سوريون يموتون عطشا في صحراء الجزائر خلال رحلة لجوء إلى أوروبا

الجزائر - لقي 12 سوريا حتفهم عطشا في صحراء الجزائر بعد تعطل سيارتهم خلال محاولتهم الهجرة إلى أوروبا من ليبيا، وذلك في ظل تصاعد محاولات الوصول إلى القارة الأوروبية عبر شمال أفريقيا هروبا من الحرب وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا.
وقالت جمعية غوث للبحث والإنقاذ في الجزائر، إن سيارة من نوع "تويوتا" رباعية الدفع بيضاء اللون تم العثور عليها في منطقة "حاسي بلفور" الجمعة الفائت وبجانبها عدد من الجثث، وذلك بعدما تم الإبلاغ عن فقدانها الثلاثاء الماضي.
وأوضحت في بيان نشرته عبر حسابها على فيسبوك، أن فرقها التي توجهت إلى الموقع على الفور، عثرت على جثث 12 شخصا من الجنسية السورية.
كما أنها عثرت على جثتي سائق السيارة بن الصيد فيصل ومرافقه مخلوفي يونس من ورقلة وهما جزائريان.
وتبين أن سبب الوفاة الرئيسي هو الضياع والعطش في ظل ظروف جوية قاسية، وذلك بعد نقل الجثامين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى "برج عمر إدريس".
وأظهر مقطع مصور مشاهد من رحلة البحث عن المفقودين في الصحراء قبل العثور على جثثهم في محيط المركبة وبعيدا عنها، وقد بث ناشطون فيديو عثر عليه في هاتف أحد الضحايا، يوثق لحظات انهيار المجموعة بسبب العطش.
وبث أقارب أحد الضحايا مراسلاتهم معه على مجموعة واتساب، قال لهم فيها "سامحوني يا أهلي صرلي 3 أيام بدون أكل ولا ماء".
ونشرت الجمعية أسماء الضحايا السوريين الذين تم انتشالهم من منطقة حاسي بلفور، داعية ذويهم إلى التواصل مع مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج عمر إدريس لتسلم جثامين أقاربهم.
وبحسب القائمة، فإن ثلاثة من الضحايا السوريين ينحدرون من محافظة الرقة، وثلاثة أكراد من الحسكة، وخمسة من حلب وواحد من العاصمة دمشق.
ويظهر من البيانات التي نشرتها الجمعية أن بعض الضحايا صغار في السن، ومنهم من مواليد 2003 و2006 و2008، وأن جميعهم من الذكور، ومن بينهم أطفال وأقارب.
ونشر صحافي يدعى، زاوي أبوبكر الصديق، صورة لجواز سفر طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات، مؤكدا أنه من بين الضحايا.
ويظهر من خلال الصورة المنشورة للجواز أن اسم الطفل منذر محيمد من مواليد عام 2014.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت منطقة شمالي أفريقيا محاولات متزايدة للاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا عبر طرق بديلة هرباً من الحرب والأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا.
ومن بين الطرق البديلة للوصول إلى أوروبا، تأتي الجزائر كواحدة من المحطات التي يستخدمها اللاجئون للعبور إلى القارة الأوروبية عبر البحر المتوسط.
وفي يوليو 2023، لقي ستة من طالبي اللجوء السوريين حتفهم غرقا قبالة سواحل الجزائر خلال محاولتهم العبور إلى أوروبا.
وأفادت وسائل إعلام محلية في أكتوبر الماضي، بغرق مركبين آخرين يحملان لاجئين سوريين في أثناء توجههم من الجزائر إلى إسبانيا. وذكر موقع "كردستان 24" أن القاربين انطلقا من وهران وعلى متنهما 34 لاجئاً سورياً، معظمهم من عين العرب، مضيفاً أن هذه الرحلات خطرة جداً بسبب ارتفاع أمواج البحر مع دخول فصل الشتاء.
وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.