقيع على مذكرة تفاهم بين سوناطراك وإيني الإيطالية، تهدف إلى رسم خارطة طريق تحدد الخطوات اللازم اتباعها لغاية إبرام عقد أو أكثر في مجال استكشاف المحروقات في حوض بركين وهذا تحت غطاء الإطار القانوني والتنظيمي الجديد الذي يحكم أنشطة المحروقات”.
وتم التوقيع على هذه الاتفاقية خلال لقاء جمع الرئيس المدير العام لسوناطراك توفيق حكار بالرئيس المدير العام لمجمع إيني كلوديو ديسكالزي.
وخلال هذا الاجتماع الذي عقد في إطار تطوير ومتابعة فرص الشراكة بين المجمعين سوناطراك وإيني، تمت مناقشة العديد من المحاور ذات الاهتمام المشترك.
وتخص هذه المحاور التكوين في مجال النفط والغاز، البحث والتطوير، الطاقات الجديدة والانتقال الطاقوي إضافة إلى حماية البيئة. وبهذه المناسبة، أكد حكار وديسكالزي على “التزامهما بتنفيذ برنامج طموح لتعزيز أنشطة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في حوض بركين من خلال تحسين استغلال البنى التحتية”.
وفي نهاية الاجتماع قال الرئيس المدير العام لسوناطراك “علاقتنا التقليدية والوطيدة مع إيني ستتعزز حتما من خلال توقيع هذه الاتفاقية المهمة بالإضافة إلى وضع قيد الدراسة عدة محاور منها على وجه الخصوص، التدريب والبحث والتطوير”.
وسلط الرئيس المدير العام لشركة إيني الضوء على علاقات الشراكة المميزة والمتعددة التي تربط المجمعين.
اتفاقية شراكة ترسم خارطة طريق لتنظيم استكشاف المحروقات في حوض بركين
وصرح بشأن الاتفاقية الموقعة “يشهد توقيع الاتفاقية اليوم على التزام إيني وسوناطراك بتعزيز شراكتهما في الجزائر من خلال استراتيجية مشتركة لتسريع تطوير وتنفيذ مختلف المشاريع”.
ومنذ العام الماضي غيرت شركة سوناطراك سياسة إدارة النفط في خطوات لتنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها الحراك الشعبي، حيث بدأت تنفتح على الشراكات الأجنبية عقب سنوات من الانغلاق ضمن دائرة السياسات الاستثمارية القديمة.
وسبق أن بحثت الشركة مع شركة شيفرون الأميركية عن شراكات محتملة في قطاع النفط.
ويرى محللون أن مثل هذه الخطوات قد تطمئن المستثمرين الأجانب للدخول إلى السوق المحلية في المستقبل القريب مع استكمال خطط إعادة الهيكلة.
وتأتي هذه الاتفاقية بين سوناطراك وإيني في وقت تمر فيه الشركة الحكومية بأزمة مالية غير مسبوقة نتيجة تهاوي أسعار النفط ما أدى إلى ارتباك التوازنات.
وفي وقت سابق كشفت وزارة الطاقة الجزائرية أن خسائر شركة المحروقات الحكومية سوناطراك، جراء جائحة كورونا بلغت 10 مليارات دولار في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري.
وحسب بيانات رسمية عن وزارة الطاقة، تراجعت صادرات سوناطراك بنسبة 41 في المئة حتى نهاية سبتمبر الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من 2019.
ووفق البيانات، بلغت خسائر شركة الكهرباء والغاز الحكومية “سونلغاز” ما قيمته 18.7 مليار دينار (152 مليون دولار) خلال الفترة ذاتها مقارنة بنهاية سبتمبر 2019.
وتكبدت شركة نفطال وهي فرع سوناطراك التي تحتكر توزيع وتسويق الوقود، خسائر بلغت 41 مليار دينار (333 مليون دولار).
وطالت الخسائر شركة طيران الطاسيلي أحد فروع سوناطراك وبلغت 1.5 مليار دينار (12 مليون دولار).
وتتوقع السلطات الجزائرية تراجع إيرادات النفط والغاز بواقع 10 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، جراء جائحة كورونا، لتستقر في حدود 23 مليار دولار نزولا من 33 مليار دولار في 2019.
ويعاني اقتصاد الجزائر من تبعية مفرطة لعائدات المحروقات (نفط وغاز) والتي تمثل 93 في المئة من إيرادات البلاد من النقد الأجنبي ومصدر التمويل الأساسي للنفقات العامة.