سلوى.. فيلم عن جوانب خفية في حياة بائعات الهوى

تونس - أثار فيلم “سلوى” للمخرجة التونسية إيناس بن عثمان ضجة في الساحة الثقافية المصرية بعد منع عرضه على الجمهور ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية لمهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة في دورته الثامنة.
والفيلم القصير “سلوى” الذي سبق عرضه في الدورة الماضية لأيام قرطاج السينمائية مقتبس عن قصة “وهم ليلة حب” للكاتب والروائي التونسي لسعد بن حسين وبطولة الممثلة ريم البنا.
ويعد الفيلم جريئا من حيث الطرح حيث يصور حكاية فتاة “بائعة هوى” تحاول التحرر من قيد بيع الجسد قسرا والبحث عن الحب الصادق لتصطدم بواقع مر، حيث يغوص الفيلم في عالم الدعارة ويعري جوانب خفية مأساوية من حياة بائعات الهوى.

الفيلم يغوص في عالم الدعارة ويعري جوانب خفية مأساوية من حياة بائعات الهوى
والممثلة ريم البنا، التي تعرف بأدوارها الجريئة والمخالفة للسائد والمألوف في السينما والدراما، تقمصت شخصية “سلوى” لتكشف للناس الوجه الخفي لبائعات الهوى اللواتي تلاحقهن طوال حيواتهن العيون المستنكرة، وسياط الجلد والشتم دون أي محاولات للتعاطف معهن والبحث في حكاياتهن المحزنة التي قادتهن إلى المواخير كرها وقسرا وليس اختيارا.
ويسلط الفيلم الضوء على لحظة فارقة في حياة بائعات الهوى، هي الأصعب في مشوارهن، فحين تقرر الواحدة منهن العودة إلى حياة طبيعية، يرفض المجتمع المكبل بالعيب والعادات أن يمنحها فرصة ثانية ويتقبلها متناسيا ماضيها، فتجد نفسها أمام واقع أبشع من الذي كانت تعيشه.
وعن أساب منع الفيلم، قالت المخرجة بن عثمان إنها “عرفت أسباب المنع من بين السطور” حيث فهمت أن هناك مشاهد مقلقة ولا يمكن عرضها على الجمهور المصري، مؤكدة أن “زاوية تناول الفيلم هي التي تحدث الفرق، فموضوع الفيلم إنساني وطرحه كان جماليا”.
وتابعت أن المشاهد المعروضة في الفيلم مصنفة للكبار وهو ليس فيلما موجها للأطفال، وتساءلت “لماذا نقبل في بلداننا العربية مشاهد العنف والقتل ولا نتقبل مشاهد الحب؟”.
وتعرف المخرجة التونسية إيناس بن عثمان (1982) باشتغالها على أفلام وثائقية، وقد درست السينوغرافيا في تونس وكانت بداياتها من مدرسة الفنون والحرف، ثم المدرسة العليا للسمعي البصري والسينما، قبل أن تقوم بإخراج مجموعة من الأفلام القصيرة الوثائقية والروائية من ذلك أفلام “الخيال” سنة 2008، و”الحب والمياه العذبة” سنة 2011، و”صيدا” سنة 2013، و”مشاهدة السينما” سنة 2011، وغيرها.