سمير جعجع يفتح النار على حزب الله.. كف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني

بيروت - هاجم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الأحد، حزب الله اللبناني محملا إياه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، من شلل اقتصادي وعجز سياسي واحتقان اجتماعي.
جاء ذلك على هامش قداس شهداء المقاومة اللبنانيّة السنوي الذي أقامه حزب القوّات اللبنانيّة في مقرّه العام في معراب برعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران أنطوان نبيل العنداري.
وطالب جعجع، الأحد، مليشيا "حزب الله" بخدمة لبنان وأهله وليس إيران. قائلا "حان وقت العودة إلى لبنان بالمعنى العريض للكلمة"..
وشدد على أن "على حزب الله أن يكف عن تدخلاته الخارجية السافرة غير المبررة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربية، وأن يكف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني المتمدد والمتوغل في المنطقة العربية".
ويؤرق سلاح "حزب الله" اللبنانيين، حيث يمتلك أسلحة متطورة وصواريخ، ما يشكّل خلافا بين الأطراف السياسية بالبلاد بين مؤيّد بدعوى “مواجهة إسرائيل”، ومعارض يعتبره سلاحاً غير شرعي، ويطالب بحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط، ومنهم جعجع.
وأضاف جعجع أنه "لا يمكن لحزب الله أن يستمر من دون أن ينظم علاقاته مع الدولة كأي حزب سياسي آخر، على حزب الله أن يسلم قرار الحرب والسلم للدولة".
ولم يصدر تعقيب فوري من "حزب الله" بشأن تصريحات جعجع، غير أنه عادة ما ينفيها.
و"حزب الله" حليف لكل من إيران والنظام السوري، وله نفوذ بالداخل اللبناني، ويقاتل بجانب قوات نظام بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ 2011، ما يثير انتقادات له بين قطاع من اللبنانيين، وتعتبره واشنطن "عدوا".
وفي سياق آخر، طالب جعجع بـ"تحقيق دولي شفاف" بمعرفة تفاصيل انفجار المرفأ، وهي دعوة وجدت رفضا متكررا في دوائر رسمية بالبلاد
وفي 4 أغسطس الماضي، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف ما يزيد عن 191 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، بحسب تقدير رسمي غير نهائي.
ويزيد انفجار المرفأ أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، بعد أن حلت منذ 11 فبراير الماضي مكان حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر 2019.
والاثنين الماضي، كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، السفير لدى برلين، مصطفى أديب، تشكيل حكومة بعد أن حصل الأخير على أغلبية 90 صوتا من أصل 120 نائبا.