سوريا تمدد تصريح دخول المساعدات الأممية عبر تركيا

دمشق - مددت سوريا تصريحا للأمم المتحدة لإرسال مساعدات عبر معبرين حدوديين تركيين لمدة ثلاثة أشهر في وقت انتهى فيه أمد إعفاء أميركي الثلاثاء كان يسمح ببعض المعاملات المرتبطة بالمساعدات الإنسانية بعد زلزال مدمر.
وبعد أن أودى زلزال بحياة ما يربو على 50 ألفا في تركيا وسوريا في فبراير سمحت سوريا للأمم المتحدة باستخدام معبرين حدوديين من تركيا لمدة ثلاثة أشهر. وتجدد التصريح في مايو وتم تمديده الآن حتى 13 نوفمبر.
وقالت إيري كانيكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء "نرحب ترحيبا حارا بتمديد الحكومة السورية السماح باستخدام معبري باب السلام والراعي حتى 13 نوفمبر".
وأكدت بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك التمديد.
وفي أعقاب الزلزال، أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إعفاءات من العقوبات لتمهيد الطريق لمزيد من المساعدات إلى سوريا. في حين أن المساعدات الإنسانية معفاة من العقوبات، فإن الإعفاءات استهدفت التصدي للأثر المروع للإجراءات التي جعلت بعض البنوك والشركات تخشى التعامل مع سوريا.
ومدد الاتحاد الأوروبي الإعفاء حتى 24 فبراير لكن التفويض الأمريكي الواسع المعروف باسم الترخيص انتهى اليوم الثلاثاء.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية "كان تصريحا محدود الوقت استهدف تعزيز التراخيص الإنسانية الحالية للإغاثة من الكوارث وضمان حصول السوريين المتضررين على المساعدات الطارئة بعد الزلزال".
وقال المتحدث إن التراخيص الأميركية التي تسهل عمل منظمات الإغاثة والأمم المتحدة ما زالت سارية المفعول.
وحذرت إيما فورستر، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في سوريا، من أن انتهاء صلاحية الإجراء الأميركي الواسع "سيعني زيادة في الامتثال المفرط وتجنب المخاطر التي تعيق سرعة وكفاءة الاستجابة الإنسانية في سوريا".
واستخدمت الأمم المتحدة معبر باب الهوى لإيصال المساعدات من تركيا إلى الملايين في شمال غرب سوريا منذ 2014 بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن أجله انتهى في منتصف يوليو بعد أن تعذر على المجلس المؤلف من 15 عضوا التوصل إلى اتفاق لتمديده.
وقالت الحكومة السورية بعد ذلك بأيام قليلة إن الأمم المتحدة يمكنها استخدام معبر باب الهوى لستة أشهر أخرى، لكن توصيل المساعدات لم يُستأنف بعد نتيجة قلق الأمم المتحدة من "شرطين غير مقبولين".
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين "ما زلنا نعمل لتذليل هذه العقبات. ونأمل أن نتمكن من القيام بذلك ونحن على استعداد لاستئناف العمليات إذا تم التغلب على هذه العقبات".
ولم تفرض سوريا الشروط ذاتها على استخدام الأمم المتحدة لمعبري باب السلام والراعي الحدوديين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن حجم الاحتياجات في سوريا بعد أكثر من عقد من الصراع بالإضافة إلى الزلزال "يتطلب تحركات وحلولا سريعة للتغلب على العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية".
وقالت سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا "من الضروري بذل كل جهد ممكن لدعم جميع سبل المساعدة وإتاحة الوصول الإنساني الكامل والآمن ودون عوائق لتلبية احتياجات الناس في شمال غرب سوريا".
ويخشى السوريون الذين فروا من حكم الرئيس بشار الأسد من أنه قد يتمكن قريبا من فرض قيود مشددة على المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في الوقت الذي تعمل فيه دمشق على فرض نفوذها فيما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، وهو آخر معقل رئيسي لها.
وأدت حملة القمع العنيفة التي شنها الأسد على محتجين سلميين مطالبين بالديمقراطية في 2011 إلى اندلاع حرب أهلية دعمت فيها موسكو الأسد ودعمت واشنطن المعارضة. وفر الملايين من سوريا مع نزوح ملايين آخرين. وانحسر القتال منذ أن استعاد الأسد السيطرة على معظم مناطق سوريا.