سلطنة عمان تطلق خدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية

وصول ستارلينك إلى السوق العمانية يوفر خدمة عالية السرعة في أكثر المناطق النائية بالبلاد.
السبت 2025/03/29
ما رأيك في سرعة تدفق البيانات

مسقط - أعطت هيئة تنظيم الاتصالات العمانية الضوء الأخضر لشركة ستارلينك الأميركية لبدء تقديم خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض في البلاد باستخدام أنظمة الاتصالات الفضائية.

وبذلك ستكون السلطنة رابعة دول منطقة الشرق الأوسط التي تدخل هذه الخدمة التي توفرها الشركة المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك بعد كل من اليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن.

وأعلن ماسك الخميس توفر خدمة الإنترنت الفضائي في البلد الخليجي. وقال عبر حسابه في منصة إكس “ستارلينك متوفرة الآن في سلطنة عُمان.”

وكان مرسوم سلطاني قد صدر أواخر يونيو 2023 يقضي بإصدار ترخيص من الفئة الأولى لشركة ستارلينك – مسقط لإنشاء وتشغيل نظام اتصالات فضائية لتقديم خدمات الاتصالات العامة الثابتة.

ويبشر وصول ستارلينك إلى السوق العمانية بعصر جديد من الاتصالات بالإنترنت، ويعد بتوفير خدمة عالية السرعة حتى في أكثر المناطق النائية بالبلاد. ومن المتوقع أن تُعيد هذه القفزة التقنية تشكيل مختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع المحلي.

الخدمة الفضائية ستسهم في تعزيز التحول الرقمي والنهوض بقطاعات كالنفط والغاز والتعدين والسياحة والزراعة

ويعني تدفق الإنترنت عالي السرعة توليد بيانات ونقلها وتخزينها أكثر من أي وقت مضى. ولكونها سلاحا ذا حدين، فهي مورد قيّم للابتكار والنمو الاقتصادي، ولكنها أيضا هدف محتمل لمجرمي الإنترنت، وأداة للمراقبة غير المرغوب فيها، وتهديد محتمل للأمن.

وأطلقت ستارلينك منذ عام 2020 عددا أكبر من الأقمار الاصطناعية في مدار أرضي منخفض عند ارتفاع أقل من ألفي كيلومتر عن سطح الكوكب، مقارنة بمنافسيها مجتمعين.

وتنقل تلك الأقمار التي تعمل على مثل هذه الارتفاعات المنخفضة البيانات بكفاءة عالية للغاية، وهو ما يوفر إنترنت عالي السرعة للمجتمعات النائية والسفن البحرية والجيوش في حالة حرب.

ووفقا لوكالة الأنباء العمانية الرسمية، ستغطي خدمات شركة ستارلينك – مسقط كافة مناطق البلد، بما فيها مناطق الخدمة الشاملة، بسرعات يمكن أن تصل إلى 100 ميغابت/الثانية.

كما ستوفر حلولا مبتكرة لربط أبراج الاتصالات في المناطق ذات التضاريس الجغرافية الصعبة، ما سيسهم في تعزيز التحول الرقمي، بالإضافة إلى خدمة عدد من القطاعات الاقتصادية كالنفط والغاز والتعدين والسياحة والزراعة.

ومن المفترض أن يحقق إطلاق الخدمة ميزات كثيرة، منها تعزيز المنافسة بين شركات الاتصالات المرخصة وتعدد الخيارات أمام المنتفعين ودعم الجودة والسرعة وتوفير بيئة معززة لمجتمع رقمي.

وتظهر معطيات هيئة تنظيم الاتصالات المنشورة على منصتها الإلكترونية أن 22 شركة تعمل في مجالات مختلفة في القطاع، لكن هناك 4 شركات تقدم خدمات الاتصالات هي عمانتيل وأوريدو وفودافون وأواصر.

وعلاوة على ذلك ستقدم ستارلينك خدمة مختلف قطاعات الأعمال وسيستفيد من خدماتها أي شخص طبيعي أو اعتباري يود الحصول على هذه الخدمات.

وحسب بيانات مركز الإحصاء، بلغ إجمالي أعداد المشتركين في خدمة الإنترنت الثابت بالسلطنة حتى نهاية يناير الماضي 573.9 ألف مشترك، منهم 571.3 ألف مشترك في خدمات النطاق العريض الثابتة، وتشمل الاتصال الهاتفي وبعض خطوط الإنترنت المؤجرة.

وأشارت الإحصائيات إلى أن إجمالي الاشتراكات النشطة بالإنترنت ذات النطاق العريض بالهاتف المحمول بلغ 6.6 مليون اشتراك خلال الفترة المذكورة.

وشهد قطاع تقنية المعلومات في السلطنة نموا وتطورا كبيرا في السنوات الأخيرة مع ظهور العديد من الفرص والاتجاهات المستقبلية.

حسب بيانات مركز الإحصاء بلغ إجمالي أعداد المشتركين في خدمة الإنترنت الثابت بالسلطنة حتى نهاية يناير الماضي 573.9 ألف مشترك

ويقول خبراء إن سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد مدفوع بالزيادات الكبيرة في الاستثمار الخاص والعام، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، وتوسيع الطلب على الخدمات السحابية.

وتقدر شركة أبحاث السوق موردر أنتليجنس حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عمان بمبلغ 5.47 مليار دولار بنهاية العام الماضي.

وتتوقع موردر أن يصل حجمها إلى حوالي 9.07 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.88 في المئة.

وحققت عمان تقدما كبيرا في توسيع البنية التحتية للنطاق العريض الثابت واللاسلكي لتلبية الطلب المتزايد على اتصال الإنترنت عالي السرعة. وفي يونيو 2023 أعلنت شركة أوريدو عن إمكانية الوصول إلى شبكة الجيل الخامس للاتصالات (5 جي).

وبشكل عام، فإن الاستثمارات الكبيرة للحكومة العمانية في إنشاء اتصال دولي قوي قد تضمن التواصل السلس وتبادل البيانات مع الشبكة العالمية بشكل أفضل وأسرع في المستقبل.

وعلاوة على ذلك من المتوقع أن تتم خدمة البلاد من خلال العديد من الكابلات البحرية الدولية، ما يوفر روابط موثوقة وعالية السعة لمختلف الوجهات الدولية في السنوات القادمة.

ويتيح هذا الربط للشركات العمل على الصعيد العالمي، كما يعزز التواصل مع الشركاء الدوليين، ويدعم نمو الاقتصاد الرقمي الذي تنشده البلاد وفق رؤية 2040.

11