سميحة أيوب: أعيش حالة نشاط تلفزيوني وسينمائي غير مسبوقة

رغم تنوع أعمال الفنانة المصرية سميحة أيوب على مدى مشوارها الفني ما بين التلفزيون والسينما، إلاّ أنها واحدة من رموز المسرح في عصره الذهبي، حتى استحقت لقب “سيدة المسرح العربي” الذي أطلق عليها آنذاك. سميحة أيوب أعربت في حوار خاص لـ”العرب” عن تفاؤلها بالمستقبل، رغم المشهد الضبابي الذي يحيط بكل شيء الآن، بما في ذلك السياسة أو الفن، مشيرة إلى أن دروس التاريخ تؤكد أنه بعد كل فترة انحدار في الذوق العام والأعمال الفنية تأتي فترة صعود، ولهذا تتمنى أن يبادر الفنانون بالاجتهاد والسعي إلى ذلك من الآن.
الأربعاء 2015/12/09
سميحة أيوب: الفن بجميع روافده يعبر عن الإنسانية والحياة، أو لا يكون

أكدت الفنانة المصرية المخضرمة سميحة أيوب في حوارها مع “العرب” حول مجالها الفني المفضل أن الفن بجميع روافده يعبر عن الإنسانية والحياة، وواجب الفنان أن يعبر عن كل ما في هذه الحياة، بما يفضي إلى تعزيز الإيجابيات ونقد السلبيات دون نقل العنف إلى الشارع من خلال الفن.

سميحة أيوب أكدت أن الجيل الجديد من الفنانين يجتهد ويقدم ممثلين ومؤلفين ومخرجين على قدر كبير من الجودة والموهبة، لكن المجال الفني يعاني زيادة في عدد الدخلاء من غير الموهوبين.

واعترفت أيوب في حوارها مع “العرب” أنها لا تزال تشتاق إلى الماضي، حيث تفتقد مسرحيات سعد الدين وهبة (زوجها الأديب الراحل) وأصوات أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب، لافتة إلى أن اختفاء الفنانين الكبار عن الساحة في الفترة الأخيرة، مرجعه سيطرة العملية التجارية والإعلانات ورأس المال، وتحكم كل هذه العوامل في العمل الفني وما يتم تقديمه على الشاشة.

وزفّت سميحة أيوب لجمهورها خبرا جيدا، حيث كشفت عن استعدادها للعودة إلى المسرح بعد ست سنوات غياب، من خلال مسرحية “بئر السلم” للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، وإخراج سمير العصفوري، وستعرض على خشبة المسرح القومي، عقب انتهاء عرض مسرحية “ليلة من ألف ليلة” للفنان يحيى الفخراني.

ومسرحية “بئر السلم” أحدثت جدلا كبيرا عند عرضها على خشبة المسرح القومي لأول مرة عام 1966 بسبب مضمونها، الذي يرصد جماعة من البشر غاب الضمير عنهم، فاشتغلوا بالسرقة والعبث في مقدرات الغير وخيانة الأمانة، وفي ذلك الوقت اعتبر البعض المسرحية إسقاطا على فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خاصة في ظل اشتهار مؤلفها بمسرحياته الجريئة حينذاك.

حال المسرح من حال المجتمعات العربية، فهو مرآة لها، وما يعانيه هو نتاج ما وصلت إليه الشعوب العربية

رغم اعترافها بوجود محاولات جادة لعودة المسرح المحترم، قالت أيوب إن حال المسرح من حال المجتمعات العربية، فهو مجرد مرآة لها، وما يعانيه هو نتاج الحال الذي وصلت إليه الشعوب العربية.

وترى سميحة أيوب التي قدمت نحو 170 عملا مسرحيا أشهرها “سكة السلامة” و”دماء على أستار الكعبة”، أن المسرح ينتعش حاليا بخلاف ما يتم تداوله عن تدهور أحواله، حيث توجد مسرحيات جيدة قادرة على أن تعيد البريق للمسرح من جديد، كما أن هناك اشتياقا واضحا من الجمهور لعروض المسرح القومي.

وأكدت أيوب أن المسرح كان رمزا للحضارة منذ عصر الفراعنة، وأن مسارح الدولة في مصر قدمت أعمال كبار الأدباء العالميين والمصريين، وهو ما ساهم بشكل كبير في تشكيل الوعي الثقافي لدى المتلقي.

ورفضت ما يتردد عن خضوع مسرح الستينات لما يسمى فرض الإرادة السياسية أو التوجيه الفني، مؤكدة أنه كلام غير صحيح، وما كان يحدث هو أن الرقباء هم الذين كانوا يخافون، فهم يعتقدون أن الحاكم يغضب من الانتقاد، لهذا كانوا يخافون من الصورة الذهنية الخاطئة التي رسموها بأنفسهم للحاكم.

وقالت إن هذا رأيهم وليس رأي الحاكم، وهو ما ولّد ما يسمى بالرقابة الذاتية، وجعل الرقباء في بعض الأوقات يسيئون للنظام بوصمه بالقمع وغير ذلك من الصفات القاسية غير الحقيقية.

أيوب التي اشتهرت مع زوجها الراحل الكاتب سعد الدين وهبة بالجرأة رفضت الظاهرة المحدثة في الوسط الفني باتجاه عدد من المنتمين إليه للعمل بالسياسة في إطار منظم، باعتبار أن الجملة التي ينطقها الفنان داخل عمله الفني في الأصل سياسة، ولا بد أن يكون له موقف كمواطن، وتعتبر أيوب أن انتماء الفنان لحزب يعبر عن آرائه أمر مرفوض، خاصة أن الفنان يملك منبرا خاصا به هو الشاشة، ويستطيع من خلال هذه النوعية من المنابر أن يقول ما يريد وما ينفع الناس.

وطالبت الفنانة الدولة بإشراك الفنانين في حملات القضاء على الإرهاب عبر الاستمرار في تقديم الأعمال التثقيفية، منتقدة في الوقت نفسه أداء الإعلام المصري الذي يركز على توجيه النقد والسلبيات، دون التفات إلى الإيجابيات، حيث تقول: لم نعد نرى ما يتمّ إنجازه على أرض الواقع من طرق حديثة ومشروعات قومية، وإنما مجرد جرعات من أخبار تبعث على الإحباط والاكتئاب.

سميحة أيوب قدمت أدوارا فنية

سميحة أيوب قدمت أدوارا فنية مختلفة، وتقمصت على خشبة المسرح العديد من الشخصيات في أمهات المسرحيات العالمية والعربية

مختلفة، وتقمصت على خشبة المسرح العديد من الشخصيات في أمهات المسرحيات العالمية والعربية، ورغم ذلك أشارت إلى “العرب” أن الفنان لا يمكن أن يتشبّع فنيا، وتمنت تقديم دور يكون مكتوبا لصالح الناس بحنكة وبشكل فني راق وجميل، وفي حال وجدت ذلك يمكنها أن تقدم المال والجهد في سبيل ذلك.

وتعيش سميحة أيوب حالة نشاط فني في الفترة الأخيرة، فإلى جانب المسرح، انتهت مؤخرا من تصوير مشاهدها في مسلسل “أوراق التوت”، وقدمت دورا لافتا في فيلم “الليلة الكبيرة” الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.

عن مسلسلها الجديد قالت أيوب: هو من تأليف أيمن سلامة وإخراج هاني إسماعيل، وبطولة يوسف شعبان وصابرين وعدد من الفنانين العرب، ومن المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل.

ووافقت أيوب أيضا على بطولة مسلسل “وحيدة” للمخرج أحمد النحاس الذي لم يستقر على باقي الفنانين حتى الآن، من المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل أيضا.

أما عن السينما التي عادت إليها أيوب بعد سنوات من الغياب منذ فيلمها الأخير “تيتة رهيبة” مع محمد هنيدي، فقالت: السينما تنتعش رغم الظروف القاسية في جميع بلدان الوطن العربي.

16