سلبية الموقف الرسمي للعراق تشجع على مواصلة التوغل التركي

تركيا تقصف مخيما للاجئين الأكراد في أربيل.
الأحد 2021/06/06
اجتياح تركي مستمر

غياب موقف رادع من بغداد جعل تركيا تتمادى في عملياتها العسكرية شمال العراق حيث قصف الجيش التركي السبت مخيم مخمور للاجئين ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة اثنين بجروح وذلك بعد ساعات من شن القوات التركية حملة استهدفت قرى في مدينة دهوك.

أربيل - قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب اثنان بجروح إثر قصف تركي على مخيم مخمور في شمال العراق، وفق ما أفاد النائب الكردي رشاد جلالي وذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بشن حملة واسعة على هذا المخيم.

ويرى مراقبون أن تصعيد أنقرة لحملاتها العسكرية في شمال العراق يعود إلى غياب موقف حاسم ورادع من بغداد وهو ما حفز أنقرة على مواصلة عملياتها لتحقيق الأهداف المرجوّة من ذلك.

ويوضح هؤلاء المراقبون أن لتركيا هدفين وراء التدخل مباشرة في العراق؛ أوّلهما خوض الحرب ضدّ الأكراد على أرض الجيران كما هو جار بالفعل على الأرض السورية، وعلى أجزاء من الشمال العراقي، وثانيهما تثبيت موطئ قدم في البلاد إلى جانب إيران التي تثبّت نفوذها في العراق عبر وكلائها من السياسيين وقادة الميليشيات، وأيضا إلى جانب الولايات المتّحدة التي تسجّل حضورا عسكريا محدودا على أرض العراق من خلال بضعة آلاف من الأفراد.

وتقوم أنقرة مراراً بعمليات قصف لشمال العراق لملاحقة مقاتلين في حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن.

وقال النائب المتحدّر من مخمور في محافظة نينوى في شمال العراق، إن طائرة تركية قامت “بقصف حديقة للأطفال واقعة قرب مدرسة” في المخيم الذي يضمّ لاجئين أكرادا من تركيا.

وكان حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ عقود قد أفاد السبت بقصف طائرة مسيرة بعد الظهر للمخيم، في خطوة تأتي بعد ساعات من مقتل خمسة عناصر من مقاتلي البيشمركة في إقليم كردستان حليف أنقرة في كمين لحزب العمال الكردستاني.

وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع يونيو بالتصعيد ضد حزب العمال الكردستاني مهددا بقصف مخيم مخمور للاجئين الذي يقع في شمال العراق على بعد 250 كيلومترا من الحدود بين العراق وتركيا، معتبرا أنه يضمّ عناصر من حزب العمال.

ثلاثة مدنيين قُتلوا وأصيب اثنان بجروح إثر القصف التركي على مخيم مخمور شمال العراق وفق ما أفاد النائب الكردي رشاد جلالي

وقال أردوغان “مخمور بات حاضنة لقنديل” مقر قيادة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مؤكدا أنه “إذا لم نتدخل، فستواصل تلك الحاضنة إنتاج ‘إرهابيين'”.

وأضاف “نتحدّث مع جميع اللاعبين، إذا لم تقم الأمم المتحدة بتنظيف هذا المكان فسنتولى نحن تلك المهمة بصفتنا أعضاء في الأمم المتحدة”.

وتشنّ أنقرة منذ 23 أبريل عملية عسكرية جديدة في شمال العراق جواً وأحياناً براً ضد حزب العمال الكردستاني.

وحزب العمال الكردستاني هو عدو أنقرة وأربيل ويرفض الاعتراف بحكومة كردستان العراق وينشط لإقامة دولة موحدة في سوريا وتركيا والعراق وإيران.

وتقصف تركيا التي نشرت بحكم الأمر الواقع نحو عشر قواعد عسكرية منذ 25 سنة في كردستان العراق، بانتظام القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في شمال العراق.

وأطلق حزب العمال منذ 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية أسفر عن أكثر من 40 ألف قتيل.

وتحتج بغداد باستمرار على القصف التركي، لكن أنقرة تؤكد أنها “ستتولى أمر” حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق في حال “لم تكن بغداد قادرة على ذلك”.

ويأتي تصعيد القوات التركية بالرغم من الانتقادات التي توجهها حكومة مصطفى الكاظمي لأنقرة داعية إياها لاحترام سيادتها على أراضيها.

ويرى مراقبون أن تلك الانتقادات غير كافية في ظل تصعيد أنقرة لحملتها، حيث شنت القوات التركية الجمعة حملة مداهمات لقرى كردية وأخرى ذات غالبية عربية ومختلطة، بالتوازي مع تشديد القصف الجوي على مواقع يعتقد أنها تضم عناصر لحزب العمال في محافظة دهوك شمالي البلاد وسط صمت من قبل سلطات إقليم كردستان وكذلك بغداد.

ونفذ الجيش التركي الجمعة عملية برية في قرية أورا التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك بواسطة قوات المشاة مما أثار حالة من الهلع في صفوف سكان المنطقة.

ونقلت وكالة “رووداو” عن مختار قرية أورا أحمد أوريي قوله إنه “ومنذ بدء العملية العسكرية التركية الأخيرة (مخلب البرق – الصاعقة) على قرية كيستا والمناطق الواقعة في حدود بروار العليا، يعيش سكان قرية أورا في وضع صعب، ويتعرضون لقصف عنيف بشكل يومي”.

وأضاف أنه “قبل عشرة أيام أنشأ الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة تبعد كيلومترين عن قريتنا، ومنذ صباح الجمعة بدأ انطلاقا من هذه النقطة عملية بريّة في نواحي القرية”.

3