سلمان رشدي يروي آخر ما رأته عينه اليمنى في رواية جديدة

"السكين - أفكار بعد محاولة اغتيال" رواية يسترجع كاتبها أحداث محاولة اغتياله وما تلاها من مسارات التشافي.
الأربعاء 2024/04/17
كاتب يواجه العنف بالفن

برلين - يعتزم الكاتب البريطاني – الأميركي سلمان رشدي تقديم روايته الجديدة “السكين - أفكار بعد محاولة اغتيال” في برلين في مايو المقبل. وأعلن مهرجان برلين الدولي للأدب الثلاثاء أن هذه ستكون الفعالية الأولى والوحيدة في ألمانيا للعمل الجديد للكاتب المولود في الهند. وبحسب البيانات، فإنه من المقرر أن يتم تقديم الترجمة الألمانية للرواية في السادس عشر من مايو على المسرح الألماني في برلين، وستتضمن الفعالية قراءة للممثل أولريش ماتيس.

وفي الرواية التي صدرت الثلاثاء السادس عشر من أبريل كما سبق وأعلنته دار بنجوين رندم هاوس للنشر، يتناول رشدي الهجوم الذي تعرض له عام 2022 وعواقبه. وطعن رجل رشدي خلال فعالية أقيمت في الولايات المتحدة أغسطس 2022، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. ونجا الكاتب (76 عاما) من محاولة الاغتيال، لكنه فقد عينه اليمنى وأصيب بجروح خطيرة أخرى.

وبحسب بيانات المهرجان، يعتزم رشدي التحدث في المسرح عن الهجوم. وسيكون عرض الرواية ضمن فعاليات مهرجان برلين الدولي للأدب وسيُجرى بثه على الهواء مباشرة. ويسترجع رشدي في عمله الجديد الأحداث المؤلمة التي وقعت في ذلك اليوم وتداعياتها، بالإضافة إلى رحلته نحو التعافي الجسدي والشفاء الذي أصبح ممكنا بفضل حب ودعم زوجته إليزا وعائلته من الأطباء والمعالجين.

وقال رشدي في بيان سابق أصدرته دار النشر “تأليف هذا الكتاب ضروري بالنسبة إليّ: طريقة لتحمل مسؤولية ما حدث، والرد على العنف بالفن”. وأوضح رشدي في مقابلة ضمن برنامج “سيكستي مينتس” (60 دقيقة) الشهير بثت مقتطفات منه قناة “سي.بي.أس” قبل عرضه كاملا الأحد الرابع عشر من أبريل الجاري، أن أحد الجراحين الذين أنقذوا حياته قال له “واجهت الكثير من الحظ السيء، ولكن حالفك الحظ أيضا”.

◙ في الرواية التي صدرت عن دار بنجوين رندم هاوس للنشر يتناول رشدي الهجوم الذي تعرض له عام 2022 وعواقبه
◙ في الرواية التي صدرت عن دار بنجوين رندم هاوس للنشر يتناول رشدي الهجوم الذي تعرض له عام 2022 وعواقبه

وقال “سألته: أين حالفني الحظ؟ فقال: حسنا، حالفك الحظ لأنّ الرجل الذي هاجمك لم يكن يعرف على الإطلاق كيف يقتل شخصا بسكين”. وقد قرأ المؤلّف البالغ 76 عاما مقتطفا من عمله الجديد لقناة “سي.بي.أس نيوز” الأميركية. ويصف في هذا المقطع “آخر شيء رأته عيني اليمنى على الإطلاق”: رجل يرتدي ملابس سوداء “يأتي بسرعة ومن الأسفل”، مثل “صاروخ رابض”.

وقالت رئيسة منظّمة “بن أميركا” لحرية التعبير والأدب سوزان نوسيل “لقد أبقى سلمان، وهو راو بارع، هذه القصة سرية حتى الآن، تاركا لنا أن نتعجّب من شجاعته ومرونته عن بعد”. وأضافت أن الرواية الجديدة دافع “لتعلّم دروس أساسية ليس فقط حول البقاء والتحمل، ولكن أيضا حول حرية الكتابة التي لا تنضب”.

وأصبح ظهور الكاتب العلني محدودا منذ الهجوم الذي كاد يودي بحياته، ما يجعل من كتابه الجديد عملا منتظرا من القراء في مختلف لغات العالم لما ينتظر منه أن يكون تحديا للعنف والقتل والتطرف، لكاتب واجه منذ أكثر من ثلاثة عقود ومازال يواجه خطر التطرف الذي لم يسكت قلمه ولم يجعله يهادن في أفكاره الساعية إلى نقد الانغلاق ونبذ العنف وترسيخ التساؤل الحر والتوجه النقدي، وهي مهام الفن في العموم ضد التكلس والعنف والتوجهات الماضوية التي تحكم الكثير من المجتمعات والأنظمة.

ويواجه رشدي منذ فترة طويلة تهديدات بالقتل على صلة بروايته “آيات شيطانية” التي تم حظرها في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة عندما نشرت عام 1988 بسبب فقرات اعتبرها البعض إلحادا. وأمضى رشدي سنوات مختبئا بعد أن أصدر الزعيم الأعلى الإيراني في ذلك الوقت آية الله روح الله الخميني فتوى بإهدار دمه. ومنذ عمله الروائي الأول “أطفال منتصف الليل” لفت رشدي انتباه القراء والنقاد والأكاديميين على حدّ سواء.

ومَن قرأ رواياته يعرف جيدا أن تلك الأعمال يمكن تداولها شعبيا وفي الوقت نفسه فهي مادة مثيرة في حديث النخب الثقافية المطلعة على الأهداف الخفية التي يسعى الكاتب للوصول إليها، وهي أهداف تقع في قلب النظام الرأسمالي – الاستعماري الذي طالما هاجمه ودعا إلى فضح مثالبه. لكن ما واجهه من محاولة قتله بسبب كتاباته دفع حياته إلى مسار آخر تحدث عنه في مذكرات سابقة بعنوان “جوزف أنطون” وقد تكون الرواية الجديدة استكمالا لفصل آخر من حياة رشدي المثيرة.

ويذكر أن سلمان رشدي ولد عام 1947 في بومباي بالهند وأصدر روايته الأولى “غريموس” سنة 1975. ولرشدي حوالي خمس عشرة رواية وقصص للشباب وأخرى قصيرة ومقالات، وهو حاصل على جائزة بوكر عام 1981 عن روايته "أطفال منتصف الليل".

12