سوفت بنك توقف سلسلة الإخفاقات بفضل وحدتها للرقائق
طوكيو - تتجه مجموعة سوفت بنك اليابانية لوقف سلسلة طويلة من الإخفاقات بعدما صحح مؤسسها ماسايوشي سون وضعها وجعلها على طريق تسجيل واحد من أقوى فتراتها الربع سنوية منذ أعوام، بما في ذلك تسجيل أول أرباح لها منذ ما يتجاوز السنة.
واستبق محللو بلومبرغ إعلان المجموعة نتائج أعمالها بوضع تقديرات بصافي دخل يبلغ 373 مليار ين (2.5 مليار دولار) للربع الأخير من العام الماضي.
ويأتي هذا بفضل مكاسب حصتها في شركة تي – موبايل يو.أس.أي، والتقييمات الصاعدة للشركات الناشئة بمحفظة صندوق رؤية التابع لها، والذي تستثمر فيه السعودية.
ومن المرجح أن يعلن صندوق رؤية عن أكبر أرباحه عند 750 مليون دولار منذ يونيو 2021، بحسب شركة أستريس أدفيسوري.
وعلاوة على ذلك، صعد أعلى أصل من حيث القيمة بالنسبة إلى سون، وهو شركة آرم هوليدينغز البريطانية مصنعة الرقائق المتقدمة، بما يفوق 40 في المئة منذ طرحها للاكتتاب العام في بورصة نيويورك السنة الماضية.
ويعتقد محللون أن هذه الارتفاعات لن تؤثر على بيان إيرادات سوفت بنك بسبب قواعدها المحاسبية المعقدة، إلا أنها ستسهم في صافي زيادة قيمة أصولها، وهو أحد المقاييس المفضلة بالنسبة إلى سون لتحديد قوة المجموعة.
2.5
مليار دولار للربع الأخير من 2023 مع تخطي قيمة الأصول 121 مليار دولار
ويتوقع أن تخطي صافي قيمة أصول سوفت بنك 121 مليار دولار مدعوما بارتفاع قيمة آرم، وذلك في واحد من أعلى مستوياته منذ عامين تقريبا.
وخلال الربع الأخير من العام الماضي، صعدت سهم شركة تصميم الرقائق الإلكترونية إلى 77.47 دولار، ما يضع قيمتها عند 79 مليار دولار.
ونسبت بلومبرغ إلى كيرك بودري محلل أدفيسوري قوله “يعد هذا تقدما جيدا للغاية. سيقولون، انظروا، نحن مستثمرون جيدون لأن صافي قيمة الأصول الخاص بنا آخذ بالارتفاع”.
وأضاف “ستكون هذه هي النقطة الأولى، أما الثانية فتتمثل في أن قيمة الأصول مدفوعة بصعود الذكاء الاصطناعي، وهذا سيدعم نجاح المؤسسة في القطاع”.
وكانت مكاسب آرم مدفوعة بتوقعات أنها ستقوم بدور كبير بصورة متنامية في إنتاج أشباه الموصلات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وسجلت أسهم شركات الرقائق في 2023 أفضل سنة لها منذ ما يفوق العقد، مدعومة بمشتريات شركات تصنيع الرقائق التي قد تستفيد أكثر من الذكاء الاصطناعي.
وتبرز إنفيديا الأميركية كمنافس قوي، حيث تضاعفت أسهمها بما يتجاوز 3 أضعاف، وباتت شركة تصنيع الرقائق الأولى التي تفوق قيمتها التريليون دولار.
وأزاحت آرم، بحصتها الضخمة من صافي قيمة أصول من سوفت بنك، علي بابا الصينية بوصفها درة تاج محفظة أصول المجموعة اليابانية.
من المتوقع أن يتخطي صافي قيمة أصول سوفت بنك 121 مليار دولار مدعوما بارتفاع قيمة آرم
وتعمل سوفت بنك، التي تخشى التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على الحد من اعتمادها على بكين تدريجيا وأوقفت ضخ الاستثمارات الجديدة في البلاد لأشهر.
ويرى بودري أن نقطة قوة سون تتمثل في أنه عندما تكون لديه قناعة، فهو على استعداد لضخ الاستثمار، ويمكنه اقتراض الكثير من الأموال بتكلفة زهيدة للغاية.
وقال إنه “يحتاج إلى استثمار ناجح واحد أو اثنين فقط، وإذا لم يستثمر في علي بابا، فلم نكن لنتحدث حتى عن سوفت بنك، لكنه حقق ذلك، إذ تعد آرم استثمارا ناجحا آخر”.
ورغم ذلك، ما زالت توجد شكوك محيطة بمحفظة أصول سوفت بنك التي تضم المئات من الشركات الناشئة الخاصة في صندوق رؤية الأول والثاني.
وتكبد صندوق رؤية الثاني الممول بالكامل من سوفت بنك وسون شخصيا، خسائر عميقة بعد سلسلة من عمليات الشطب التي فرضتها حقبة مضطربة لأسهم التكنولوجيا.
كما هبط سهم المجموعة بما يفوق 35 في المئة من ذروته خلال 2021، بينما يجري تداوله أقل من صافي قيمة الأصول بنحو 50 في المئة.
واتسع الخصم، وهو أحد المقاييس المستخدمة لقياس إمكانية إعادة شراء الأسهم خلال ديسمبر مع صعود سهم آرم. ويعد هذا الخصم الذي يعادل 50 في المئة أو أكثر هو الأعلى منذ سبتمبر 2020 حينما تأثر بالأزمة الصحية.
وحذر فيكتور غاليانو المحلل المستقل الذي ينشر على منصة سمارت كارما، من أن اعتماد سوفت بنك المتنامي على آرم هو سبب في إثارة القلق. وقال لبلومبرغ “يعتمدون بصورة متزايدة على صعود سعر سهم آرم. إنهم في رأيي المتواضع لا يشبهون إنفيديا مثلا”.
ويرى بودري أيضا فقاعة تتشكل من الارتفاع المتنامي مؤخرا لأسهم آرم، ويقدر أن قيمته مبالغ فيه عند وصولها إلى مستويات تفوق 70 دولارا للسهم الواحد.
وقال “ينبغي أن يلتزم سون بالحذر من شعور الغطرسة وإذا خرج حاليا وتحدث علنية فسيقول، انظر، كنت محقاً حيال آرم، ثم هبط السهم 40 في المئة، فلن يبدو الأمر جيدا للغاية”.
