سوريا الديمقراطية تتقدم نحو آخر نقطة للجهاديين في الباغوز

دير الزور (سوريا) - قال المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية السبت إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة توغلت في آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية وإن قتالا شرسا جار.
وتوغلت قوات سوريا الديمقراطية من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق. وقال المكتب الإعلامي في نشرة جرى توزيعها على الصحفيين إن ثلاثة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية أصيبوا حتى الآن.
وبدأت القوات هجوما أخيرا للسيطرة على الجيب في الباغوز الخميس لمحو آخر بقايا لسيطرة التنظيم المتشدد على أراض امتدت يوما لتشمل ثلث مساحة سوريا والعراق.
وقال مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة السبت إن القوات تتوقع أن تنتهي المعركة من أجل السيطرة على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية "قريبا".
وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز، التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، سيمثل نصرا كبيرا في الحرب ضد الدولة الإسلامية فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدا أمنيا حيث يستخدم أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية تقع إلى الغرب.
وتقهقر أتباع التنظيم ومسلحوه إلى الباغوز مع تراجع الدولة الإسلامية تدريجيا من المناطق التي كانت تسيطر عليها.
وتدفق آلاف المدنيين من الجيب على مدى الأسابيع القليلة الماضية مما أجل شن الهجوم الأخير لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وكتب مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة "بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين".
وأضاف "لذلك بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحريرها نهائيا".
وقال بالي "بدأ الهجوم عند الساعة السادسة وسينتهي حين ينتهي آخر داعشي" مشيراً إلى أن "القصف بالسلاح الثقيل قد بدأ".
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية من قبل إن الكثير من المتشددين الباقين في الباغوز هم من المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا للانضمام للتنظيم بعد أن أعلن زعيمه تأسيس دولة "خلافة" في 2014 على مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
وهذا الجيب آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين بعد أن تمكنت عمليات عسكرية من أطراف مختلفة في الصراع من طردهم من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها.
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية الخميس إن قواته ستعلن النصر على المتشددين بعد أسبوع. لكن ذلك تناقض مع تصريحات بعد ذلك للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إن قوات سوريا الديمقراطية استردت 100 بالمئة من الأراضي التي كانت الدولة الإسلامية تسيطر عليها.
قال بالي إن الدفعة الأخيرة من المدنيين خرجت من الباغوز الجمعة قبل استئناف العملية العسكرية.
وخرج عدة مئات من الأشخاص من الجيب أغلبهم من النساء والأطفال، الذين خضعوا للتفتيش وفصلوا عن الرجال الذين جرى اقتيادهم للاستجواب.
وكان من بين المدنيين الذين خرجوا أشخاص من جنسيات مختلفة منها روسيا وإندونيسيا وأذربيجان. وقالت امرأة إن مسلحي التنظيم الذين لا يزالون في الباغوز تحصنوا ومستعدون للقتال حتى الموت.
وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون في الشهور الثلاثة الماضية بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لطرد التنظيم المتشدد من الجيوب المتبقية تحت سيطرته.
وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل. وصرح قائد في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز الخميس أن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق.
وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لاقوا حتفهم منذ ديسمبر وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الباغوز.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا "متأنيا ومدروسا" في الباغوز.
وأعلن التحالف في وقت متأخر الخميس مقتل المتشدد الفرنسي فابيو كلان في الباغوز. وكان كلان سجل بصوته إعلان المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015. ولم يذكر التحالف متي قُتل.
ويوجد نحو 2000 من القوات الأميركية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد الدولة الإسلامية.
وأعلن ترامب في ديسمبر أنه سيسحب جميع القوات الأميركية من سوريا لأن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم بالفعل وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترامب نفسه ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة. لكن البيت الأبيض أعلن بعد ذلك بقاء نحو 400 جندي أميركي في سوريا.