أكثر ما تخشاه الطغمتان الحاكمتان في العراق وفي سوريا، هو أن تقنن التسويات السياسية التي يجري رسمها ذلك التشظي، فتفقد الدولة الوطنية سيادتها إلى الأبد، فتصير صورة عن لبنان، فيما يصير الآخرون صورة عن حزب الله.

هدف السياسة الجديدة يتجاوز "خفض التصعيد"، حسب التسمية التي اختارتها الدول الراعية، ويحاول تثبيت مناطق نفوذ ترسم إطارا عاما لتسوية سياسية. ورغم تلك التطورات لا تزال ملامح التسوية مبهمة بسبب تزايد حضور المصالح الإقليمية والدولية.

ما يثير السخرية أن يأتي الانتقاد من علي خامنئي، مفتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يقوم كل نظامه السياسي على بناء طائفي استبدادي يشطب الفرد وحقوقه بصورة مطلقة لصالح جماعة مختارة من الصالحين.

لا تملك الإدارة الأميركية حاليا سوى التهديدات التي تثير رعب العالم بحرب نووية قادمة. فبينما تواصل كوريا الشمالية تطوير أسلحتها النووية لا توجد فرصة حقيقية لوقف ذلك البرنامج.

المحرج أن القانون يأتي ردا على التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية التي أوصلته للبيت الأبيض. المحرج أيضا أنه واصل الحديث عن علاقات مميزة مع روسيا منذ بدء حملته الانتخابية وحتى اليوم.

إسرائيل تستخدم حجة الأمن في المسجد الأقصى لتعزيز سيطرتها على المدينة، ولتعزيز نظام الفصل العنصري الذي أقامته في الضفة الغربية.

التدخل الروسي حفز الولايات المتحدة على إعادة الانخراط في سوريا والعراق. ولتحقيق ذلك اختارت بشكل استراتيجي العمل مع القوات الكردية لأسباب مختلفة.

معركة الموصل بدت خارج عالمنا الحديث المدعم بالقانون الدولي الإنساني. كان كل شيء مباحا مقابل استعادة المدينة بوقت أقصر مما كان يتطلبه الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين.

الفوضى في السياسات الخارجية التركية تنبع من السياسة الداخلية. لقد فقدت تركيا خلال السنوات الماضية الإدارة المؤسساتية مع سيطرة أردوغان بشخصيته الموتورة على مفاصل الحكم.

مجرد تهميش الجيش العراقي واستبداله بميليشيات طائفية بقيادة وتسليح إيرانيين لتنفذ عمليات احتلال لمناطق سنية، ولينتهي الأمر بحملة "ابادة" يشير إلى أن الأمور تسير في اتجاه أكثر تعقيدا.

اليوم، تأسست دولة جديدة لكنها باتت محكومة بفئة أكثر طائفية وأشد عنفا وعدوانا ومنفلتة من عقالها. يصعب هذا من مهمة استرضاء الجماعات الأهلية المتمردة.

بالنسبة إلى أميركا، رغم أن كلفة دعمها المادي لإسرائيل كبيرة تفوق الدعم الخارجي الذي تقدمه لدول العالم مجتمعة، يبقى وجود هذا الكيان كعنصر توتر في الوطن العربي ضروريا.

على أي إدارة أميركية تريد إحلال السلام إيجاد ذلك التحدي لإسرائيل ورفع تكلفة احتلالها. حتى اليوم، لا يزال خيار مواصلة الاحتلال أقل تكلفة من خيار السلام.

نجاح أميركا باستعادة البوكمال سوف يجعل سيطرتها على مدينة دير الزور مسألة وقت. وعندها سينتقل الوجود الأميركي إلى مرحلة جديدة تشكل تهديدا لمشروع إيران باستعادة السيطرة على "سوريا المفيدة".

الورقة الرابحة التي دفعت تيار المحافظين للانتخابات المبكرة تبقى ورقة "استعادة السيادة". إذ بقدر ما يتعلق التصويت للانفصال بقضايا اقتصادية ملموسة، يتعلق أيضا بنمو المشاعر القومية البريطانية.

المشهد الحالي في الموصل يخالف الروايات التي صدرت بصورة مستمرة عن القوات العراقية والتي كانت تروي تفاصيل الاقتحامات العسكرية للعشرات من القرى بتغطية من الطائرات الحربية الأميركية.

بعد أشهر من وصول دونالد ترامب إلى السلطة ومع زيارته للسعودية، بات واضحا أن المسار الذي سيسلكه في التعامل مع إيران ينطلق من عزلها سياسيا واقتصاديا وربما عسكرياً.

لا يقتصر عمل الديمقراطية التمثيلية الأميركية على قوة المؤسسات والفصل والتوازن في ما بينها فقط، بل أيضا على إجماع الحزبين الرئيسيين وما يمثلانه من مصالح متضاربة على ضرورة استمرار عمل النظام بعيدا عن الخلافات السياسية.