سلطنة عمان تستعرض تنوعها الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب

سعيد الهاشمي
مسقط- تحل سلطنة عمان ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56، التي ستقام خلال الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير القادم.
وتشارك سلطنة عمان في هذه التظاهرة بعدد من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلية، وهي وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السلطان قابوس، والنادي الثقافي، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ومركز ذاكرة عمان، وبيت الزبير، بالإضافة إلى مشاركة ثلاث عشرة من المكتبات ودور النشر العمانية التي ستقدم إصداراتها للقراء ومرتادي المعرض.
وفي هذا الشأن وضح وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة سعيد بن سلطان البوسعيدي أن هذه المشاركة تأتي تجسيدا للروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين كل من سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، وتعكس عمق التبادل الثقافي والتعاون المعرفي بين البلدين الشقيقين، إلى جانب ما يتمتع به معرض القاهرة الدولي للكتاب من أهمية كبيرة لدى القراء العرب والدول الصديقة، وما يحظى به من مكانة مرموقة بين المعارض الإقليمية والعربية.
وأكد البوسعيدي على أن سلطنة عمان تولي هذه المشاركة أهمية كبيرة، وتبذل كل ما في وسعها لإظهارها في المستوى الذي يلبي طموحات كلا البلدين، ويقدم رؤية واقعية عن المشهد الثقافي العماني للجمهور المصري الشقيق، مشيرا إلى أن الوزارة قد سعت منذ فترة مبكرة إلى الاستعداد للمشاركة في هذا الحدث الثقافي المهم، حرصا منها على ضرورة إنجاح هذه المشاركة في تقديم الصورة المثلى للثقافة العمانية في مختلف مجالاتها وتجلياتها.

سعيد بن سلطان البوسعيدي: التعاون الثقافي بين البلدين يقوم على رؤية وأهداف مشتركة يسعى الجانبان لتعزيزها وتطويرها
وبين أن الجناح العماني الموحد سيشتمل على عدة مفردات تتمثل في معرض المخطوطات العمانية النادرة، ومعرض الفنون التشكيلية، والعروض الفنية والموسيقية، إلى جانب شاشة لعرض أفلام ترويجية وسياحية قصيرة عن سلطنة عمان، ومجلس لتقديم الضيافة العمانية، وركن خاص لتقنية VR.
وفي ما يتعلق بالفعاليات الثقافية قال البوسعيدي إنه تم إعداد برنامج ثقافي شامل، يغطي طيلة أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، ويشتمل على مختلف المجالات والمفردات الثقافية من المحاضرات الفكرية والتاريخية، والأمسيات الشعرية والموسيقية والفنون الشعبية، والندوات وحلقات العمل والجلسات الحوارية والنقاشات حول الرواية وغيرها من الموضوعات الاجتماعية والأدبية.
وأضاف أن البرنامج الثقافي يشتمل على عدة ندوات، منها ندوة “العلاقات العمانية – المصرية الحديثة.. مرتكزات ومواقف” وندوة “الخطاب الثقافي.. ومتغير العصر”، وندوة “عباقرة عمانيون.. من الفراهيدي إلى ابن ماجد”، وندوة عن “التراث العماني المخطوط”، وندوة “عمان ومصر.. الوئام الأزلي”، وندوة “الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية”. كما يضم برنامج الندوات كذلك ندوة موسيقية بعنوان “فهارس المقامات والألحان: موسيقيون مصريون في عمان”.
وأشار وكيل الوزارة للثقافة إلى أن البرنامج الثقافي سيشهد جلسات حوارية، منها جلسة حوارية بعنوان “جامعة السلطان قابوس في عيون الأكاديميين المصريين” وجلسة حول “واقع صناعة النشر في سلطنة عمان” وأخرى حول “أثر الثقافة العمانية في الشرق الأفريقي”، كما يشتمل البرنامج على جلسة حوارية بعنوان “من القاهرة، هنا مسقط: الفضاءات الثقافية العمانية في القاهرة”، وجلسة بعنوان “صعودا على السفن المبحرة: الثقافة العمانية في تجلياتها المعاصرة”، موضحا أن البرنامج يشتمل كذلك على أمسيات شعرية مشتركة وعدد من المحاضرات الفكرية التي تقدمها نخبة من المتخصصين، من بينها محاضرة عن “البيئة والإنسان في عمان عبر العصور: قراءة في السجل الأثري”.
وأكد البوسعيدي على أن الوزارة حرصت على مشاركة الجانب المصري في البرنامج الثقافي من خلال استضافة نخبة من الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين المصريين البارزين، الذين سيشاركون المنصة جنبا إلى جنب مع أشقائهم من الجانب العماني.
وفي ختام حديثه أكد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة على أن التعاون الثقافي بين البلدين يقوم على رؤية وأهداف مشتركة يسعى الجانبان لتعزيزها وتطويرها، مشيدا بالتعاون البناء الذي يبذله الأشقاء في جمهورية مصر العربية لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة من هذه المشاركة.