سهير زغبور: قراءة الشعر تحليق بالموسيقى

دمشق – ساهم دخول الشاعرية كعنصر إضافي في كتابة الرواية المعاصرة في اقتحام العديد من الشعراء مضمار هذا الجنس الأدبي الصعب، فانتقلوا من القصيدة بعاطفيتها وموسيقاها إلى الرواية بسردها وشموليتها وتشعبها من خلال التفاصيل.
وانضمت الشاعرة السورية سهير زغبور إلى قائمة هؤلاء الشعراء من كتبة الرواية، حيث تبين في حديث معها أن الشاعر لا يستطيع أن يعبر عن كل ما يعتمل في دواخله شعرا، لأن هناك الكثير من الهموم تحتاج إلى لغة أوسع ومساحات أرحب ونفس أطول، لذلك يلجأ إلى نوع آخر من الأدب يستوعب كل هذه الهموم وهي الرواية.
زغبور الشاعرة التي تكتب قصيدة النثر، تذكر أن حكايتها مع الأدب بدأت عندما تسرب إليها عشق القصيدة في طفولتها واستهوتها العبارة الشعرية والأناشيد المدرسية، فحاولت الكتابة على نمطها، ولكنها لم تطبع كتابا إلا بعد أن تأكدت من نضج كتاباتها فصدرت مجموعتها الأولى عام 2016 “طقوس الحب” وهي عبارة عن نصوص نثرية عبرت فيها عن مكنونات ذاتها.
أما مجموعتها الثانية فهي ومضات شعرية بعنوان “نايات” حاولت فيها اختزال المعنى ببضع كلمات أو أسطر عبرت فيها عن مختلف الهموم الوجدانية والذاتية، مشيرة إلى أنها وجدت صعوبة ومعاناة في قصيدة الومضة أكثر من النص الطويل “لأن على الشاعر أن يقول في كلمات قليلة نصا ناضجا ومكتملا يجذب القارئ ويعبر عن دواخله”.
تكتب زغبور قصيدة النثر دون غيرها، وتعيد ذلك إلى أن هذه القصيدة هي “نص متحرر من كل القيود”، فهي ليست كلاما عاديا وإنما طيور محلقة في سماء المعاني وشحنات مكثفة من الصور المليئة بالدهشة والانزياحات الدلالية والإيحاءات الرمزية والعمق والابتعاد عن المباشرة حتى يتوصل القارئ إلى المعنى بصعوبة
الشاعر لا يستطيع أن يعبر عن كل ما يعتمل في دواخله شعرا، لأن هناك هموما تحتاج إلى لغة أوسع
وتشير الشاعرة إلى أنها تحاول الربط بين مفاهيم الشهيد والوطن والأرض والعاطفة في المضمون الذي يسكن قصائدها، لتكون مفهوما واحدا فلا تختلف الأرض عن الأم عن الوطن.
اكتفاء زغبور بقصيدة النثر لا يتنافى مع إيمانها بموسيقى الشعر التي تجدها في هذه القصيدة تأتي على شكل دفقات موسيقية هامسة، ربما مصدرها انسيابية النص وتوازن العبارات والحالة الشعورية وعذوبة المفردات.
وحول نظرتها إلى الحداثة تؤمن بأنها تقوم على تداخل الآداب والفنون بين الموسيقى والشعر والرسم “فعندما نقرأ نصا شعريا نشعر بشيء يحلق فينا هو الموسيقى الداخلية التي تصعد فينا نحو سماوات القصيدة”.
وعن روايتها الصادرة عن دار الغانم للطباعة والنشر بعنوان “الوقت” توضح أنها عمل أدبي يتحدث عن حياة فنانة تشكيلية ومعاناتها من رواسب المجتمع وتسلط الرجل، ما دفعها إلى الانجذاب إلى العوالم الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي، تلك الفضاءات الزرقاء والتبعات التي تحملها، وما يمكن أن تسببه من علاقات وهمية ومكر وخداع.
ونذكر أن الشاعرة والروائية سهير زغبور من مواليد طرطوس تحمل إجازة في اللغة العربية وتعمل في قطاع التربية والتعليم صدرت لها أربعة كتب ولديها مجموعتان قيد الطباعة في الشعر والقصة.