سوري ينقل معروضات متحف فسيفسائية إلى منزله

السويداء (سوريا) – وظف حمد هاني الحلبي خبرته كمشرف على آثار مدينة شهبا ومتحفها لمدة ربع قرن، وتأثره البصري بجمالية ما شاهده من معالم، لتصنيع لوحات فسيفساء بطريقته الخاصة وتزيين غرفة بمنزله في بلدة عتيل بمحافظة السويداء (جنوب سوريا) بها، لتشكل متحفا صغيرا يلفت انتباه زواره.
وبدأ الحلبي (73 عاما) ممارسة هوايته قبل تقاعده بخمس سنوات، ويعكف منذ عام 2000 على إنجاز لوحاته. وتتناول لوحات الحلبي العديد من الموضوعات كالآلهة والأساطير القديمة والفلاسفة والأمومة والنسر الطائر ومريم العذراء.
وقال الحلبي لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن إنجاز كل لوحة يستغرق وقتا يرتبط بحجمها، حيث أكبرها لديه لوحة ربة البحر تيثيس والتي استمر العمل بها أربعة أشهر وأصغرها لوحة من الطبيعة.
ويظهر الفنان السبعيني في بعض اللوحات تأثره بلوحات متحف شهبا، الذي سبق له العمل به كلوحة أورفيوس المغني والموسيقي والشاعر اليوناني.
وأوضح الحلبي أن آلية عمله ترتكز على طباعة موضوع اللوحة على قطعة قماش، ومن ثم تركيب ولصق حجارة الميل الرخامي الصغيرة عليها بعد تقطيعها، تماشيا مع تدرجها اللوني بطريقة تتناسب مع خصوصية كل لوحة.
ودون الحلبي في متحفه الصغير كلمات تظهر تأثره بفن الفسيفساء قال فيها إن “ما نشاهده من لوحات فسيفساء للحضارة السورية في عهد الرومان، ما هي إلا أوتار عريقة تنقر على قلوب الأجيال دون انقطاع، وإن نظرة على هذه البدائع تمنحنا إشراقة حب تدفعنا إلى التمسك بهذا الفن العريق”.
ويؤكد الحلبي عبر عمله أهمية فن الفسيفساء، الذي يعود إلى نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد وضرورة حفظه من الاندثار.
ويضم متحف الحلبي المنزلي إلى جانب لوحات الفسيفساء العديد من القطع النحاسية القديمة التي جمعها على امتداد العشرات من السنين كأدوات صنع القهوة، وما يسمى بطاسة الخابية المستخدمة سابقا بشرب المياه والصواني النحاسية الكبيرة.