سلطنة عمان تطلق جوائز أدبية وفنية ومشاريع ثقافية متنوعة

السلطنة تنظم عددا من جوائز الإبداع في الموسيقى والأفلام وثقافة الطفل وتوجه مؤسساتها للعناية بالثقافة.
الاثنين 2023/08/07
العمانيون يولون الثقافة اهتماما خاصا

مسقط - أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية عددا من الجوائز هذا العام من بينها جائزة الفنون لعام 2023 في ثلاثة مجالات هي الأفلام الدعائية وأفلام الرسوم المتحركة والموسيقى التصويرية، تستهدف العُمانيين والمُقيمين من سن 18 سنة فما فوق.

وتهدف هذه الخطوة إلى اكتشاف المواهب الفنية في مجالات الجائزة المطروحة، وإبراز الجانب الإبداعي للمشاركين ودعم المواهب لدى طلاب الجامعات والكليات للمزيد من الإبداع، وتشجيع المواهب الشابة في مجال الموسيقى وتعزيز التعاون بين الموسيقيين والمنتجين والمخرجين في مجال صناعة الموسيقى لتقديم أعمال فنية جديدة مبتكرة.

كما أطلقت الوزارة ممثلة بالمديرية العامة للشباب النسخة الأولى من جائزة “تواصُل” للأفلام القصيرة بأنواعها المختلفة (الروائية، والوثائقية، وثلاثية الأبعاد والإلكترونية) دعمًا للشباب العُمانيين أصحاب الخبرة من العاملين والممتهنين لمهنة التصوير وإخراج الأفلام القصيرة أو من لديه الرغبة والموهبة في صناعة الأفلام، كما تُعد الجائزة أحد الجوانب الداعمة والمشجعة لتفعيل الجانب الفني والإبداعي والابتكار في حقل صناعة الأفلام التي أصبحت إحدى الصناعات والمنتجات الداعمة لاقتصادات الدول.

أكبر مكتبة عائمة في العالم وهي سفينة لوغوس هوب، رست بميناء السُّلطان قابوس بولاية مطرح وفتحت أبوابها أمام الجماهير من محبي القراءة واقتناء الكتب

كما أطلقت الوزارة هذا العام للمرة الأولى جائزة ثقافة الطفل وتضمنت فرعين هما مسابقة “عُمان تحكي”، ومسابقة “تحدَّث كي أراك”، ويتنافس في مختلف مجالاتها الأطفال والمشتغلون بثقافة الطفل؛ بهدف تنمية وتحسين قدرات الأطفال الثقافية والأدبية، ودفع الكتّاب والأدباء لإثراء مكتبة الطفل العربي بالقيم الإنسانية، وتعزيز ثقافة الطفل العربي.

ويتنافس في مسابقة “عُمان تحكي” كتّاب وأدباء الطفل من العمانيين والعرب في كتابة نصوص قصصية موجهة للأطفال واليافعين تتصل بمجال التراث الثقافي وتعزيز الهوية العُمانية، وتتم مكافأة الفائزين بطباعة أفضل النصوص ضمن إصدارات قصصية، وإقامة حفل توقيع للفائزين.

أما مسابقة “تحدث كي أراك” فيتنافس فيها الأطفال الموهوبون في مهارة التحدّث من خلال صنع محتوى مرئي مصوّر “مقطع فيديو” باللغة العربية الفصحى أو باللهجة المحلية مدته 2 إلى 4 دقائق، يتحدث كل مشارك فيه عن موضوع محدّد يختاره حسب الموضوعات المطلوبة المحددة، ثم يرسل المحتوى إلى الموقع الإلكتروني للمسابقة، وبعد الفرز يتأهل عشرة فائزين للتنافس أمام لجنة التحكيم في النهائيات على خشبة المسرح.

ومن ناحية أخرى وصلت إلى سلطنة عُمان أكبر مكتبة عائمة في العالم وهي سفينة لوغوس هوب، حيث رست بميناء السُّلطان قابوس بولاية مطرح وفتحت أبوابها أمام الجماهير من محبي القراءة واقتناء الكتب وبقيت حتى الثاني والعشرين من يوليو ثم توجهت إلى محافظة ظفار ورست في ميناء صلالة لمواكبة فعاليات موسم خريف ظفار حيث يوجد فيه العديد من السياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وتعد سفينة لوغوس هوب أحد أشهر معارض الكتب المتنقلة في العالم، وتجربة تعلم وتبادل ثقافي، حيث تسافر حول العالم لنقل المعرفة عبر سلسلة من الندوات والفعاليات الثقافية التي تقدم للزوار داخل السفينة. ويُعد مركز ذاكرة عُمان نموذجًا للمؤسسات الأهلية العلمية والثقافية غير الربحية في سلطنة عُمان، فهو يُعْنَى برصد الذاكرة العُمانية على تنوُّع روافدها، واحتواء المُنجز الفكري العُماني على اختلاف أوعيته.

Thumbnail

ولمركز ذاكرة عُمان أربعة أركان رئيسة تَقُوم عليها توجهاتُه، وترتكز عليها جميعُ نشاطاته وخدماته حيث تستوعب كل أوعية الثقافة التي تخدم المركز؛ مثل المخطوطات والوثائق والصُّوَر والدوريات والمسكوكات والآثار والأفلام والتاريخ الشفهي وما شابه ذلك، كما تسعى للإحاطة بكل ما يستدعيه رَصد الذاكرة من خطوات ومراحل.

وقد نفّذ المركز عددًا من المشروعات منها مشروع “الذاكرة العُمانية” وهي موسوعة رقمية تم خلالها رصد مفردات الذاكرة العُمانية وما يكوّنها من أحداث وظواهر وأعلامٍ وأزمنة وأمكنة ومفاهيم واصطلاحات وألفاظ وعلوم ومعارف، بأسلوب يستجمع كل هذه المفردات، ويربط بينها، ويقلب وجهات النظر فيها من عدة زوايا.

ومن بين المشروعات أيضًا مشروع “عُمان في ذاكرة العالم”، وهذا المشروع يهدف إلى توثيق الحضور العُماني في ذاكرة الشعوب الأخرى، ورصد الإشارات المتفرقة عن عُمان في السجلات المدوّنة الموثقة لدى دول العالم. كما أن هناك مشروع “ترجمان عُمان” الذي يستمر عشر سنوات قابلة للتمديد ابتداءً من 2022 إلى 2033، وفق أربع مراحل.

وبالرغم من حداثة المركز إلا أنه استطاع تنظيم 7 مؤتمرات دولية بماليزيا، وهي: “الدّور العماني في وحدة الأمة” في عام 2014، و”الدّور العماني في خدمة اللغة العربية” في 2015، و”العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان” عام 2016، و”الرسالة الحضارية للأدب العُماني” في 2017، و”حركة الطباعة العُمانية وأثرها في التواصل الحضاري” في عام 2018، و”الدّور العماني في خدمة القرآن الكريم وعلومه” في عام 2019، و”ترجمة التراث العُماني: الرؤى والآفاق” في 2022.

وقد انبثقت عن توصيات المؤتمرات السابقة سلسلة كتب مترجمة من العربية إلى لغة الملايو، ومن الإنجليزية إلى العربية، صدرت منها إلى الآن ستة كتب، وكانت دافعًا قويًّا لصياغة مشروع متكامل لـ”ترجمة التراث العُماني”، وتم الإعلان عن المشروع في المؤتمر السابع بماليزيا. كما شارك مركز ذاكرة عُمان في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية والمحلية، قدّم خلالها أوراقًا بحثية في مجال المخطوطات وحفظ التراث ورقمنته وإتاحته.

13