تحاول واشنطن الاستفادة من ثقل أنقرة وإمكانية دفعها للعب دور يسهل توسيع النفوذ الأميركي في المنطقة من خلال تنفيذ الحد الأدنى من مطالبها وإعطائها التطمينات اللازمة.

رغم الحديث عن تشكيل مناطق آمنة للمرة الأولى من قبل النظام السوري وحلفائه، لكن بنود الاتفاق لا تشير إلى وجود ما يجعله مختلفا بصورة كبيرة عن اتفاق الهدنة السابق.

لا يتعلق الأمر باستراتيجية أميركية محددة للإطاحة بالأسد وإنما باستراتيجية متشعبة لتوسيع النفوذ في بقاع مختلفة من العالم بالاستناد إلى القدرات العسكرية الهائلة.

التعديل الدستوري الأخير كان ليكون خطوة على طريق تمتين الديمقراطية لو لم يكن هدفه تمتين سلطات أردوغان. كما كان يجب أن يتضمن تعزيز فصل السلطات وهو ما لم يحدث.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل اختبار واستعراض قدرات بلاده العسكرية، موجها الرسائل إلى أطراف عديدة تشمل إيران وكوريا الشمالية وروسيا.

الأمم المتحدة لا تطلق على ما يحدث في سوريا اسم إبادة جماعية، مثلما أنها لم تعتبر المذابح التي ارتكبت من قبل الصرب ضد مسلمي البوسنة والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين عملا من أعمال الإبادة.

السياسة الأميركية الجديدة لا تنبع من مجرد معارضة الجمهوريين ودونالد ترامب للاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران، وإنما من تقليد طويل من العداء.

لا تسير الحرب على الإرهاب خارج الولايات المتحدة على ما يرام فما إن تقضي واشنطن على إحدى مجموعات تنظيم القاعدة حتى يعيد التنظيم إنتاج نفسه في مكان آخر.

يمثل انتشار خطاب التضامن مع الفلسطينيين عالميا ودخوله الفضاءات الأكاديمية وصولا إلى أروقة الأمم المتحدة تحديا لقادة الدولة الصهيونية.

مع الهزيمة المتسارعة لتنظيم داعش... يبدو الماضي وكأنه يحذرنا مما يمكن أن يسفر عنه المستقبل. سوف تحظى إدارة دونالد ترامب بالإشادة لهزيمة داعش في الموصل والرقة، ولكن النصر يبدو بعيد المنال.

ما الذي يدفع الرعاة الإقليميين والدوليين إلى عقد أربعة مؤتمرات مصيرية، إذا كانوا سيمتنعون مرة بعد أخرى عن بذل أي مجهود كاف يؤدي إلى نجاحه أو إلى تحقيق بعض التقدم.

رغم تصاعد القتال مع التنظيم إلى وتيرة غير مسبوقة، فمن المتوقع أن تقوم إدارة ترامب بتسريع هذا النسق، أو حتى بنقله إلى إحداثيات جديدة تسميها "الحرب على الإرهاب الإسلامي".

ستكون سياسات الإدارة الأميركية حاسمة في تحديد مصير الولايات المتحدة كقوة إمبراطورية. ولكن ذلك لن يكون واضحا قبل تبين حقيقة تلك السياسات التي تتوارى اليوم تحت دخان الانقسامات والفضائح المتواصلة لإدارة ترامب.

ألم يحن وقت تحديد هدف وطني استراتيجي يتناسب مع التطورات على الأرض؟ هل يمكن للفصائل الفلسطينية أن تتبنى حل الدولة الواحدة، بدلا من حل الدولتين؟

معركة ترامب مع السلطة القضائية ستحدد تحولات النظام السياسي في قادم الأيام. قد تكون تحولات مخيفة.

بداية هذا العصر الجديد الذي يتطلب من كل دولة أن تضطلع بمهمة حماية نفسها، قد تشكل فرصة ملائمة لإطلاق مشروع رفع القدرات العسكرية والأمنية للاتحاد الأوروبي.

روسيا تطمح إلى الحد من الضرر الذي لحق بصورتها في العالم. فخلال الأعوام الثلاثة الماضية برزت موسكو كقوة عدوانية غير قابلة للانضباط وتسعى لانتزاع ما تريده بالقوة العارية.

أعضاء إدارة ترامب لديهم تاريخ حافل في قطاع الأعمال ويعتمدون على حرية التجارة بصورة كبيرة، وهو ما يناقض سياسات ترامب الحمائية.