سوخوي - 57 وأف - 35: طائرات تحدث الفارق عسكريا لكنها تولد ارتجاجات سياسية

الجزائر - ما زالت المعلومات تتضارب حول اقتناء الجزائر 14 طائرة من نوع سوخوي – 57 الروسية، في وقت تتجه فيه الجزائر إلى التعاون الدفاعي مستقبلا مع الولايات المتحدة، في حين يقول مراقبون إن الجزائر تتخوف من ربط تقارب التكنولوجيا الروسية مع التكنولوجيا الأميركية كما حدث مع تركيا وتكنولوجيا صواريخ أس – 400 فانتهت بالحرمان من أف – 35.
ويشير المراقبون إلى أن طائرات سوخوي بالنسبة إلى الجزائر وكذلك أف – 35 بالنسبة إلى تركيا، طائرات قليلة تحدث الفارق عسكريا لكنها تولّد ارتجاجات سياسية كبرى، لافتين إلى أن تأكيد الجزائريين عزمهم تعزيز التعاون الدفاعي مع واشنطن قد يدفع روسيا إلى تعطيل الصفقة حتى وإن كانت مهمة ماليا، كما أن واشنطن لن تسمح بتعاون متقدم مع الجزائر في وقت يحصل فيه النظام على أسلحة روسية متطورة.
وتستعيد الجزائر من خلال التناقض في مصادر التسليح تجربة تركيا قبل سنوات حين تمسكت بشراء منظومة صواريخ أس – 400 الروسية المتطورة مع الرغبة في الحصول على مقاتلات أف – 35 الأميركية، لكن واشنطن رفضت مشروع بيع المقاتلات لتركيا خوفا من حصول روسيا على الكثير من المعلومات عن نظام التخفي عن الرادار الذي تتمتع به المقاتلة المتطورة أف – 35.
واستندت تقارير عربية وغربية، في تقديم سردية اقتناء الجزائر لطائرات سوخوي – 57 المتطورة، إلى التلفزيون الحكومي، الذي غطى حضور الوزير المنتدب للدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الجنرال سعيد شنقريحة لمعرض السلاح الجوي والفضائي المنتظم في الهند، حيث قام بزيارة دامت أسبوعا كاملا، وأنه فضل الطائرات المذكورة على نظيرتها الأميركية أف – 35، خلال معاينته لعرض مشترك لهما.
◙ متابعون يستبعدون نجاح الجزائر في الحصول على الطائرات الروسية مع اتجاهها إلى الانفتاح على دول أخرى على غرار الولايات المتحدة والهند والصين
وتحدثت عن أن الجزائر أبرمت صفقة حصرية مع الروس، تتحصل بموجبها على 14 وحدة من الطائرات المذكورة خلال العامين القادمين، وأن اثنتين منها ستستلمهما خلال العام الجاري، وأن فريقا من الطيارين الجزائريين يخضعون في الظرف الراهن إلى دورة للتدريب على قيادتها في روسيا.
واستبعد متابعون نجاح الجزائر في الحصول على الطائرات الروسية مع اتجاهها إلى الانفتاح على دول أخرى على غرار الولايات المتحدة والهند والصين وبعض الدول الأوروبية، وقبلها روسيا التي توصف بـ”الشريك الإستراتيجي التاريخي“.
ولفتوا إلى سيناريو تنويع الشركاء العسكريين يجب أن يراعي الأبعاد السياسية، فمثلما أن تركيا خسرت صفقة أف – 35 بسبب القفز على الخلاف الروسي – الأميركي، فإن الجزائر قد تنتهي إلى نفس النتيجة.
وفي هذه الأثناء قال سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة صبري بوقادوم إن أولويات بلاده في العام 2025، تتضمن “تعزيز التعاون مع وزارة الدفاع الأميركية وزيادة الاستثمارات الأميركية في الجزائر، وأن مناقشات متعددة جرت مع الإدارة الجديدة بواشنطن بشأن التعاون الحالي والمستقبلي بين الجزائر والولايات المتحدة، وأن الهدف من التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة هو تعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في الأمن العالمي“.
ولفت، في تصريحات لصحيفة “توداي بيزنس فوكيس”، إلى أن “مذكرة التعاون العسكري الموقّعة بين البلدين، تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، وأن الولايات المتحدة كانت الشريك الرئيس للجزائر قبل أكثر من 20 عاما“.
وينطوي تصريح صبري بوقادوم، على رسائل تأكيد على حسن نوايا، وعلى الشراكة الموسعة بين بلاده وبين الولايات المتحدة، مما يبرز نية الجزائر في إرساء شراكات عسكرية موثوقة، من أجل الوصول إلى توفير خيار التوسع والتنوع لجيشها وإمكانياتها التسليحية، في إطار التعاون وليس خلق البدائل والمزيد من التوترات.