سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. "ملك الانتظار" الذي نقل السعودية إلى المستقبل

"آخر العنقود" بين أبناء الملك المؤسس قاد سلسلة متواصلة من عمليات التطوير كانت دليلا على أنه يريد أن يقود السعودية برمتها على هذا المسار.
الثلاثاء 2022/05/17
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود آخر العنقود وأوّله

الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو أطول “الإخوة السبعة” الذين جاز أن يحملوا صفة “ملك بالانتظار”. ولكن ليس لأنه أصغرهم سنا فحسب، بل لأنه أطولهم خدمة. وفي الوقت نفسه أكثرهم ارتباطا بالمركز الأول في المملكة على امتداد عدة عهود، وأوسعهم حملا للمسؤوليات. ولعله بفضل كل ذلك صار أكثرهم معرفة بشؤون الحكم وتطلعا للتغيير فيه. وعندما أصبح ملكا في العام 2015 على إثر وفاة أخيه الملك عبدالله، كان على بيّنة مسبقة، أكثر من كل الذين سبقوه، مما يتوجب عليه عمله.

ولئن كان “آخر العنقود” بين أبناء الملك المؤسس، أو من رعيل “الجيل الأول”، فإن الأعباء التي كانت تنتظره تشمل، بين أول ما تشمل، إعادة تأسيس المملكة، على نحو يحمي تراتبياتها من صراع الأجيال التالية.

هذه المهمة كانت من الضخامة بحيث أنها شملت كل مركز في السلطة، وكل مؤسساتها، ومكانة الجيلين الثاني والثالث فيها، بالتوازي مع إعادة بناء شاملة، اقتصادية واجتماعية وإدارية وقانونية تركت بصمة على كل وجه من وجوه الحياة في السعودية.

يقضي الملك سلمان “أيام راحة” في المستشفى الآن. فإذا نظر أبناء أسرته ومواطنوه إلى الأعوام السبعة الماضية فسوف يرون مملكة حديثة، أصلب عودا وأقدر على مواكبة العصر وأكثر تماسكا، وتمضي وفق رؤية واضحة في شق الطرق إلى المستقبل، وبخاصة في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي.

العهد المنعطف

◙ أول مناصب الملك سلمان توليه إمارة الرياض بالنيابة، وهو ابن التاسعة عشرة من عُمره، قبل أن يصبح أميرا للعاصمة برتبة وزير، ويقود سلسلة متواصلة من عمليات التطوير كانت دليلا على أنه يريد أن يقود السعودية برمتها على هذا المسار

الكثير مما يُنسب إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد من أعمال التحديث هو في الواقع ثمرة السبعين سنة التي أمضاها أبوه وهو يتقلب بين مراكز المؤسسة الحاكمة والمسؤوليات الحكومية المختلفة، التي ظل يؤديها وهو يعرف أنه “ملك بالانتظار”.

الأمير محمد نفسه شق بدايات مماثلة في مطلع شبابه، في عهد الملك الراحل عبدالله، كانت هي التي منحته المكانة الرفيعة المبكرة، وميّزته عن أبناء جيله الثاني، وهي التي وفرت له القدرة بالأحرى على أن يتخطى بقايا جيل لم تعرف شخصياته من الأمراء المعروفين أكثر من مواصلة الخطى الرتيبة التي تميزت بها مسيرة البلاد في معظم سنوات القرن الماضي.

الملك سلمان ختم ذلك العهد بنفسه، إنما بما تم إنجازه في عهده من أعمال تطوير لم تترك حجرا في البلاد إلا وقلبته. وهي أعمال صنعت المفارقة التي جعلت من “آخر العنقود” أوله أيضا.

السعودية لم تعد هي نفسها التي كانت قبل توليه السلطة. ولئن أسهمت رؤى ولي العهد الشاب في صياغة الكثير من جوانبها، بفضل ما حظي به من ثقة، فإن المنعطف الذي صنعه الملك سلمان مزج مسار عهدين يُتمم أحدهما الآخر ويجعله امتدادا وتأصيلا له. هو في طرف وولي عهده في الطرف الآخر.

وهكذا، فما من شيء يمكن لولي العهد أن يفعله في المستقبل إلا ويجد له أصلا يحظى بثقل الشرعية، بأكثر صورها المحافظة. ولكن بأكثر صورها قبولا للتغيير واعترافا بحقيقة أن هذه البلاد لن تنجو من عواصف المتغيرات ما لم تستقبلها بالاستعداد الاقتصادي والاجتماعي والمؤسسي المسبق.

وهذا ما أرسى الملك سلمان أسسه في كل مجال، حتى ليكاد مَنْ يحصرها يسأل: من أين امتلك هذا الرجل الثمانيني عندما بدأ عهده، الوقت ليحقق ما حققه بالفعل؟

هناك تفسير واحد لهذه القدرة، هو أنه رافق شؤون الحكم منذ أن كان في التاسعة عشرة من العمر، ولأنه حظي بالمكانة والثقة والقرب، ما يجعله يعرف كل صغيرة وكبيرة، ويعرف من أين تتسرب رياح العاصفة إذا أُهملت ثغراتها.

بطريقة أو أخرى، يمكن القول إن الملك السابع للدولة السعودية الثالثة التي نشأت في العام 1902، والحاكم العشرين من أسرة آل سعود، والابن السابع من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، هو أيضا الملك الأول للدولة السعودية الجديدة – الرابعة. حصل ذلك بما أنجز، وبما ترك لولي عهده من إرث التجديد والإصلاح الذي يرقى إلى مستوى إعادة التأسيس.

◙ أمانة الملك سلمان لسر الأسرة السعودية التي تضم المئات من الأمراء جعلته يعرفهم واحدا واحدا، ويعرف من أين يتسرب الفساد إليهم. فأعد لهم ملفات تصفية الحساب

ولو سألت الأمير محمد عمن يجدر به حمل لقب المجدد أو المصلح الأول، فإنه لن يتردد بأن يُحيله إلى أبيه، ولو كان له نصيب فيه. فأحد أهم وجوه الإصلاح في هذه البلاد هو أن يكون امتدادا ومسارا فقط، لا منقلبا. وأحد أهم وجوهه الأخرى هو أن يمتلك القدرة على الاستمرارية والصواب والثبات والعزم. ذلك شرط آخر لنجاح إعادة التأسيس، حتى ليجوز القول إن الملك وولي عهده هما أول امتداد لبعضهما البعض بين السبعة السابقين.

البداية من العمران

ولد الملك سلمان في 31 ديسمبر 1935، وتلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض التي كان يديرها عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام. وختم القرآن وهو في سن العاشرة. وكان أحد الأمراء المقربين لوالده الملك المؤسس، وشوهد يرافقه وهو لا يزال طفلا.

وكان من بين أول مناصبه أن أصبح أميرا للرياض بالنيابة وهو ابن التاسعة عشرة من عُمره، قبل أن يصبح أميرا للرياض برتبة وزير، وقاد سلسلة متواصلة من عمليات التطوير العمراني في هذه المدينة كان من ضمنها العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى؛ مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والملاعب الرياضية، فتوسعت وازدهرت، وأصبحت ترقى للمرة الأولى إلى مستوى العواصم الكبرى في العالم، من حيث معالمها وطرقها ومنشآتها. ولم تعد مجرد عاصمة لدولة دينية، تقتصر حياتها على مصدر واحد للعيش.

كانت الرياض دليلا أول على أنه يريد أن يقود السعودية برمتها على هذا المسار.

نجاحه في الرياض هو الذي جعله أمين سر الأسرة السعودية التي تضم المئات من الأمراء، ورئيس مجلسها. وهو منصب خطير لمن يعرف أن اتساع دائرة الأمراء ظلّ يحمل مشاكل تزداد تعقيدا؛ من ناحية بسبب الحاجة الى رعايتهم، ومن ناحية أخرى لضبط طموحاتهم وتوظيف كفاءاتهم وتحويلها إلى كفاءات خدمة وطنية، وليس مجرد ألقاب شرف وامتيازات مسبقة.

إلى جانب ذلك جعله هذا المنصب يعرفهم واحدا واحدا، ويعرف من أين يتسرب الفساد إليهم. فأعد لهم ملفات تصفية الحساب، التي قيل إن الأمير محمد هو المسؤول عنها، عندما احتجز العديد منهم في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، لتسوية ما تتعين تسويته.

شملت الاحتجازات خمسين شخصية بارزة؛ بينها رئيس الحرس الوطني الأمير متعب، ابن الملك عبدالله الذي توفي في عام 2015، وشقيقه الأمير تركي، الحاكم السابق للرياض، وذلك بين 11 أميراً و38 وزيراً ونائب وزير، ورجال أعمال كبار.

الرسالة المباشرة من ذلك كانت: لا فساد بعد اليوم. وإن الانتساب إلى الأسرة الحاكمة لا يغطي أحدا، أميرا كان أم وزيرا، بل حتى ولو كان ولي العهد نفسه. فتمت الإطاحة بالأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.

لقد كان ذلك جزءا من معرفة رجل مطلع على كل التفاصيل. وخاصة تلك التي تتعلق بترف الأمراء والمسؤولين الذين اعتبروا المسؤوليات والمناصب طبقا من ذهب.

رجل الرشد والحكمة

◙ الكثير مما يُنسب إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد من أعمال التحديث، هو في الواقع ثمرة السبعين سنة التي أمضاها أبوه بين مراكز المؤسسة الحاكمة
الكثير مما يُنسب إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد من أعمال التحديث، هو في الواقع ثمرة السبعين سنة التي أمضاها أبوه بين مراكز المؤسسة الحاكمة

ظل حاكما للرياض لأكثر من نصف قرن. وأصبح بفضل الرشد والحكمة التي أظهرها في مختلف المنعطفات التي مرت على المملكة طوال هذه المدة مستشارا شخصيا لكل الملوك الذين حكموا البلاد.

وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن 86 عاما فتحت الطريق للأمير سلمان، آخر العنقود، ليتولى المنصب بقرار أصدره الملك عبدالله في 18 يونيو 2012 وتم تعيينه بالتالي نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، ليحوز على الفرصة التي أتاحت له أن يكون خاتمة عهد وبداية آخر.

الملك بالانتظار، وقف على باب المسؤوليات الأكبر منذ ذلك الوقت ليعد العدة لشيئين كبيرين: الأول حسم التنازع بين أجيال أمراء أسرة آل سعود، والثاني تحديث المملكة اقتصاديا استعدادا لعالم ما بعد النفط، واجتماعيا للخروج من بيئة الانغلاق التي أورثت البلاد وضعا بدت معه وكأنها مصدر للتشدد، وهو ما كان يتطلب معالجة المشكلة انطلاقا من كبح “هيئة الأمر بالمعروف”، وكبح شيوخ التشدد الذين هيمنوا على المنتج الثقافي للوهابية.

الذين يعرفون أن الدولة السعودية الثالثة نشأت على صفقة بين أمراء آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، يعرفون أيضا مدى خطورة الإصلاح في هذه القطعة من المجسم السياسي العام للبلاد.

وحدهما الاتزان والإقدام وفرا السبيل لإجراء تعديلات في الهيئات القيادية الدينية، مهدت السبيل لكي يستعيد الاعتدال مكانه، أو لكي يتسلل إلى مركزه المفقود.

◙ الدولة السعودية الثالثة تعود نشأتها إلى صفقة بين أمراء آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، والعارفون يدركون مدى خطورة الإصلاح في هذه القطعة من المجسم السياسي العام للبلاد

ورث الملك سلمان عقب مبايعته ملكاً في 23 يناير 2015 “هيئة البيعة” التي أسسها سلفه الملك عبدالله، لكي يضبط من خلالها آليات اختيار الملك وولي العهد. فمع اقتراب عنقود “الجيل الأول” من نهايته، واتساع دائرة الجيلين الثاني والثالث، أصبح الاختيار أصعب، وينطوي على مخاطر، كان يمكن أن تودي ليس باستقرار المملكة وحدها، وإنما كل جوارها الخليجي أيضا.

الهيئة تكونت من أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده في حالات يحددها النظام الداخلي للاختيار، بالإضافة إلى إثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد، وتقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد. ويقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسبًا لولاية العهد.

فاز الملك سلمان ببيعة ولي عهده الأمير محمد، ولكن الأمر لا يزال مفتوحا أمام اختيار من يمكن أن يصبح وليا لولي العهد. هذا معترك لم يحسم بعد. ولكنه ينتظر نضوج معترك التجديد، لعله يُسفر عمن يقدر على متابعته. ولكنه انطلق على أي حال، ولم يعد بوسع أحد أن يوقفه. وهو الأمر الذي يراهن الملك وولي عهده على أن يفسح الطريق أمام شخصية يمكنها أن تشكل تتمةً تجدر بالثقة، من دون أن تكون بالضرورة واحدا من أبناء آخر العنقود نفسه. على الأقل لأن الملك سلمان تعهد بذلك لتمرير مبايعة ابنه من بعده.

وفي واحد من أبرز الإصلاحات المؤسسية لبناء دولة حديثة، قام الملك سلمان بإلغاء كل المجالس الحكومية التي كانت بمثابة جهاز بيروقراطي لاستيعاب الأمراء في وظائف رفيعة. واكتفى بمجلس الشؤون السياسية والأمنية برئاسة ولي العهد ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة أمين عام الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي سُمح له بإعادة تنظيم مؤسسات الحكومة. وهو ما شكل بداية لأكبر عملية “إصلاح هيكلي” في تاريخ السعودية، دفعت إلى واجهة المسؤولية قيادات الصف الثالث من شريحة الأمراء الشباب بغية إعداد قادة للمستقبل. وواحد من هؤلاء سيكون وليا لولي العهد إذا ما أثبت الكفاءة والولاء لمشروع الإصلاح الشامل.

عدد قياسي من الإصلاحات

◙ إدارة الملك سلمان وولي عهده تضع مسألة الإصلاحات الاقتصادية لتخفيف الاعتماد على النفط في مكانة مركزية تكاد لا تعلوها مكانة في السباق لتنويع مصادر الدخل غير النفطي ضمن رؤية السعودية 2030
إدارة الملك سلمان وولي عهده تضع مسألة الإصلاحات الاقتصادية لتخفيف الاعتماد على النفط في مكانة مركزية تكاد لا تعلوها مكانة في السباق لتنويع مصادر الدخل غير النفطي ضمن رؤية السعودية 2030

نفذ الملك سلمان في عامه الأول ما وصفه البنك الدولي بأنه أكبر “عدد قياسي من الإصلاحات” جعلت السعودية من بين أفضل 20 بلدًا إصلاحيًا في العالم، والثانية من بين أفضل البلدان ذات الدخل المرتفع ودول مجموعة العشرين من حيث تنفيذ إصلاحات تحسين مناخ الأعمال.

تعديلات شتى ومتوالية، في المناصب الكبرى والوزارات، كانت هي السمة الغالبة في البحث الدائم عن الأكفأ والأصلح.

اقتصاديا تجاوزت قيمة أكبر الشركات السعودية في العام الماضي ما يعادل 3 تريليونات دولار تقريبا. وسجل التعليم قفزات نوعية، شملت هيكلة مؤسساته التعليمية وإداراته، بعد دمج التعليم الجامعي والتعليم العام في وزارة واحدة، إضافة إلى تخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم العام والعالي.

وفي عام 2021 اعتبرت منظمة اليونسكو السعوديةَ رابعة أهم دول العالم (بعد كوريا الجنوبية والصين وفنلندا) في التعليم الإلكتروني.

◙ السعودية لم تعد هي نفسها التي كانت قبل توليه السلطة. ولئن أسهمت رؤى ولي العهد الشاب في صياغة الكثير من جوانبها، بفضل ما حظي به من ثقة، فإن المنعطف الذي صنعه الملك سلمان مزج مسار عهدين يُتمم أحدهما الآخر

وسجلت السعودية قفزة في أبحاث “الابتكار والتطوير”، فاحتلت المركز الأول عربيا والمركز الـ22 عالميا في عدد براءات الاختراع بواقع 787 براءة في العام 2020.

كما حققت قطاعات الخدمات في الصحة والإعمار والطرق والاتصالات والخدمات الرقمية تسجيلات مرموقة. وبات لدى المملكة -على سبيل المثال- 41 كلية طب، و39 كلية تمريض، و27 كلية صيدلة، و51 كلية من كليات الرعاية الصحية الأخرى. أما من ناحية أعمال النقل والطرق فقد زادت إجمالي أطوال الطرق الرابطة بين المدن 73268 كيلومتراً. وقفز مجموع أطوال مسارات الطرق إلى 315 ألف كيلومتر. وتقدمت في مؤشرات جودة خدمات الموانئ وفقاً لتقرير التنافسية العالمي للعام 2019، والتجارة عبر الحدود، والارتباط بخطوط الملاحة البحرية المنتظمة، والنقل الجوي. كما تقدمت في سلم الترتيب العالمي لمؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات بحسب التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في العام الماضي، وصنفت ضمن المراتب العشر الأولى عالميا في سرعة الإنترنت. وحققت المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين.

وبدْءا من تطبيقات الحكومة الإلكترونية، مرورا بالحوسبة السحابية وإصلاحات النظام القانوني، ووصولا إلى الرياضة والسياحة والترفيه، فإن الإصلاحات في المجال الاجتماعي لم تكتف بإزالة وصمة حرمان المرأة من قيادة السيارة، ولكنها امتدت لتضمن لها حقوقا ودورا أكبر في العمل والوظائف، بل وفي إدارة المشاريع والأعمال. وذلك بينما وضعت إدارة الملك سلمان وولي عهده مسألة الإصلاحات الاقتصادية لتخفيف الاعتماد على النفط في مكانة مركزية تكاد لا تعلوها مكانة في السباق لتنويع مصادر الدخل غير النفطي ضمن رؤية السعودية 2030.

يذهب الملك سلمان ليرتاح، إنما من أعباء سبعين عاما تقريبا من العمل المتواصل. هو آخر عهد، وهو أول عهد آخر. ولكن النظر إلى ما ترك لولي عهده من إرث يثبت أنه مؤسس لدولة جديدة، سوف يتجادل المؤرخون في تسمية ملكها الأول.

الملك سلمان قام بأكبر عملية "إصلاح هيكلي" في تاريخ السعودية دفعت إلى واجهة المسؤولية قيادات الصف الثالث من شريحة الأمراء الشباب

12