سوريا تسمح للأمم المتحدة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية عبر تركيا

دمشق - بعد استخدام روسيا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي، قالت سوريا إنها ستسمح للأمم المتحدة بمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمرّدون في البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من عقد.
وكتب سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ رسالة إلى أقوى هيئة في الأمم المتحدة الخميس، قال فيها إن الحكومة السورية قررت منح الأمم المتحدة ووكالاتها الإذن باستخدام معبر باب الهوى الحدودي.
وفي السنوات القليلة الماضية شدد الرئيس السوري بشار الأسد على إغلاق المعابر الحدودية من أجل استعادة النفوذ على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بالبلاد. ويشكك بعض الناشطين بالمعارضة السورية في دوافع خطوة حكومة الأسد.
وقال ياسر الفرحان وهو شخصية معارضة سورية ومدافع عن حقوق الإنسان، إن “النظام السوري يحاول بهذه الطريقة تبييض وجهه أمام المجتمع الدولي، ويقول انظروا نحن لا نعترض طريق المساعدات”.
4.1
مليون شخص في هذه المنطقة بحاجة إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة
وقالت مجموعة من المحامين بالمعارضة السورية والمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين في التماس أُرسل الجمعة “نحن لا نريد أن تظل المسائل الإنسانية رهينة أيدي الروس”.
وحذروا من أن إعاقة تسليم مساعدات إنسانية كافية عبر الحدود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة ستؤدي إلى موجات جديدة من اللاجئين من شمال سوريا إلى دول مجاورة، وحينئذ إلى أوروبا وغيرها.
وكتب مقدمو الالتماس “نؤكد أن إعلان نظام الأسد عن إمكانية عبور المساعدات الحدود لفترة ستة أشهر لا يعني سوى مخطط جديد يهدف إلى الالتفاف على قرارات الأمم المتحدة ومواصلة سياساته بإعاقة الجهود الدولية لإنقاذ السوريين ومساعدتهم”.
وخلال الأيام الأخيرة انقطعت الإمدادات عن الملايين من الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سوريا بعد أن استخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن ضد تمديد الآلية لمدة تسعة أشهر. كما فشل اقتراح مضاد قدمته موسكو كان من شأنه أن ينص على التمديد لمدة ستة أشهر. وتعتبر روسيا أحد أقرب حلفاء الحكومة السورية.
ووفقا للأمم المتحدة، يمر 85 في المئة من جميع البضائع المتجهة إلى الشمال الغربي عبر معبر باب الهوى الحدودي المغلق منذ مساء الاثنين، وتقول الأمم المتحدة إن 4.1 مليون شخص في هذه المنطقة بحاجة إلى المساعدة.
وبعد الزلزال الشديد الذي ضرب سوريا وتركيا قبل بضعة أشهر فتح الأسد مؤقتا معبرين حدوديين آخرين مع تركيا ما زالا مفتوحين وهما معبر باب السلام ومعبر الراعي. ومع ذلك، فإن معبر باب الهوى أكثر أهمية.