سوريا تطلق سراح دفعة جديدة من موقوفي أحداث صحنايا

الإفراج عن غير المتورطين بالعنف خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات وتعزيز المصالحة في مناطق الدروز، مع محاسبة المتورطين وبناء مستقبل مستقر.
السبت 2025/05/10
هل تمثل الإفراجات خطوة حقيقية نحو المصالحة

دمشق - أفرجت وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت، عن ستة  موقوفين على خلفية أحداث بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق الغربي .

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن وزارة الداخلية أطلقت سراح ستة موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء.

ويمثل إطلاق سراح هؤلاء الموقوفين، الذين لم يثبت تورطهم في أعمال العنف التي شهدتها بلدتا صحنايا وأشرفية صحنايا، خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات التي أعقبت الاشتباكات المؤسفة.

وتعكس هذه الخطوة مساعي الحكومة السورية لتعزيز المصالحة والسلم الأهلي في المنطقة، والفصل بين من تورطوا في العنف ومن لم يفعلوا، مع التأكيد على محاسبة المتورطين عبر القضاء، وسعيها في الوقت نفسه إلى طي صفحة الماضي وبناء مستقبل أكثر استقرارا وتماسكا للمجتمع المحلي.

وعملية الإفراج في دفعتها الخامسة، جاءت استكمالا للإفراج عن عدد من الموقفين، تم إطلاق سراحهم على أربع دفعات سابقة، آخرها تضمن 14 موقوفا، بحضور المسؤول عن منطقة داريا، وعدد من الوجهاء.

وكانت الدفعة الأولى قد شهدت إطلاق سراح 32 موقوفًا في الثاني من الشهر الجاري، تلتها دفعتان في الرابع والخامس من الشهر نفسه، شملتا 44 موقوفًا، بحضور فعاليات مجتمعية وإدارة منطقة داريا.

وفي تصريح سابق لوكالة (سانا)، أوضح نائب مسؤول منطقة داريا، عامر خشيني، أن المفرج عنهم هم أولئك الذين لم يثبت تورطهم في أعمال العنف التي شهدتها المنطقتان.

وأشار إلى أن عمليات الإفراج عن دفعات أخرى ستتوالى بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

وأكد خشيني أن الموقوفين المتورطين في أعمال العنف سيتم تحويلهم إلى القضاء المختص لمحاسبتهم، داعيا في الوقت نفسه من يحملون أسلحة غير مرخصة إلى تسليمها للجهات المختصة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتعود جذور هذه الأحداث إلى مساء 29 أبريل الماضي، عندما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات كانت تنتمي لفصائل المعارضة السورية وأخرى محلية متمركزة في مدينة أشرفية صحنايا بريف دمشق.

وتعتبر المواجهات في منطقة صحنايا امتدادا لتصعيد مماثل شهدته مدينة جرمانا بريف دمشق، ذات الغالبية الدرزية، وذلك على خلفية انتشار تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي تضمن إساءة للنبي، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفاه الشيخ نفسه لاحقا.

وفي أعقاب هذه التطورات المقلقة، توصلت الحكومة السورية في 30 أبريل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وذلك بعد اجتماع مكثف مع وجهاء من الطائفة الدرزية قادمين من محافظة السويداء جنوبي سوريا، بالإضافة إلى وجهاء آخرين من مدينتي صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق.

 وخلال مؤتمر صحافي عقده محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، أكد أن القوى الأمنية قد تمكنت من استعادة السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وإلقاء القبض على وقتل عناصر المجموعة "الخارجة عن القانون" التي تسببت في الاضطرابات.

وقد انتهت المواجهات بزيارة قام بها المحافظ إلى صحنايا وجرمانا، برفقة فعاليات دينية واجتماعية بارزة، من بينهم شيخ عقل الطائفة الدرزية، الشيخ يوسف جربوع، وشخصيات دينية وسياسية أخرى، في خطوة تهدف إلى تعزيز المصالحة والسلم الأهلي في المنطقتين.

وشدد المحافظ على ضرورة تحقيق السلم الأهلي بمشاركة جميع الفعاليات المجتمعية، مؤكدا على دور الدولة في فرض القانون وحصر السلاح بيدها لتفادي تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.