سلطنة عمان تسرع خطوات تعزيز قدرات الموانئ واللوجستيات

أسياد تفوز بامتياز تطوير وتشغيل ميناء السويق لمدة 40 عاما.
الثلاثاء 2024/11/26
آفاق مستقبلية أرحب

سرّعت سلطنة عمان من خطواتها باتجاه زيادة دور الموانئ التجارية البحرية والخدمات اللوجستية في الاقتصاد، في تحرك تسعى من خلاله الحكومة إلى تحقيق مكاسب أكبر ضمن أجندة التنويع 2040 وفق قواعد مستدامة منسجمة مع خطط الإصلاح.

مسقط - أعطى منح مجموعة أسياد العمانية امتياز تطوير وتشغيل ميناء السويق الواقع بين العاصمة مسقط ومدينة صحار، بعدا إضافيا لإصرار الحكومة على تحويل البلد إلى مركز لوجستي في المنطقة.

ووقّعت وزارة النقل الاثنين على اتفاقية امتياز مع أسياد لمدة 40 عاما لإدارة الميناء الذي يتمتع بموقعه الإستراتيجي، ويعد الخيار الأول للتجار الباحثين عن بوابة بحرية إلى سلطنة عُمان ودول الخليج العربي.

وفرض اضطراب سلاسل الإمدادات العالمية على الشركات الحكومية في منطقة الخليج العربي تسريع وتيرة أعمال الموانئ والاستفادة من الأسعار لتطوير البنية التحتية للقطاع.

سعيد المعولي: الاتفاقية ستدعم قدرة السلطنة على المنافسة في الأسواق
سعيد المعولي: الاتفاقية ستدعم قدرة السلطنة على المنافسة في الأسواق

وتعد الموانئ الرئيسية للبلاد، وفي مقدمتها صحار وصلالة والدقم بوابات لوجستية ومراكز عالمية تربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية معا.

وتولت موانئ أسياد إدارة ميناء السويق منذ سبتمبر 2019، وشرعت في تنفيذ خطة تطوير شاملة فيه، فتحوّل إلى داعم أساسي للتجارة المحلية ومركز لتوريد خدمات الاستيراد والتصدير للشركات والمصنّعين في البلاد.

واستكمالا لذلك تهدف الاتفاقية الجديدة إلى تطوير الميناء ليكون رافدا للربط التجاري ودعم الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة السلطنة بوصفها مركزا لوجستيا عالميّا. لكن لم يتم الكشف عن قيمة الصفقة.

وتتوافق هذه الشراكة مع إستراتيجية وزارة النقل لتمكين الموانئ العُمانية وزيادة عمليات الاستيراد والتصدير فيها واستقطاب خطوط شحن جديدة لربط سلطنة عُمان بالأسواق الدولية بشكل أكثر كفاءة.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى وزير النقل سعيد المعولي قوله إن “الاتفاقية تأتي لتعزيز البنية الأساسية من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي وقدرة سلطنة عُمان على المنافسة في الأسواق الدولية.”

وبموجب الاتفاقية سيتم إنشاء رصيف بحري بطول 500 متر وعمق 14 مترا، مصمم لاستيعاب مختلف أحجام السفن ومناولة جميع أنواع البضائع، بما في ذلك البضائع السائبة والسائلة والجافة والبضائع العامة والمركبات.

وعلاوة على ذلك، سيتم اعتماد أنظمة مناولة حديثة لميناء السويق يتوقع أن تُحسن الكفاءة التشغيلية وتوسع مساحات التخزين لمواكبة الطلب المتزايد.

كما تشمل الاتفاقية توسعة مساحة الميناء لتتجاوز أكثر من 360 ألف متر مربع لتلبية احتياجات الاقتصاد المحلي المتنامي خاصة في قطاع الأمن الغذائي، ليواصل دوره باعتباره ميناء تجاريّا متعدد الأغراض وفق مقاييس عالمية تمكنه من فتح خطوط ملاحية دولية جديدة.

عبدالسلام المرشدي: خطوة مهمة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
عبدالسلام المرشدي: خطوة مهمة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص

وأوضح عبدالسلام المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني (صندوق الثروة) أن الاتفاقية خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص.

وقال “تتيح الشراكة لمجموعة أسياد الفرصة لتطوير ميناء السويق ليصبح ركيزة أساسية في تحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز مكانة السلطنة.”

وأكد المرشدي أن المشروع سيمهد الطريق لاستقطاب الاستثمارات وتوسيع الأنشطة التجارية، مما يسهم في تنشيط الحركة التجارية وتطوير البنية الأساسية.

ويكتسب ميناء السويق بمحافظة شمال الباطنة أهمية تجارية مضاعفة بسبب قربه من ميناء خزائن البري ليشكل ممرًّا حيويًّا لوصول البضائع والمنتجات الغذائية للأسواق الإقليمية المجاورة وأسواق الهند والقرن الأفريقي.

كما أنه يسهم في تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير لكافة البضائع، وتسريع التجارة وتداول البضائع والحاويات النمطية والحاويات المبردة من وإلى البلد الخليجي.

وبحسب خميس الشماخي وكيل وزارة النقل تعدّ الاتفاقية باكورة لبداية مرحلة جديدة في ميناء السويق ويعول عليه الكثير بحكم المؤشرات الجيدة التي حققها.

وتشير بيانات وزارة النقل أن الميناء استقبل في الفترة الماضية وحتى الآن نحو 4700 سفينة وبحجم مناولة للبضائع بلغ 4 ملايين طن.

واعتبر الشماخي أن هذه الاتفاقية طويلة المدى تعزّز من جلب استثمارات جديدة للميناء وبناء منظومة أفضل بالتعاون مع شركة موانئ أسياد المشغلة للميناء وربطه بطريقي الباطنة الساحلي والباطنة السريع ومدينة خزائن الاقتصادية.

عمر المحرزي: الميناء شهد تطورا من حيث حجم البضائع التي تمت مناولتها
عمر المحرزي: الميناء شهد تطورا من حيث حجم البضائع التي تمت مناولتها

وكانت أسياد قد كشفت قبل عامين أنها تخطط لهيكلة عملياتها من أجل التركيز على الخدمات اللوجستية، وخدمات الموانئ والمناطق الحرة والشحن والأحواض الجافة والتجارة الإلكترونية.

وتلعب اللوجستيات دورا كبيرا في دعم القطاعات الأخرى في السلطنة، حيث تعمل أسياد لدعم الصادرات للدول المجاورة والعالم، واختزال وقت وتكلفة التصدير وتشجيع الصناعات المحلية مع تقديم حلول أكثر كفاءة.

وتدير المجموعة ثلاثة موانئ بحرية عميقة ومنطقتين حرتين ومنطقة اقتصادية متكاملة، وعددا من الخدمات البحرية تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة.

وأوضح عمر المحرزي الرئيس التنفيذي لشركة موانئ أسياد أنه منذ قيام مجموعة أسياد بتسيير الأعمال وتشغيل الميناء في عام 2018 وهو يشهد تطورًا من حيث حجم البضائع التي تتم مناولتها.

وقالت “ارتأت المجموعة من خلال عقد الامتياز أن تستكمل مشاريعها الإنشائية واستصلاح مساحات إضافية وعمل أرصفة جديدة وتعميق الأرصفة الحالية بما يتواكب مع الحركة المتزايدة في الميناء.”

وأكد المحرزي أنه يعول على التكاملية بين ميناء السويق وميناء صحار والميناء البري في مدينة خزائن الاقتصادية، ما سهل من عملية تبادل البضائع وخاصة البضائع القادمة من إيران.

وبفضل محفظتها من الأصول ونموها السنوي المطرد، تحتل مجموعة أسياد المركز الرابع في قائمة مجلة فوربس الأميركية لأكبر 10 شركات لوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأحدثت أسياد خلال السنوات الماضية تحولا كبيرا بالقطاع عبر تعزيز تنافسيته وتنويع خدماته إقليميا وعالميا، ورفده بمختلف الحلول والمبادرات التقنية الحديثة لاستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية والمشاريع الاقتصادية.

وتملك المجموعة، التي تأسست في 2016، أصولا تزيد قيمتها عن 4 مليارات دولار وتركز على الخدمات اللوجستية والنقل وخدمات الموانئ والشحن والمناطق الحرة.

11