سوق الإسكان الفاخر في دبي تحافظ على زخم صفقاتها

حافظت سوق الإسكان الفاخر في دبي على صفقاتها الرابحة خلال العام الحالي، مستفيدة من التقلبات العالمية التي أدت إلى تدفق العديد من المستثمرين الأجانب والباحثين عن ملاذ آمن لأموالهم بعيدا عن المعارك الجيوسياسية.
دبي - ساهم تدفق الأثرياء، وخاصة من روسيا هربا من العقوبات الغربية المفروضة على بلدهم وأصحاب الاستثمارات، إلى دبي في تغذية نمو صفقات العقارات الفاخرة في الإمارة الساعية إلى تحقيق أعلى المكاسب من انتعاش هذه الصناعة.
وأدى تدفق المليونيرات منذ العام 2020 إلى تحويل دبي إلى واحدة من أكثر الأسواق سخونة في العالم للعقارات الرئيسية. ولكن رغم الزيادة الحادة في الأسعار، 17.4 في المئة العام الماضي، فإن الإمارة تقدم قيمة مقابل المال أكثر من معظم المدن العالمية.
وتُعتبر فئة المنازل فائقة الفخامة ظاهرة جديدة نسبيا في دبي، فقبل العام 2021 كان الحد الأقصى للمبيعات السنوية من المنازل التي تتجاوز قيمتها 25 مليون دولار لا يتخطى أربعة منازل فقط.
وذكرت شركة سافيلز في تقرير لها نشرته مؤخرا وأوردته وكالة بلومبيرغ أن “السوق لا تزال تنافسية نسبيا وفقا للمعايير العالمية، حيث يبلغ سعر القدم المربع 850 دولارا”، أي أن المتر المربع يبلغ 2788 دولارا.
وأشارت إلى أن السوق العقارية في دبي "توفر كلفة معيشية منخفضة نسبيا، وعملية تأشيرة سهلة نسبيا، ومناخا أكثر دفئًا يستمر في جذب المشترين الدوليين والمحليين".
وتقول شركة كوشمان آند ويكفيلد كور إن أكثر من 300 منزل بقيمة 5.4 مليون دولار أو أكثر تم تغيير ملكيتها خلال الربع الثاني من العام الحالي، بزيادة 12 في المئة على أساس سنوي.
وسجلت المدينة نحو 431 صفقة بقيمة 10 ملايين دولار على الأقل العام الماضي، أكثر من أي مكان آخر، بحسب شركة الاستشارات العقارية نايت فرانك، ومقرها لندن.
ووفقا للبيانات التي نشرتها فرانك نايت في تقرير حول القطاع الشهر الماضي، تم بيع ما مجموعه 190 منزلا بقيمة إجمالية 3.2 مليار دولار في الأشهر الستة المنتهية في يونيو مقارنة بنحو 189 عقارا مقابل 3.3 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2023.
وتعد مدينة دبي، حيث يوجد أعلى برج في العالم، أكبر مركز للسياحة والتجارة في الشرق الأوسط. واجتذبت عددا قياسيا من الزائرين الأجانب في ليلة واحدة بلغ 17.15 مليون زائر.
وتسعى المدينة إلى تنمية اقتصادها من خلال السياحة وتحويل مركزها المالي إلى واحد من المراكز الأربعة الأولى عالميا عبر جذب رأس المال الأجنبي، بما في ذلك في صناعة العقارات، مع عدم ظهور أي مؤشرات على تراجع أسعار شراء العقارات أو الإيجارات.
وتندرج هذه التطلعات في سياق خطة طموحة مدتها عشر سنوات تعرف باسم أجندة دبي الاقتصادية (دي 33)، والتي تراهن عليها الحكومة كثيرا خاصة في ظل منافسة شديدة في منطقة الشرق الأوسط للارتقاء بقطاعات كانت منسية جراء الاعتماد على النفط.
وفعليا أصبحت دبي مركزا مفضلا للثروة للعديد من رجال الأعمال والأسر الغنية في آسيا، حيث أطلقت “مركز الثروة العائلية” العام الماضي لمساعدة الشركات والأفراد الأثرياء على التعامل مع القضايا الثقافية والحوكمة.
ومن المتوقع أن تجتذب دولة الإمارات المزيد من أصحاب الملايين من أي مكان في العالم هذا العام أيضًا، واستمرت قيم المساكن في الارتفاع.
وارتفعت الأسعار في المدينة بنسبة 3 في المئة خلال الفترة بين يناير ويونيو الماضيين، بحسب سافيلز، على خلفية انخفاض القيم في مدن مثل لندن ولوس أنجلس وميامي ونيويورك.
وقال محمد بن غاطي، رئيس مجلس إدارة بن غاطي القابضة، "ما تحصل عليه مقابل ما تدفعه، فإن مليون دولار في دبي تمنحك ما لا يقل عن ألف قدم مربع (304 أمتار مربعة) في المتوسط في ثلاث من أفضل المناطق السكنية مقارنة بمدينة مثل مونت كارلو حيث ستحصل على 172 قدما مربعا".
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ “أعتقد أن المشتري الدولي يلاحظ ذلك يومًا بعد يوم، وهذا يجلب الأفراد ذوي القيمة الصافية العالية للغاية”.
◙ 300 منزل بقيمة 5.4 مليون دولار بيعت في الربع الأول من 2024 بزيادة 12 في المئة بمقارنة سنوية
ورصدت كوشمان آند ويكفيلد كور تباطؤا في معاملات العقارات الرئيسية على الخارطة في النصف الأول من هذا العام، لكنها عزت ذلك إلى انخفاض المخزون في الطرف العلوي من السوق، حيث ظلت المبيعات الثانوية ثابتة.
وللاستفادة من ذلك تعد بن غاطي القابضة من بين الشركات التي ترتبط بعلامات تجارية فاخرة في شقق باهظة الثمن، ومثل هذه التطورات ذات العلامات التجارية، ووفقا لبعض التقديرات، تمثل خمس السوق. وأعلنت الشركة مؤخرا عن برج يحمل علامة مرسيدس، حيث ستكلف الشقق ما يصل إلى 10 ملايين دولار.
وفي الوقت نفسه يستأنف آخرون العمل في مشاريع نائمة منذ فترة طويلة. ويسعى أبناء مطور ملياردير إلى إحياء جزر العالم بقصور على شاطئ البحر تبدأ من 13.6 مليون دولار.
وأعيد تشغيل مشروع نخلة جبل علي العام الماضي وجذب مئات المشترين الذين اصطفوا في طوابير في الحر للحصول على منازل بقيمة 5 ملايين دولار.
مع ذلك، حذرت كوشمان آند ويكفيلد كور من أن السوق ككل تُظهر علامات الاعتدال وأن أحجام المعاملات وصلت إلى مرحلة الثبات.
ولكن في جميع أنحاء المدينة استمرت الأسعار في مسار صعودي للربع السادس عشر تواليا، بزيادة 21 في المئة على أساس سنوي. ومنذ عام 2020 ارتفعت القيم الآن بأكثر من 60 في المئة.
وقال بن غاطي "أعتقد أن الأمر يتعلق بالقيمة المقترحة"، مشيرا إلى الأسعار المنخفضة نسبيا في دبي في مختلف المجالات.