سمير فؤاد يختصر تجربته التشكيلية في "60 سنة فن"

القاهرة – اختار الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد أن يكون أحدث معارضه اختصارا لتجربته الفنية الممتدة على ستة عقود، حيث إن المعرض المعنون بـ”60 سنة فن” يسلط الضوء على مراحل متنوعة من مسيرة الفنان بدءًا من سنة 1965 حتى 2024، تعكس مزيجا فريدا من الحداثة مع تناولها للموضوعات الثقافية والسياسية في مصر.
المعرض الذي يستضيفه غاليري بيكاسو، انطلق الأحد ويستمر حتى الثامن والعشرين من يناير الجاري، ويتضمن أعمالا منتقاة من سنوات مختلفة، توضح بداية احتراف فؤاد للفن التشكيلي وأبرز المراحل التي عاشها وكيف تغير أسلوبه وتطور حتى آخر أعماله المنجزة في العام الماضي.
وسمير فؤاد من مواليد القاهرة عام 1944، ويمثل حالة فريدة في الوسط التشكيلي المصري لما تضمنته تجربته من رصد دقيق لواقع المجتمع وتغيراته وقراءته لأبعاد الشخصية المصرية بإرهاصاتها المتباينة، ما يعكس مدى الجدية والمثابرة والشغف بالبحث والتأمل في التعامل مع منتجه الفني والذي دفع بمتلقيه إلى قراءات عديدة.
أحب فن الرسم منذ طفولته وتعلم من أخيه الرسم بالألوان المائية في سن مبكرة، وعلى الرغم من دراسة سمير فؤاد للهندسة بجامعة القاهرة والتي تخرج منها عام 1966، إلا أن الألوان جذبته إلى عالم الفن متأثرا برسامي الألوان المائية الإنجليز خاصة جون تيرز وراسل فلينت فيما تعرف على الفنان صبري راغب عام 1977 وتتلمذ في مرسم الفنان حسن سليمان من العام 1979 وحتى العام 1982، وتفرغ للفن منذ عام 2001. وقدم الفنان العديد من المعارض الخاصة منها معرض “النداهة” في فبراير 2017، ومعرض “طعم الزمن” في ديسمبر 2018.
هذا الفنان الذي تعلم بشكل ذاتي، وجرّب عدّة أساليب فنية، يقول عن تجربته إنها تسجيل الأشياء سواء كانت شخوصا آدمية أو موجودات من الحياة اليومية أثناء حركتها. ولطالما أكد أنه يبحث في الحركة عن عنصر الزمن، بحيث يقدّم فيها روح الطبيعة التي تتحوّل إلى أعمال تجريدية تأخذ فيها المناظر الطبيعية مساحات لونية متداخلة تكشف البيئة المحيطة وحركتها اللامرئية والمستمرة.
ويرى فؤاد في تصريحات له أن “الجذور والروافد عند الفنان، كثيرة للغاية، بداية من ثقافته، ومشاهدته وتكوينه البصري، وبالنسبة لي جزء كبير من تأثيري في الرسم يعود للسينما، فكادرات السينما أو اللغة السينمائية تعتبر لغة بصرية تقوم بإرشادي لسياق قصة وحدوتة، فالسينما لها تأثير على شخصيتي منذ الطفولة ومن العناصر المؤثرة القوية على روافدي، لذلك تبدو لوحاتي عبارة عن إطار أو مشهد من فيلم، كما أن دراستي وشخصيتي ومزاجي الانفعالي ووجهة نظري في الحياة تظهر من خلال أعمالي.”
ويعرف الفنان بالتزامه بتوظيف مفردات وألوان وتقنيات مصرية طوال مسيرته الفنية التي نوع فيها بين مدارس تشكيلية، ما جعل بعض النقاد يصفونه بأنه فنان مصري بامتياز، حيث يقول عنه الكاتب العراقي فاروق يوسف “كل عناصر رسومه مصرية. فإذا نحّينا الموضوع جانبا، ذلك لأنه لا يهب الفن هويته، سنعثر على ملامح تلك الهوية في اللون والتكوين والخطوط وعلاقة المساحات، بعضها بالبعض الآخر.”
ويشرح أن “مصرية فؤاد تتجسّد في تأليف الكيان الكلي للوحة وفي مزاج التعامل مع العناصر. يرسم الموسيقيين فيطيب لي أن أعود إلى لوحات الأخوين وانلي عن الموضوع ذاته. ليس هناك من شبه يذكر. ولكن في التجربتين نلاحظ أن هناك خصوصية في النظر لا يمكن العثور عليها إلا في لوحات المصريين.”