سمير جعجع يغيب عن جلسة الاستماع بشأن أحداث الطيونة

المئات من أنصار "حزب القوات اللبنانية" يتظاهرون تضامنا مع جعجع بوجه ما اعتبروه استهدافا سياسيا لعزله وكمينا محكما للنيل منه.
الأربعاء 2021/10/27
احتجاجات رافضة لطلب القضاء الاستماع لسمير جعجع

بيروت – غاب زعيم حزب "القوات اللبنانية" المسيحي سمير جعجع الأربعاء عن جلسة بمقر المخابرات العسكرية حول اشتباكات الطيونة الدموية التي وقعت في الرابع عشر من أكتوبر وأدت إلى سقوط سبعة قتلى في بيروت، فيما نظمت وقفات احتجاجية تضامنا مع جعجع بوجه ما اعتبره مناصرو "القوات" "استهدافا سياسيا لعزله وكمينا محكما للنيل منه".

وكان جعجع استدعي الخميس الماضي للاستماع لشهادته في الجلسة التي كان من المقرر أن تعقد في التاسعة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، وسط اتهامات من جانب حزب الله المدعوم من إيران وحركة أمل المتحالفة معه بأن أنصار القوات اللبنانية قتلوا بالرصاص سبعة من أنصارهما في اشتباكات وقعت في الرابع عشر من أكتوبر.

ونفى جعجع هذه الاتهامات وقال إنه مستهدف دون وجه حق لدعمه التحقيق الذي يجريه القاضي طارق بيطار في انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، وهو القاضي الذي تعترض عليه جماعة حزب الله.

وخرج المئات من مناصري "حزب القوات اللبنانية" الأربعاء في تظاهرة احتجاجية تضامنا مع جعجع بوجه ما اعتبره مناصرو "القوات" "استهدافا سياسيا لعزله وكمينا محكما للنيل منه"، وقد شملت التحركات الطريق إلى معراب وهو مقرّ جعجع.

وأغلق المحتجون الطرق المؤدية إلى منزل جعجع رافعين الأعلام اللبنانية ورايات الحزب، ورددوا شعارات داعمة لزعيم حزب القوات، دون تسجيل مناوشات أو إشكالات.

لبنان

وقال أحد المشاركين في التظاهرة إن "جعجع حدد المعادلة، وهي أنه سيتوجه إلى التحقيق إن توجه حسن نصرالله (الأمين العام لجماعة حزب الله)".

وكان جعجع صرّح الخميس بأنه في حال صح طلب الاستماع لإفادته من قبل المحكمة العسكرية بأحداث "الطيونة"، فإنه يتعين عليها الاستماع إلى حسن نصرالله قبله.

وقال محتج آخر اسمه فادي "لن نسمح لأحد، لا حزب الله ولا إيران ولا سوريا ولا أي أحد، بمحاولة إخضاعنا". وأضاف "نحن هنا اليوم في 2021 نضحي من أجل سمير جعجع مثلما ضحى من أجلنا في 1994 حتى يبقى لبنان ونبقى نحن".

وكان جعجع، أحد قادة الحرب الأهلية، قد دخل السجن بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990) وخرج منه في 2005 في أعقاب انسحاب القوات السورية من لبنان بعد تدخل عسكري دام ثلاثة عقود.

وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي تساءل لماذا استدعي جعجع من دون غيره في التحقيقات بشأن اشتباكات الطيونة، مؤكدا أن لبنان يريد قضاء حرا مستقلا وليس طائفيا.

لبنان

 

واتخذ وكلاء جعجع وبعض الموقوفين خطوات قضائية ينتظر البتّ فيها، إذ تقدّم محامو رئيس "القوات" بمذكرة إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي يبينون فيها أن تبليغ جعجع غير قانوني.

كذلك، تقدّم وكلاء بعض الموقوفين بطلب تنحي القاضي عقيقي، إلا أنه جرى رفض تسجيل طلب التنحي، ما دفع وكلاء الموقوفين إلى طلب رد القاضي أمام محكمة استئناف بيروت التي ستنظر في الطلب خلال الأيام المقبلة.

وأطلّ رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل في المشهد الأربعاء بتغريدة هجومية قال فيها "عندما تحدثت عن تواطؤ ثنائي الطيونة قامت القيامة. هذا التواطؤ رأيناه في الشارع على دم الناس وفي مجلس النواب على قانون الانتخاب وحقوق المنتشرين، وغدا سنراه في المجلس وفي القضاء على ضحايا انفجار مرفأ بيروت والطيونة معا"، مؤكدا "لا لطمس الحقيقة بأكبر انفجار شهده لبنان والعالم مقابل تأمين براءة المجرم".    

وبدأت اشتباكات الطيونة بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل" تنديدا بقرارات القاضي طارق بيطار، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

وأسفرت الأحداث عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين معظمهم من "حزب الله" و"أمل"، اللتين اتهمتا حزب "القوات اللبنانية" بتنفيذ كمين مسلح ضد أنصارهما، وهو ما نفاه الأخير.