سوريا تنفي تنسيقا "استخباراتيا" مع النظام التركي

وزير الخارجية التركي يؤكد أن بلاده تتواصل مع دمشق حول قضايا أمنية ومحاربة الإرهاب.
الثلاثاء 2021/09/07
مولود جاويش أوغلو : التنسيق السياسي مع دمشق غير ممكن

دمشق - نفت وزارة الخارجية السورية الثلاثاء بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل أو المفاوضات مع تركيا، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن "أنقرة تتواصل مع دمشق حول قضايا أمنية".

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الثلاثاء عن مصدر رسمي بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، قوله "تعقيبا على تصريحات وزير خارجية النظام التركي حول وجود مفاوضات مباشرة مع سوريا في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب، فإن الجمهورية العربية السورية تنفي بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل والمفاوضات مع النظام التركي، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب".

وأضاف المصدر "بات معروفا للقاصي والداني بأن النظام الحاكم في أنقرة هو الداعم الرئيسي للإرهاب وجعل من تركيا خزانا للتطرف والإرهاب الذي يشكل تهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب".

وتوترت العلاقات بين النظام السوري ونظيره التركي مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، بسبب موقف تركيا المساند للحراك آنذاك، ما استدعى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.

وتعتبر تركيا من الدول الداعمة للمعارضة السورية والفصائل المقاتلة إلى جانب نشر نقاط عسكرية لها داخل محافظة إدلب وريف حلب، وفي منطقة شرق الفرات.

ويتهم النظام السوري تركيا بأنها تدعم ما يطلق عليه "مجموعات إرهابية" وتسعى إلى تقسيم سوريا.

وفي وقت سابق الثلاثاء قال  جاويش أوغلو في تصريحات لإحدى القنوات التركية، إن بلاده تتواصل مع سوريا حول القضايا الأمنية ومحاربة الإرهاب، وإن المفاوضات اللازمة جارية على مستوى الخدمات الخاصة والاستخبارات.

وأضاف "هناك نظام في سوريا غير معترف به من قبل العالم (…) واللقاء السياسي مع إدارة دمشق غير ممكن"، لكن مع ذلك فإن "المفاوضات اللازمة جارية على مستوى الخدمات الخاصة والاستخبارات فقط.. وهذا أمر طبيعي".

ونفت سوريا الأحد الماضي ما تداولته صحف تركية عن لقاء مرتقب بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ونظيره السوري علي مملوك.

وكانت صحيفة "تركيا غازيتيسي" ذكرت السبت الماضي أن فيدان ومملوك سيعقدان لقاء في العاصمة العراقية بغداد، لمناقشة مواضيع أمنية والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب.

واعتبر إسماعيل حقي بكين رئيس دائرة المخابرات العسكرية التركية الأسبق، أن اللقاء الذي سينعقد بين فيدان ومملوك هو "بداية لعملية جديدة"، مشيرا إلى أنها تتم برعاية روسية وإيرانية.

ويشار إلى أن مملوك وفيدان عقدا لقاء مطلع عام 2020 في العاصمة الروسية موسكو، وهو اللقاء الأول المعلن عنه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وذكرت "سانا" حينها أن اجتماعا ثلاثيا سوريا - روسيا - تركيا، شهدته موسكو .

وطالب وفد النظام تركيا وقتها بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية سوتشي الموقعة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر 2018 بشأن إدلب، في ما يخص إخلاء منطقة خفض التصعيد مما يصفه النظام بـ"الإرهابيين" وفتح الطرقات الدولية.

وكانت المستشارة الإعلامية للأسد بثينة شعبان تحدثت في أكثر من مناسبة إعلامية عن عقد لقاءات أمنية بين النظام وتركيا، لكنها لم تقدم شيئا، بحسب تعبيرها.

وكشف نائب وزير الخارجية السورية بشار الجعفري في مايو الماضي خلال حوار على قناة "الميادين" المقربة من النظام السوري، عن لقاءات أمنية بين مسؤولين من النظام ومسؤولين أتراك، مبينا أنها لم تسفر عن شيء.

وفي عام 2019 أعلن الرئيس التركي عن وجود قنوات استخباراتية مع النظام السوري على مستوى منخفض.