سوق النقل الجوي يقترب أكثر من طي صفحة الوباء

2.9 تريليون دولار يتوقع أن تنفقها شركات الطيران لشراء 44.5 ألف طائرة جديدة بحلول 2041.
الخميس 2023/01/26
جاهزة للتسليم

كشفت أحدث التوقعات حول الطلب في سوق النقل الجوي أن القطاع سينمو بشكل متسارع مع زيادة الضغوط على الشركات للتحول ولتغير أساطيلها لتكون أكثر مراعاة للبيئة، وسط ترجيحات بأن النشاط بات على وشك استعادة نشاطه المعتاد وطي صفحة الوباء.

لندن - أعطت تقييمات حديثة بشأن آفاق مبيعات طائرات الركاب والشحن أن صناعة الطيران تتجه إلى الابتعاد عن منغصات الأزمة الصحية وأن الطلب سيترفع بقيادة عملاقي القطاع أيرباص الأوروبية وبوينغ الأميركية.

وتقول أساند، وهي الذراع الاستشارية لشركة سيريوم البريطانية لتحليلات الطيران، إن استبدال أنواع الجيل الأقدم الأقل كفاءة سيكون جزءا مهما بشكل متزايد في تخطيط الأسطول.

ويواجه قطاع الملاحة الجوية معضلة صعبة في جهوده الرامية إلى مراعاة البيئة، حيث يخوض المحللون نقاشات حول ما إذا كان بإمكان الشركات المواءمة بين تسيير المزيد من الرحلات وخفض انبعاثات أساطيلها للمساهمة في جهود حماية المناخ.

ومن غير المتوقع أن يعود أسطول طائرات الركاب قيد الخدمة إلى مستويات 2019 حتى منتصف هذا العام، مما يعني فقدان ما يصل إلى أربع سنوات من النمو “الطبيعي” للأسطول.

ورغم أن قطاع الطيران حقق تقدما مبتعدا عن من أزمة كوفيد، لكنه لا يزال يُظهر تباينات. ومع ذلك فإن ترجيحات خبراء أساند تصب في وصول نشاطه إلى مستويات عام 2019 خلال أكتوبر المقبل.

روب موريس: القطاع يخضع لتغييرات هيكلية لكنه على المسار الصحيح
روب موريس: القطاع يخضع لتغييرات هيكلية لكنه على المسار الصحيح

وتوقعت الشركة في تقرير نشرته الأربعاء أن القطاع العالمي سيحتاج نحو 44.5 ألف طائرة جديدة خلال العقدين المقبلين بقيمة 2.9 تريليون دولار.

وتؤكد التقييمات المشجعة طويلة الأجل للقطاع بأنه يتعافى تدريجيا من الوباء، لكن عمليات التسليم حتى العام 2041 ستكون أقل بواحد في المئة مما كان متوقعا قبل عام.

وأثّرت تكاليف الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا وأيضا القيود التي فرضت على السفر في الصين بسبب استمرار انتشار الجائحة في نمو حركة السفر ومبيعات الطائرات.

واعتبر روب موريس، الرئيس العالمي للاستشارات في أساند، أن تقرير أسطول سيريوم الجديد يظهر توقعات إيجابية طويلة الأجل لقطاع الطيران.

ونقلت خدمة بزنس واير التابعة لوكالة الصحافة الفرنسية عن موريس قوله إن “القطاع يخضع لتغييرات هيكلية، لكنه لا يزال على المسار الصحيح للعودة إلى مسارات النمو التقليدية بحلول 2025”.

وأضاف “سيحتاج أسطول طائرات الركاب العالمي إلى النمو بنحو 22 ألف طائرة لخدمة حركة المسافرين، والتي ستنمو بنسبة 3.6 في المئة سنويا لتصل إلى 47.7 ألف طائرة بحلول نهاية 2041”.

وتابع “ستكون هناك حاجة إلى هذه الطائرات الجديدة لتلبية الطلب على النقل الجوي، ولكن أيضا لاستبدال الطرز الأقل كفاءة والأقدم”.

وستظل شركتا أيرباص وبوينغ أكبر مصنعين للمعدات الأصلية الخاصة بالطائرات التجارية، حيث ستقدمان ما يقدر بـ80 في المئة من الطائرات بينهما و88 في المئة من حيث القيمة حتى عام 2041.

ومع ذلك، هناك طلب بقيمة 360 مليار دولار على مصنعي المعدات الأصلية الآخرين أو البرامج الجديدة.

وستزداد الضغوط لاستبدال الأنواع القديمة الأقل كفاءة حيث تتوقع أساند تقاعد 88 في المئة من أسطول طائرات الركاب الحالي خلال عقدين. وتتمتع طائرات الشحن بعمر اقتصادي أطول، لذا فإن حوالي 70 في المئة من الأسطول الحالي سيتقاعد.

وتظهر مؤشرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن شركات الطيران حسّنت فعاليتها في مجال الطاقة خلال الفترة الفاصلة بين 2009 و2019 بنسبة 21.4 في المئة لكن ذلك لم يحل دون زيادة انبعاثات القطاع.

برامج جديدة لتطوير القطاع
برامج جديدة لتطوير القطاع

وتشير بيانات إياتا إلى أن أسطول القطاع نقل في 2019 قرابة 4.5 مليارات راكب، مُصدرا 900 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي نحو اثنين في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية.

ومن المرتقب أن يتضاعف عدد الركاب بحلول 2050، ما سيؤدي إلى تضاعف كمية الانبعاثات إذا استمرّ الأمر على هذا المنوال.

وتوقفت 19 ألف طائرة من أسطول طائرات الركاب بنهاية العام 2021، بالإضافة إلى 2500 طائرة أخرى تم تحويلها إلى طائرات شحن.

وبحسب ما خلص إليه خبراء أساند، ستمثل آسيا أكثر من 40 في المئة من عمليات التسليم الجديدة، حيث تبقى القارة والمحيط الهادئ منطقة النمو الرئيسية لعمليات التسليم الجديدة، بقيادة الصين.

وتشير التقييمات إلى أن الصين ستحقق أعلى معدل نمو سنوي لحركة الركاب، يتجاوز 6 في المئة، وتمثل 19 في المئة من عمليات التسليم في عام 2041، متقدمة على جميع البلدان الأخرى في آسيا والمحيط الهادئ بحصة مشتركة تبلغ 22 في المئة.

الطلبيات المتوقعة في العقدين المقبلين

● 40 في المئة ستستأثر بها آسيا والمحيط الهادئ
● 21 في المئة ستحوز عليها أميركا الشمالية
● 17 في المئة حجم حصة الشركات الأوروبية
● 15 في المئة لبقية الشركات حول العالم
● 7 في المئة حصة شركات الشرق الأوسط

وتمثل شركات الطيران في أميركا الشمالية 21 في المئة وأوروبا 17 في المئة من عمليات التسليم، بينما ستشكل شركات الطيران في الشرق الأوسط 7 في المئة، في حين أن 15 في المئة ستذهب إلى بقية مناطق العالم.

وأشارت أساند إلى أن 14 في المئة من حجم التسليمات ستكون مميزة من حيث القيمة بسبب المزيج الغني من عمليات تسليم الطائرات العريضة ذات الممرين.

ووفقا للتوقعات ستنخفض الطاقة الاستيعابية وحركة السفر الروسية على المدى القصير، إلى جانب الوقف الكامل لنشاط الطيران المدني الأوكراني، وستستقر حركة السفر بين روسيا ورابطة الدول المستقلة عند 70 في المئة من مستويات 2019 خلال 2024.

وأدى الطلب على الطائرات ذات الممر الواحد إلى نمو الأسطول بنهاية نوفمبر الماضي، ولكنه أقل من اثنين في المئة من مستويات ما قبل الوباء. كما ظل عدد الطائرات ذات الممرين منخفضا بعشرين في المئة.

وسينمو أسطول الطائرات ذات الممر الواحد بشكل أسرع بنسبة 3.7 في المئة سنويا، مقارنة بنحو 3.2 في المئة للطرز ذات الممرين، حيث لا يزال تعافي حركة السفر لمسافات طويلة متأخرا.

وفي خضم ذلك، سينمو أسطول الطائرات الإقليمي بشكل طفيف بواقع نحو 1.1 في المئة سنويا، مع توقع نمو أسطول طائرات الدفع التوربيني بمعدل أسرع في هذا القطاع.

ويرى خبراء أساند أن النمو المتوقع لحركة السفر على المدى الطويل سيتطلب زيادة الأسطول العالمي بواقع 22 ألف طائرة، أي ما يعادل معدل نمو سنوي يبلغ 3.1 في المئة.

ويستمر ازدهار سوق شحن البضائع، حيث من المتوقع أن تزداد السعة سنويا بنسبة ثلاثة في المئة وحركة الشحن بنسبة 3.7 في المئة مقارنة بعام 2019.

ويتوقع التقرير تسليم 3560 طائرة شحن البضائع على مدار عقدين، بما في ذلك 1060 طائرة مصنعة حديثا بقيمة 130 مليار دولار، أي ما يعادل 30 في المئة من الأسطول، بينما الباقي سيأتي من عملية تحويل لطائرات الركاب.

Thumbnail
10