سلطنة عمان تستبق تأثير التقلبات المناخية على منشآتها الحيوية

افتتاح سد وادي عدونب في ولاية صلالة بمحافظة ظفار والذي يُعد ثاني أكبر سد في السلطنة بسعة تخزينية تصل إلى 83 مليون متر مكعب.
الثلاثاء 2025/05/13
خطوات ثابتة

صلالة (سلطنة عمان) - قطعت سلطنة عمانية خطوة استباقية جديدة في مسار تأمين بنيتها الأساسية وحماية منشآتها الحيوية من الفيضانات التي تضاعفت حدّتها متأثرة بالتغيرات المناخية وما بات يصاحبها من تقلبات مفاجئة في بعض الأحيان.

وتمثّلت الخطوة في قيام وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بافتتاح سد وادي عدونب في ولاية صلالة بمحافظة ظفار والذي يُعد ثاني أكبر سد في السلطنة بسعة تخزينية تصل إلى 83 مليون متر مكعب.

ويُمثل السدّ الجديد، بحسب تقرير لوكالة الأنباء العمانية الرسمية، أحد المشروعات التنموية للبنية الأساسية التي تُسهم في التصدي للتحديات المناخية المتزايدة التي تواجهها سلطنة عُمان، ويهدف إلى حماية المناطق الحيوية مثل ميناء صلالة ومدينة ريسوت الصناعية والمنطقة الحرة بصلالة من تدفقات السيول والأمطار الغزيرة القادمة من الجبال المحيطة.

ونقلت الوكالة عن المهندس علي بن محمد العبري وكيل الوزارة تأكيده بمناسبة افتتاح سد وادي عدونب على أهمية إنشاء السدود نظرا إلى دورها الحيوي في حماية المناطق السكنية والتجارية والصناعية من الفيضانات الناتجة عن التقلبات المناخية ومساهمتها في تعزيز الموارد المائية السطحية والجوفية ما يدعم استقرار البيئة ويحسِّن حياة المواطنين.

وأوضح العبري أن السد الجديد يساعد على حجز كميات مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات القادمة عبر الوادي وحماية وتأمين ميناء صلالة بشقيه القائم والمستقبلي إلى جانب المنطقة الحرة بصلالة ومدينة ريسوت الصناعية فضلا عن دوره في الحد من الرسوبيات المتجهة إلى حوض ميناء صلالة، بما يُسهم في خفض التغطية التأمينية للميناء ومرافقه.

وتم خلال الافتتاح تقديم عرض مرئي عن دور السدود في سلطنة عُمان لدعم جهود التنمية المستدامة، وآخر عن مراحل تشييد سد وادي عدونب بصلالة، بالإضافة إلى تقديم شرحٍ عن مكونات وأهداف المشروع ومراحل تنفيذه.

وقال المهندس يوسف بن مسعود المنذري مدير دائرة السدود بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إن المشروع يُعدّ أكبر سد في منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات بولاية صلالة ويتكون من سد ترابي بطول 389 مترا ويبلغ ارتفاع نحو 70 مترا، وقد زود بمفيض خرساني جانبي بطول 80 مترا، وبوابات للتحكم الآلي في تصريف المياه بالإضافة إلى قناة لتصريف المياه تستخدم لتفريغ بحيرة السد عند الحاجة، ما يضمن تشغيلا آمنا ومتوازنا في جميع الظروف.

وأضاف أن السعة التخزينية للسد تبلغ نحو ثلاثة وثمانين مليون متر مكعب ما يجعله الأكبر ضمن منظومة الحماية في محافظة ظفار والثاني على مستوى سلطنة عُمان، ويعكس دوره الحيوي في التخفيف من الأضرار المحتملة للأمطار الغزيرة والأنواء، مبينا أن المشروع شهد قبل تنفيذه تقييما هيدرولوجيّا لتحديد كميات المياه المتدفقة عبر وادي عدونب، وتحليلا جيولوجيّا لفهم طبيعة التربة والصخور، ودراسات هندسية لضمان الحفاظ على السلامة الهيكلية للسد.

ويأتي إنشاء سد وادي عدونب بولاية صلالة ضمن خطة أكبر تشمل تشييد سدود إضافية أبرزها منظومة حماية ولاية سدح التي من المتوقع طرح مناقصتها خلال عام 2025 بعد الانتهاء من إعداد مستندات التنفيذ.

3