سوريا ولبنان يتفقان على تفعيل آليات التنسيق لترسيم الحدود

وزيرا الدفاع اللبناني والسوري يتفقان برعاية سعودية على تشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية على الحدود.
الجمعة 2025/03/28
الرياض تؤكد دعمها الكامل لاستقرار سوريا ولبنان

الرياض - اتفق وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة واللبناني ميشال منسي خلال لقائما في السعودية، على الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، والتنسيق فيما بينهما للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية فيما يأتي ذلك بعد توترات عسكرية على الحدود بعد اتهام حزب الله اللبناني باختطاف ثلاثة جنود سوريين قبل قتلهم.
واجتمع وزيرا دفاع البلدين الخميس بمدينة جدة، بحضور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وذلك تلبية لدعوة من الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن سلمان، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، الجمعة.
ووقع أبو قصرة ومنسي خلال الاجتماع اتفاقا أكد فيه الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية لاسيما فيما قد يطرأ على الحدود بينهما.

كما اتفقا على عقد اجتماع متابعة حول ما تم الاتفاق عليه في جدة، خلال الفترة القادمة، لم يتم تحديدها.
ومن جهتها، أكدت الرياض دعمها الكامل لما يحقق أمن واستقرار البلدين، وما يسهم بحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة، بحسب المصدر ذاته.
وشهدت سوريا ولبنان توترا أمنيا على حدودهما منتصف مارس الجاري، على خلفية اتهام وزارة الدفاع السورية "حزب الله" باختطاف وقتل 3 من عناصرها.
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
وعلى الرغم من أن لبنان وسوريا كانا قد اتفقا على بعض المسائل الحدودية سابقًا، فإن العلاقة بين البلدين كانت دائمًا محكومة بتعقيدات سياسية وأمنية. التوترات الأمنية على الحدود تزداد بشكل متكرر، خاصة في ظل النزاعات المستمرة في سوريا، والتي أسفرت عن تجدد القلق بشأن تهريب المخدرات والنشاطات العسكرية غير الرسمية.
ومنذ اندلاع الحرب السورية في 2011، كان لحزب الله اللبناني دور محوري في دعم النظام السوري برئاسة بشار الأسد. الحزب، الذي يعتبر أحد أبرز الميليشيات المدعومة من إيران، قام بإرسال مقاتلين إلى الأراضي السورية للقتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، مما أدى إلى توتر مستمر في العلاقة بين لبنان وسوريا. ولم يكن تدخل حزب الله في الصراع السوري مجرد دعم عسكري، بل شمل أيضًا الأنشطة الأمنية والاستخباراتية على الحدود اللبنانية السورية.
وتعتبر الحدود السورية اللبنانية ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لحزب الله، حيث تُستخدم لمرور الأسلحة والذخائر التي تُرسل من إيران إلى الحزب. وتعد الحدود بمثابة ممر حيوي للسلاح والمعدات العسكرية التي تُستخدم في العمليات العسكرية في سوريا، وكذلك في الأنشطة العسكرية لحزب الله داخل لبنان. 
وفي هذا السياق، تُعتبر الحدود السورية اللبنانية خطًا حيويًا في مشروع إيران لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة، وهو ما يثير قلقًا مستمرًا للدول المجاورة والمجتمع الدولي.
وفي 8 ديسمبر 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.